Al-Quds Al-Arabi

2019 عام فاصل في مستقبل

- مدريد ـ «القدس العربي»: برلين ـ «القدس العربي»:

قد يأتي الوقت الذي يتضرع فيه النجم الفرنسي أنطوان غريزمان للرحيل إلى برشلونة، الذي رفض الانتقال إليه الصيف الماضي، بعد أن يكتشف أن قرار بقائه مع أتلتيكو مدريد لم يكن صائبا على الإطلاق، بعد أن رأى بعينه التخبط الذي يعاني منه الفريق هذا الموسم.

ونجحت إدارة أتلتيكو في إقناع غريزمان بالبقاء مقابل منحه راتبا أكبر، كما كان لزوجته دور كبير في قراره هذا، بعدما حذرته من نجومية الأرجنتيني ليونيل ميسي التي ستطغى عليه لا محالة في حال انتقاله لبرشلونة. بالإضافة إلى زيارة مدربه، الأرجنتيني دييغو سيميوني، له في منزله ليخبره بأنه يريده أن يستمر مع النادي المدريدي، والصفقات الكبيرة التي عقدها النادي من أجل أن يضمن له التواجد ضمن صفوف فريق كبير قادر على تحقيق الفوز بالألقاب، ومساندة زملائه له، وعلى رأسهم دييغو غودين الذي طالب الجماهير بعدم إطلاق صافرات الاستهجان في مواجهة النجم الفرنسي خلال المباريات. وكللت كل هذه المحاولات بالنجاح، وقرر غريزمان البقاء، لكن بعد مرور بضعة أشهر من انطلاق منافسات الموسم لم يحقق أتلتيكو النجاح المنشود، ولم يقدم الأداء المنتظر الذي يتناسب مع حجم صفقاته الجديدة. وقالت صحيفة «موندو ديبورتيفو:» «كما بكى نيمار من أجل العودة قد يتوسل غريزمان للانتقال لبرشلونة». وهكذا رأى غريزمان بكل وضوح حجم المشكلة التي يعاني منها أتلتيكو، وأن قراره بالبقاء لم يكن صحيحا 100%، وأن التواجد مع ميسي في فريق واحد أفضل من أن يكون ميسي نفسه هو خصمك في فريق آخر. واكتشف أيضا أن أتلتيكو لا يسير بنفس الأقدام الثابتة، كما كان الحال الموسم الماضي، فها هو يتأخر بأربع نقاط كاملة عن رصيده الذي حققه في الفترة ذاتها الموسم الماضي بالدوري، وصعد بشق الأنفس إلى دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا ليصطدم بيوفنتوس، ما يهدد مبكرا أحلامه ببلوغ نهائي البطولة الذي سيقام على ملعبه «واندا ميتروبوليت­انو .»

وأصبح واضحا له وللجميع أنه بات يواجه صعوبات كبيرة في تسجيل الأهداف هذا الموسم، حيث أحرز حتى الآن ثمانية أهداف فقط، هدفان منها من ركلة جزاء وهدفين من ركلات ثابتة. وأشارت صحيفة «موندو ديبورتيفو» إلى أنه رغم رفضه اللعب لبرشلونة هروبا من نجومية ميسي الطاغية، لم يحصل غريزمان على جائزة الكرة الذهبية أو حتى جائزة الفيفا التي يمنحها لأفضل لاعب في العالم.

وعلى ضوء كل هذه الأسباب، قد يهرع غريزمان قريبا إلى الهاتف للتحدث مع رئيس برشلونة، جوسيب ماريا بارتوميو، ليسأله عما إذا كان النادي الكتالوني لا يزال يرغب في التعاقد مع لاعب مثله وهل لا تزال هناك أموال في خزائنه لإتمام هذه الصفقة؟ وربما يكون ذلك كله قد حدث بالفعل خلف الكواليس. لكن على أي حال تتسع كرة القدم لكل الاحتمالات، ولا يمكن استبعاد أحدها مهما كانت التعقيدات التي تحيط بمثل هذه الصفقات، إلا أن هناك عائق قد تنتفي معه أي إمكانية في هذا الصدد، ألا وهو كبرياء النادي الكتالوني الذي قد يمنعه من التعاقد مع أحد اللاعبين رغم حاجته له، بسبب موقف سابق لهذا اللاعب تسبب في حرج بالغ للنادي. وأكدت وسائل إعلام مختلفة، طبقا لاستطلاع رأي، أن عودة البرازيلي نيمار ستقابل بترحيب شديد من زملائه القدامى في برشلونة، ولكن معظم مجموعة حاملي الأسهم في النادي الإسباني لا ينظرون على الإطلاق بعين الرضا لهذه الصفقة. أما غريزمان فلم يشمله الاستطلاع لأنه لم يكن يوما لاعبا في برشلونة مثل نيمار، ولا يبدو أن ذلك قابل للتحقق قريبا، ولكن من يدري قد تنقلب الأمور رأسا على عقب بين عشية وضحاها ويرحل النجم الفرنسي عن العاصمة الإسبانية ويحط رحاله في إقليم كتالونيا.

رغم الخروج المبكر للمنتخب الألماني )مانشافت( من رحلة الدفاع عن لقبه العالمي والسقوط في الدور الأول لكأس العالم 2018، احتفظ يواخيم لوف بموقعه على رأس القيادة الفنية للفريق.

لكن المدرب الألماني، الذي قاد الفريق للفوز بكأس العالم 2014، يحتاج الآن إلى النزول من برجه العاجي والتخلي عن حالة الارتياح التي كان عليها في السنوات الماضية، إذا أراد إعـادة بناء الفريق، حيث يتعين عليه الدفع بوجوه جديدة خلال الشهور المقبلة التي تشهد مشاركته في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية )يورو 2020) .

ويضاعف من حاجة لوف إلى العمل الجاد في 2019 أن حجم الدعم الجماهيري له تراجع بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وبالطبع، يشعر لوف بسعادة فائقة لأن أصعب عام في مسيرته مع المانشافت انتهى بدون أن يخسر موقعه. لكنه يواجه الآن تحديا كبيرا يتمثل في إعادة هيكلة وبناء الفريق بالتزامن مع حاجته للتقدم بشكل جيد في النتائج حيث يخوض في 2019 تصفيات «يورو 2020» .وقال لوف: «من الجيد أن يبدأ عام 2019» في إشارة إلى رغبته في اجتياز ذكريات 2018 المزعجة، حيث خرج من الدور الأول للمونديال، كما خرج من النسخة الأولى من لدوري أمم أوروبا، بل احتل المركز الأخير في مجموعته بالمستوى الأول ليهبط إلى المستوى الثاني في النسخة التالية. وشهد 2018 رقما قياسيا سلبيا للمانشافت حيث خسر ستا من المباريات الدولية التي خاضها على مدار العام المنقضي. ولم يبدأ لوف عملية التغيير في صفوف الفريق إلا بعد الهزيمة الثقيلة صفر/3 أمام المنتخب الهولندي في دوري الأمم، حيث أدرك ضرورة منح الشبان فرصة للمشاركة. وكان جوشوا كيميتش )23 عاما( وتيمو فيرنر )22 عاما( ونيكلاس سوله )23 عاما( وليون غوريتسكا (23 عاما( وجوليان براندت )22 عاما( ضمن قائمة الفريق في المونديال الروسي. كما أصبحت لليروي ساني )22 عاما( وسيرج نابري )23 عاما( وتيلو كيهرر )22 عاما( والموهبة الصاعدة كاي هافريتز )19 عاما( أهمية كبيرة في الفريق حاليا. وقال لوف )58 عاما:) «عملية إعادة البناء تتم حاليا»، مشددا على حاجة الشبان إلى الاستقرار والتوجيه.

وفي الوقت ذاتـه، ما زال الحـارس مانويل نوير )32 عاما( ولاعب الوسط توني كروس )29 عاما( من العناصر الأساسية المهمة، فيما لم تعد المشاركة بالتشكيلة الأساسية أمرا مضمونا لجيروم بواتينغ )30 عاما( وماتس هوملز )30 عاما( وتوماس مولر )29 عاما(. ويدعم نوير التغييرات التي يجريها لوف والتي تتضمن أيضا التغيير في طريقة اللعب والأسلوب الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة، إلى طريقة ‪4//3 3‬التي

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom