Al-Quds Al-Arabi

إتفاق «أوبك» وروسيا على خفض إنتاج النفط رغم ضغوط ترامب

-

■ فيينا - رويترز: اتفقــت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا اأمس الجمعة على تقليص أنتاج النفط أكثر مما توقعته السوق، رغم ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض سعر الخام.

وقال وزيــر النفط العراقي ثامــر الغضبان بعد أن اختتمــت «أوبك» محادثات اســتمرت يومين في فيينا ان المنظمة ســتخفض الأنتاج 0.8 مليون برميل يوميا بدءا من يناير/كانون الثاني، في حين سيسهم الحلفاء غير الأعضاء فيها بتخفيضات قدرها 0.4 مليون برميل يوميا إضافية.

قفزت أســعار النفط نحو خمســة في المئــة إذ أن الخفــض الإجمالي البالــغ 1.2 مليون برميــل يوميا يتجاوز الحد الأدنى البالــغ مليون برميل يوميا الذي توقعته السوق.

وكانت الســعودية، أكبر منتج فــي منظمة البلدان الُمصَدِّرة للنفط، قد واجهت مطالب من ترامب لمساعدة الاقتصــاد العالمــي عن طريــق الإحجــام عن خفض الإمدادات.

وسيقدم خفض الأنتاج دعما لإيران أيضا عن طريق زيادة سعر النفط وســط محاولات واشنطن للضغط على اقتصاد ثالث أكبر منتج في أوبك.

وأبلــغ وزيــر الطاقة الإماراتي ســهيل بــن محمد المزروعــي مؤتمــرا صحافيا «لــن نتناول المســائل الجيوسياسي­ة أبدا في أوبك».

وأشاد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بقدرة نظيره الســعودي خالد الفالح علــى «إيجاد حل في أصعب وضع» مشــيرا إلى أن روســيا ستشــارك في الخفض. وظــل اتفاق أوبك على المحــك ليومين - أولا بفعل المخاوف من أن روسيا ستخفض أقل مما ينبغي، ثم بفعل بواعــث القلق من أن إيــران، التي تناقصت صادراتها من الخــام بفعل العقوبــات الأمريكية، لن تحصل على استثناء وقد تعرقل الاتفاق.

لكن بعد محادثات استمرت لساعات، أعطت إيران الضوء الأخضر لأوبك وأشارت روسيا إلى استعدادها لخفض أكبر. وسرعان ما أقر اجتماع مشترك لـ»أوبك» والمنتجين غيــر الأعضاء الاتفاق، وفقــا لمصدرين في المنظمة.

وقال الغضبان ان الخفض سيســتمر لستة أشهر، وسيكون أنتاج أكتوبر/تشرين الأول هو خط الأساس لــه. وكان أنتاج «أوبك» وروســيا أقل في أكتوبر عنه في نوفمبر/تشــرين الثاني. لكن «أوبك» قد لا تكشف عن حصص الأنتاج لكل بلد على حدة حســبما ذكرت المصادر.

وقــال بــوب مكنالــي، رئيــس مجموعة»رابيدان إنِرجي»التــي مقرهــا الولايات المتحــدة، ان «خفض أوبك زائد )اي أوبــك وحلفائها(غير واضح التفاصيل ومن المرجح أن يسفر عن خفض أقل من الرقم المطروح البالغ 1.2 مليون برميل يوميا».

وأضاف «عناويــن أخبار اليوم لــن تبهج الرئيس ترامب، لكن مدى قوة رد فعله ســتتوقف في الأساس على ما إذا كان ذلك سيرفع أسعار الخام بقوة في الأيام والأسابيع المقبلة.»

وصبت واشــنطن الزيــت على النــار عندما التقى المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران برايان هوك بالفالح في فيينا هذا الأســبوع في تطور غير مسبوق قبيل اجتمــاع لـ»أوبك». ونفت الســعودية أول الأمر حدوث مناقشات بين هوك والفالح لكنها أكدتها لاحقا.

وقال غــاري روس،ا لمدير التنفيذي لشــركة «بلاك غولد إنفســتورز» ومراقب أوبك المخضــرم «الضغط السياسي الأمريكي عامل مهيمن بوضوح خلال اجتماع أوبك هــذا، مما يحد من نطاق الإجراءات الســعودية لإعادة التوازن إلى السوق.»

وتراجعت أســعار الخام بمقدار الثلــث تقريبا منذ أكتوبر مع قيام الســعودية وروسيا والإمارات بزيادة الأنتاج لتعويض تراجع صادرات إيران.

وتتنافس روسيا والســعودي­ة والولايات المتحدة على صــدارة منتجي الخــام في الســنوات الأخيرة. والولايات المتحدة لا تشارك في مبادرات تقييد الأنتاج نظرا لتشــريعات مكافحــة الاحتكار لديها وتشــظي صناعتها النفطية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom