Al-Quds Al-Arabi

سوريا تكفي الجميع: التحدي الإيراني بانتظار كوخافي

- يوآف ليمور إسرائيل اليوم 2019/1/13

■ ليــس مفاجئــاً أن يقضي غــادي آيزنكوت ليلة الســبت الأخيرة له كرئيــس أركان في البئر فــي الكريا )مقر القيادة فــي وزارة الدفاع(، وهو يتابع نتائج قســم آخر من النشاط الذي كان في بؤرة ولايته. مع قدم على الدواسة، حتى اللحظة الأخيرة، لوقف «شيء آخر» قبل أن ينتهي.

في الواقع الشــرق أوسطي، لا ينتهي أي شيء بعد غد مع تبادل رئاســة الأركان. يوجد ســوريا كافية للجميــع )وكذا إيران، وحــزب الله وغزة وبضعة أوجــاع رأس أخرى(. صحيــح أن افيف كوخافي لم يكــن أول أمس في البئر ـ يســتمتع بســبت أخيرة عديمة القلــق في البيــت، ولكن نائبه، ايال زميــر، كان هناك كجزء من عملية نقل الصولجان في قيادة الجيش.

الغارة المنسوبة لإســرائيل على دمشق كانت تقصد علــى ما يبــدو المنطقة اللوجســتي­ة التي تحوزها إيران في المطار الدولي في دمشق. يدور الحديث عن مصاف شــحنات منفصــل ومحمي، تفعل فيــه إيران كما تشــاء. قبل بضع ســاعات مــن الغارة، هبطت في دمشــق طائرة عســكرية إيرانية، أنزلت شحنتها. يحتمل =في أعقاب ذلك أن يتدحرج الهجوم، الذي هو وفقاً لصور الأقمار الصناعية التي نشــرت، تســبب بدمار شديد في المجال.

ســوريا، على عادتها، ادعــت بأنها اعترضت معظم الصواريــخ التي أطلقتها طائرات ســاح الجــو. ليســت بحاجة إلــى التعاطــي دوماً مع التقارير الســورية حرفياً؛ فالأسد أيضاً لديه رأي عام، داخلي ودولي، وهو بحاجة إلى أن يشــرح: للبيت الداخلي ـ سبب تواصل إسرائيل الهجوم بلا إزعاج حتــى بعد أن انتهت الحــرب الأهلية؟ أما للعالم فكيف يحــدث أن تعمل إيران في المطار الدولي لدمشــق وكأنهــا طهران؟ ولمــاذا لا تمنع ســوريا هذا النشــاط الذي هو في بــؤرة تثبيت الوجود الإيراني في ســوريا ونقل الســاح إلى حزب الله.

الصمت الروسي

كان صعباً ألا نلاحظ أمس الصمت الروسي في ضوء الهجوم شــبه العلني. فمنذ إسقاط طائرة اليوشن في أيلول الماضي، ســاءت العلاقات بين إسرائيل وموسكو، وتعرضت إسرائيل لتنديدات كثيرة، بما في ذلك الادعاءات بأنها تعرض القوات الروســية في ســوريا وأمن المنطقة للخطر. وفي الأســابيع الأخيرة سجل تسخين ما في العلاقات، ويحتمل أن يكون التجاهل الروســي لهجوم ليل الســبت )الذي لــم يعرض رجالهــا للخطر( كان استمراراً لذلك.

من تجربة الماضي، معقول أن تكون إســرائيل أيضــاً، إذا كانت هــي التي هاجمــت، قد وضعت الروس مسبقاً في صورة الهجوم من خلال «الخط الســاخن»، الذي يعمل بين قاعــدة الكريا في تل أبيب والقاعدة الجوية الروسية في حميميم. ومع ذلك، خيراً تفعل إســرائيل إذا مــا واصلت الخط الحذر الذي تتخذه في الأشــهر الأخيرة في كل ما يتعلق بالأعمال الهجومية في ســوريا، كي تمتنع عن مواجهــة متجددة مع الروس. هذه ســتكون مهامة كوخافي، وإن لم يكن مؤكــداً أن آيزنكوت قال كلمتــه الأخيرة في كل ما يتعلق باســتخدام القوة العسكرية في المنطقة.

لقد طمســت النجاحات في الساحة الشمالية أمــس قليلاً علــى خلفية المنشــورا­ت من حماس حول العملية الخاصة التي فشــلت في 11 كانون الثاني في خانيونس. فالشــريط المســجل الذي نشر، وإن كان قد بذل فيه جهد كبير، ولكن لم يكن فيه معلومــات جديدة ذات مغزى. إذ أعطى زاوية أخرى للدرامــا التي وقعت في تلــك الليلة ـ من الاشــتباك غير المخطط له بين القوة الإسرائيلي­ة وحاجز حماس، وحتى الإنقاذ وقصف ســيارات القوة والقتال الذي نشأ في أعقابهما.

ضرر أمني كبير

يمكن الافتراض بأن هذه ليســت نهاية القصة. يبدو أن لــدى حماس معلومات أخــرى لبعضها قدرة كامنة لإلحاق ضــرر أمني كبير في غزة وفي جبهــات أخــرى. فالتحقيق في الحــدث الآن في ذروته، وبعد أن عرض مرتين على رئيس الأركان ورئيس الاســتخبا­رات «أمان»، فإنه ســيعرض عليهمــا غداً مــرة أخــرى، قبل لحظة مــن إنهاء آيزنكوت لمهام منصبه.

أما الخلاصات فسيقوم بها كوخافي. وستتطلب غير قليــل من الســطور الأخيرة. فــي المقابلات التلفزيوني­ة التي منحها أمس ادعى آيزنكوت بأنه لــم يقع في هذه العملية خلل بل سلســلة أخطاء. ومن المعلومات التي تراكمت تظهر صورة مختلفة، وتطرح أســئلة قاســية حول العمليــة: إقرارها، وشكل ســلوك القوة، وتشكيلتها، وكذا أسئلة عن تغييرات بنيويــة أجريت في الوحدة المنفذة وفي سلســلة القيادة، ويحتمل أن تكون هذه مرتبطة بفشل العملية.

إن التحقيــق العملياتــ­ي ســيؤدي بالتأكيد إلى اســتنتاجا­ت مهنيــة كثيــرة، ويحتمل أيضاً شــخصية. في داخل الوحدة هناك في الشهرين الأخيرين دم فاســد، هو أيضاً يستوجب الإخراج السريع.

العملية في غزة ســبق أن فشــلت؛ إلى جانب تقليص الأضرار، حان الوقت الآن لاســتخلاص الدروس مــن أجل جعل الفشــل رافعــة لأعمال تنفيذية ناجحة في المستقبل. غادي ايزنكوت في طريقه لآخر اجتماع له كوزير للدفاع

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom