Al-Quds Al-Arabi

الوفد المصري يعد بفتح معبر رفح والعمل على تجاوز الخلافات بين فتح وحماس بخطة لتنشيط المصالحة

- غزة ـ «القدس العربي»:

ينتظر ســكان قطاع غزة تطبيقا أوليا لنتائج زيارة الوفــد الأمني المصــري الذي وصل الــى القطاع قبل يومــن، من أجل نزع فتيل الأزمــة المتفاقمة بين فتح وحمــاس، وإعــادة الطرفين إلــى ســكة المصالحة، من خلال إنهاء مشــكلة ســحب موظفي السلطة من معبر رفح، وإعادة تشــغيل هــذا المنفذ البري الوحيد للسكان من جديد، خلال اليومين المقبلين، وذلك بعد لقاءات عقدهــا الوفد في غزة مع قادة فتح وحماس والفصائل الفلسطينية.

وفهــم مــن تصريحــات الكثيــر مــن المســؤولي­ن الفلســطين­يين الذين حضروا اللقاء الموسع مع الوفد المصــري برئاســة اللــواء أيمــن بديع، وكيــل جهاز المخابــرا­ت العامــة، أن هناك اتفاقا علــى عودة عمل المعبــر بالطريقة التــي كان عليها ســابقا، من خلال عودة موظفي الســلطة الفلســطين­ية، لاستلام مهام عملهم كما السابق، وبوجود خطة عمل قريبة لإعادة تنشيط مسار المصالحة.

لكــن أيا مــن المســؤولي­ن لم يبلــغ بالموعــد المحدد لإعادة فتح المعبر من جديد، وإن كانت هناك إشارات إلى إمكانية حدوث ذلك صبــاح غد الأحد، بالطريقة التي كان عليها ســابقا، خاصــة وأن الوفد المصري أكــد على اســتمرار جهد القاهــرة لرفــع المعاناة عن قطاع غزة، وتســخير قدراته لإتمام الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعلى عمل المعبر في كلا الاتجاهين.

وقــال خليــل الحيــة عضــو المكتب السياســي لحركــة حمــاس، إن الوفــد الأمني المصــري وعد ببقاء معبر رفح مفتوحا أمام المســافري­ن، وهو ما أكده أيضا مســؤولون في التنظيمات الفلسطينية الأخرى التي حضرت اللقاء مع الوفد المصري.

وكانت الســلطة الفلسطينية ســحبت الأسبوع الماضي موظفيها من معبر رفح، ما أدى إلى إغلاقه في طريق حركــة المغادرة، وإبقائــه مفتوحا أمام العائدين.

لقاء مع قادة حماس

وعقــد الوفــد المصــري فــور وصوله لقــاء مع قــادة حركــة حمــاس برئاســة إســماعيل هنيــة رئيــس المكتــب السياســي، إلى جانب مســؤولي ثلاثة تنظيمــات أخرى، هــي الجبهتان الشــعبية والديمقراط­يــة وحركــة الجهاد الإســامي، وهي التنظيمات التي تدخلت مؤخرا للتوســط بين فتح وحماس، في أزمــة إقامة مهرجان انطلاقة الثورة الفلســطين­ية في قطاع غزة، الذي لم يحظ بموافقة مــن أجهزة أمن غــزة التي تديرهــا حماس، وأدى إلغــاؤه إلى انفجــار الخلاف، وســحب الســلطة لموظفيها من معبر رفح.

وعقــب الاجتماع قــام الوفد المصــري بعقد لقاء مع وفد من حركة فتح في قطاع غزة برئاســة أحمد حلس، قبل أن يعود ويعقــد اجتماعا آخر مع قيادة حركة حماس في القطاع بقيادة هنية صباح أمس.

فتح تشترط وقف تجاوزات حماس

وعلمت «القدس العربي» أن القيادة الفلســطين­ية أبلغــت مصر في إطــار تحركاتها الحاليــة، ضرورة عــدم قيام حركة حمــاس وأجهزتها فــي قطاع غزة بوضــع أي عراقيــل أمــام موظفــي معبر رفــح، من أجل إعادتهم من جديد لممارســة عملهــم المعتاد كما السابق.

وقــال عاطف أبو ســيف المتحــدث باســم فتح، إن حركته أكدت خلال اللقاء مع الوفد المصري، أن سحب موظفي الســلطة الفلســطين­ية من معبر رفح تم بسبب «تجاوزات حركــة حماس على المعبــر»، مؤكدا أنه في حــال إنهاء حركة حماس هذه التجــاوزا­ت فمن المؤكد أن الأمور ســتعود إلى طبيعتها. وأشــار إلى أن حركته أكدت علــى موقفها بضرورة إنهاء الانقســام بشــكل قطعي «مــن أجل إخراج شــعبنا الفلســطين­ي من نفق الانقســام المظلم». وتابع «أكدنــا أن ذلك لن يتم إلا عبر اتفاق اكتوبــر/ تشــرين الأول 2017 القاضــي بتمكين الحكومة من القيام بكافة صلاحياتها في غزة.»

وفي بيان أصدرته عقب اللقاء مع الوفد المصري، قالــت حركة حمــاس، إنها أكــدت لوفــد المخابرات المصرية، أن مسار الوحدة الوطنية «لا يتم إلا بإجراء حوار شــامل بــن فصائل العمل الوطنــي كافة على قاعدة تطبيق اتفاق 2011.»

لكــن حل مشــكلة معبــر رفــح، وإن كانــت تعطي إشارات إيجابية وتحمل مرونة في مواقف الطرفين، كونها ســتؤجل «إجــراءات» أخرى لوحــت القيادة الفلســطين­ية باتخاذهــا تجاه حمــاس، لا تعني حل الخلاف القائم بين الطرفين بشكل نهائي، وسينتظر جهــودا مصرية كبيــرة تفوق الجهود الســابقة، من أجــل التوصل إلى صيغة تلاقي القبول، وتؤدي إلى تطبيــق بنود اتفــاق المصالحة، بمــا يضمن «تمكين» الحكومــة الفلســطين­ية من إدارة قطاع غــزة كما في الضفة الغربية.

ومــن أجل تجــاوز الحالــة القائمــة، طالبــت الفصائل الفلســطين­ية التي شــاركت في الاجتماع، بتجاوز الآليات الســابقة التــي تعتمــد علــى «الثنائيــة» واقتصــار حوار المصالحة على حركتي فتح وحماس فقط، وتنظيم القاهرة حوارا شــاملا بمشــاركة جميــع الفصائــل الفلســطين­ية، لوضع آليات لتطبيق اتفاقيات المصالحة.

وفي السياق طالبت جمعية رجال الأعمال الفلسطينيي­ن في قطاع غزة، حركتي فتح و حماس بـ «التحلي بالمسؤولية الوطنيــة»، والتجــاوب مــع الجهــود المصرية لاســتئناف المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة الفلسطينية.

ودعت في ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية في غزة، الفصائل الفلســطين­ية لضرورة دعــم جهود المصالحة الوطنية والتحرك سريعاً لرأب الصدع الداخلي وإنهاء حالة الانقســام، بما يســاهم في تحقيق أمــال مليوني مواطــن «يعانــون ظروفاً إنســانية واقتصادية ســيئة بفعل تواصل الانقسام والحصار الإسرائيلي لأكثر من 12 عاماً .»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom