Al-Quds Al-Arabi

شباب في مقتبل العمر اختاروا أن يغنوا ويعزفوا بلا قواعد كلاسيكية عن المكان والعازف والمتلقي

-

ينبعث صوت عذب يغني غناء طربيا مغربيا، يتحلق حوله مستمعون من أجيال مختلفة، رجـــالا ونــســاء. المغني شاب بشعر طويل وبلباس يجاري موضة جيله العشريني، ينتهي من قطعته، يتعالى تصفيق ويجود بعض الجمهور الواقف ببضعة نقود على قبعة تتوسط «الحلقة» على الأرض ... يضع قيثارته على مهل ويحدث الجريدة في لحظة استراحة له. في بداية حديثه يسترجع سياف حكايته مع الغناء في الشارع ويقول لـ «القدس الـعـربـي» إنها جــاءت بشكل تدريجي: «فكرة أن أغني في الشارع بدأت تدريجيا. في البداية قمت بها بشكل عرضي ولم أكن أضع القبعة ومكبر الصوت. بدأت الفكرة بسيطة لم تكن لدي فكرة مشاركة ثقافة موسيقية مع الناس وأن أنقل لهم إحساسي من خلال الموسيقى، ثم انضافت عناصر أخرى ساهمت في بناء شخصيتي كفنان في الشارع «. وأستوقفه بالسؤال:

- قلت إنك فنان في الشارع لما لم تقل فنان فقط؟ هل هناك هوية خاصة لفنان الشارع؟

فيجيب: فنان الشارع هو فنان لكنه ليس فنان شريحة محددة قد تأتي لتبحث عنه في قاعة عرض، هو فنان الشرائح كلها، هو فنان عرضة لكل الناس، ليس محصورا بين أسوار مسرح أو قاعة عرض، بدل أن يأتي لك الناس تذهب أنت للمكان الذي سيتوفرون فيه بمختلف فئاتهم، ليسوا محكومين بتذكرة ولا بثمنها. - كيف بدأت قصتك مع الموسيقى؟ اكتشفت الموسيقى منذ حداثة عمري، والدي يحب الموسيقى فإلى جانب كونه مدرسا للتربية الإسلامية فهو يلقن كذلك الموسيقى، وبث في روح الفن بشكل عام وأذكـى في خصوصا الحس الموسيقي، أما هو فإلى جانب الموسيقى يهتم بالرسم. فرجة مجانية أصـبـح لموسيقيي الــشــارع فـي قلب العاصمة الــربــاط معجبون يتحلقون حولهم. قد يجودون ببعض الدراهم وقد يتزودون بمتعة فرجة بالمجان ويذهبون في حال سبيلهم. هؤلاء الشباب يوفرون ترفيها يكسر رتابة الانضباط المعروف عند أهل الرباط والمتأتي من طابع المدينة الإداري وكونها مركز السلطة المركزية، ولهذا انعكاس على ذهنية سكان المدينة وسـلـوكـهـ­ا. ويستطيع أي قـــادم من مدينة أخـرى أن يستشفه، فأتى هؤلاء الشباب ليكسروا النمط والهدوء الرتيب بموسيقاهم المتعددة الألــوان ومنهم من

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom