Al-Quds Al-Arabi

ورئيس الاستخبارا­ت قرب الحدود السورية

هجوم عسكري على إدلب

-

لكن الأبرز ما جرى، السبت، من اجتماع لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الأركـان يشار غولر وقائد القوات البرية أوميت دوندار ورئيس جهاز الاستخبارا­ت هاكان فيدان قرب الحدود السورية، حيث جرى تخصيصه لبحث التطورات في إدلب بشكل خاص وشمالي سوريا بشكل عام، ما يشير إلى مدى الأهمية التي توليها القيادة السياسية والعسكرية في تركيا للتطورات في إدلب.إوقال وزير الدفاع خلوصي أكار: «نبذل كل الجهود من أجل استمرار وقف إطلاق النار والاستقرار بإدلب في إطار تفاهم سوتشي»، مؤكداً على استمرار التعاون الوثيق مع روسيا حول إدلب.

وبانتظار القمة المنتظرة في روسيا بين زعماء ثلاثي إستانة )فلاديمير بوتين، رجب طيب اردوغان، حسن روحاني(، قبيل نهاية الشهر الجاري، يتوقع أن تسعى تركيا لإقناع روسيا بتجميد أي تحرك عسكري مباشر أو من خلال النظام السوري وإعطاء فرصة جديدة لأنقرة للضغط على هيئة «تحرير الشام» للمرة الأخيرة قبيل الانتقال إلى الخيار العسكري المباشر.

هذا الخيار كشف عنه وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو الذي ألمح لأول مرة قبل أيام إلى أن عملية عسكرية مشتركة بين روسيا وتركيا خيار ممكن ووارد لمواجهة توسع هيئة «تحرير الشام» التي سعت تركيا بقوة في العامين الأخيرين لتجنب الدخول في مواجهة مسلحة مباشرة معها.

وتخشى تركيا أن يؤدي إعلانها الحرب على هيئة تحرير الشام إلى عودة الهجمات المسلحة من التنظيمات المتشددة على أراضيها، إلى جانب دخولها في مواجهة مفتوحة غير محسوبة النتائج في ظل وجود تقديرات بأن عدد عناصر الهيئة يصل إلى 25 ألف مسلح يتحصنون في الأحياء المدنية في إدلب ومحيطها، وهو ما يجعل المواجهة أصعب بكثير ويزيد احتمال سقوط ضحايا مدنيين.

لكن سيناريو عملية عسكرية تركية روسية، أو عملية تركية بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية وعلى الرغم من تعقيداته، يمكن أن يكون أقل ضرراً عليها من سيناريو حصول هجوم واسع للنظام السوري بغطاء جوي روسي على طريقة ما حصل في حلب والغوطة الشرقية يمكن أن يؤدي إلى موجات نزوح هائلة باتجاه الحدود التركية ووصول النظام والميليشيا­ت الإيرانية إلى الحدود التركية.

وبينما تعول موسكو على استغلال التطورات الأخيرة في إجبار تركيا على تقديم تنازلات في إدلب مقابل دعم توجهاتها للقيام بتحرك عسكري في منبج أو شرقي نهر الفرات، تعول تركيا على حاجة موسكو الملحة في الوقت الحالي لتهيئة الأجواء لأنقرة لممارسة مزيد من الضغوطات على واشنطن لسحب قواتها من سوريا.

وفي ظل جميع التطورات السابقة يستبعد مراقبون حدوث تحولات عسكرية كبيرة في ادلب في الفترة القريبة المقبلة التي سوف تعمل خلالها جميع الأطراف من أجل التوصل لتفاهمات أو مساومات جديدة يمكن أن تعيد رسم خريطة السيطرة والنفوذ في شمالي سوريا بشكل عام.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom