روسيا تكافح الـ «درونز» بمدافع يحملها «روبوت»

تقاوم روسيا الآلات بالآلات وذلك في سياق السباق العالمي المحموم من أجل تجهيز الجيوش بالمعدات الالكترونية التي تقلل المخاطر على الأفراد وتحميهم خلال الحروب والعمليات القتالية، حيث طورت في أحدث قفزاتها في هذا المجال مدافع يحملها إنـسـان آلــي «روبــــوت» يختص بمكافحة الطائرات بدون طيار «درونز».

وأعلن ناطق باسم مصنع «بودولسك» الميكانيكي الـكـهـربـائـي الــروســي أن مهندسيه يعملون على تصميم مدفع مسيّر قــادر على تدمير الطائرات بــدون طيار )درونز( المقاتلة على ارتفاع منخفض.

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن كبير المصممين في المصنع أوماخان أوماخانوف قوله إن المدفع المسير الجديد صُمم على أســاس مدفع «سـمـوم» من إنتاج المصنع، والــذي يخصص لحماية المنشآت من ضربات المقاتلات التكتيكية والمروحيات وبعض الأنواع من الدرونات العاملة على ارتفاعات منخفضة.

وأوضــح أومـاخـانـوف قائلا: «نعمل الـيـوم على تصميم مدفع مسيّر يمكن وضعه على أي منصة ذاتية الحركة، بما فيها المـدرعـات والسفن». وأشــار كبير المصممين إلــى أن العمل على تصميم المدفع يمكن أن يتسارع في حال الحصول على طلب بتصنيعه من قبل وزارة الدفاع الروسية، حيث يمكن أن يبدأ إنتاجه على دفعات بعد عامين أو ثلاثة أعوام.

يـذكـر أن مـدفـع «ســمــوم» المــطــور تم تصميمه تطبيقا لقرار الرئيس الروسي فيما يتعلق بتطوير المرافق الإنتاجية في مجمع الصناعات الدفاعية الروسية.

وهناك نموذجان من منظومة المدفعية أحدهما يدمر الأهداف الجوية على ارتفاع 1.5 كيلومتر ومدى 2.5 كيلومتر. والآخر نظام مدافع وصواريخ يدمر الأهداف على مدى 6 كيلومترات وارتفاع 3.5 كيلومتر.

ويعتبر الجيش الروسي المدجج بأحدث وسائل التكنولوجيا ثاني أقوى الجيوش في العالم بعد الولايات المتحدة، وذلك حسب تصنيف نـشـره مـوقـع «بزنس إنسايدر» لأقوى الجيوش في العالم، وهو تصنيف أخذ فيه بعين الاعتبار أكثر من 50 مؤشراً وعاملاً مختلفاً، بما في ذلك تنوع الأسلحة المتاحة، وإمكانات التعبئة، ومستوى التنمية الصناعية، والمــوارد الطبيعية. وتـصـدر الجيش الأمريكي القائمة )ميزانية الدفاع تصل إلى 647 مليار دولار( فيما حل الجيش الروسي في المرتبة الثانية على الرغم من تواضع موازنته العسكرية نسبياً والتي تبلغ 47 مليار دولار أمريكي فقط.

وتـواصـل روسـيـا العمل على إنشاء جيش ذكي بالاستعانة بأحدث ما توصلت له التكنولوجيا في العالم بما يؤدي في النهاية إلى تقليل المخاطر والحفاظ على حياة العناصر البشرية.

وقـالـت تقارير سابقة لموقع «سـاح روسـيـا» إنــه ستظهر فـي روسـيـا خلال الأعـوام الخمسة المقبلة طائرات من دون طيار بوسعها تنفيذ المهمات العسكرية ضمن أسراب كما سيكون بإمكانها اتخاذ الـقـرارات بشكل ذاتـي على خلفية تغير الأوضاع في ميدان المعركة.

وقال مستشار نائب المدير العام لشركة «التكنولوجيا اللاسلكية الإلكترونية» الـروسـيـة فلاديمير ميخييف: «نتطلع الآن إلــى المستقبل، حيث ستستخدم الطائرات من دون طيار على نطاق واسع، منفردة أو ضمن أســراب. وستكون تلك الطائرات ذكية، أي أنها ستتخذ قرارات من تلقاء نفسها بدون أي تدخل خارجي، وستخوض عمليات حربية وتستطلع أهدافها ذاتيا». وتقول روسيا إنها تعمل على إنشاء جيش مــزود بأحدث أنـواع التكنولوجيا والمعدات الموجهة عن بُعد بما يضمن للمقاتلين الابتعاد عن المخاطر وخوض المعارك بدون الانزلاق إلى أماكن القتال. وقامت تبعاً لذلك بتطوير العديد من الوسائل القتالية الذكية والحديثة والتي قامت مؤخراً بتجربتها في سوريا.