Al-Quds Al-Arabi

تونس: وفاة أشهر «جلادي» بن علي تثير موجة استنكار لعدم محاكمته

مسؤول الشرطة السابق عذّب عشرات السجناء ودُفن في مكان مجهول

- تونس ـ «القدس العربي» ـ من حسن سلمان:

أثارت وفاة أشــهر جــاد في تونس، جــدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اســتنكر حقوقيون ونشــطاء عدم خضــوع مســؤول الشــرطة المذكور للمحاكمة على عشــرات الجرائم التــي ارتكبها خلال عهدي بورقيبة وبن علي.

وتجاهلت أغلب وســائل الإعلام التونســية وفاة مسؤول الشــرطة السابق، حســن عبيد، فيما حفلت الصفحــات الاجتماعية بشــهادات لبعــض ضحاياه وعدد ممن عاصروه على مدى عقود.

ودوّن المحامي والناشط الحقوقي، شريف الجبالي «موت الجلاد والمجرم حســن عبيد المسمّى البخش أو بوكرش، ولــم يعف عنه أحد مــن ضحاياه. مات ولم يعلن توبته عن جرائم القتــل والتعذيب والاغتصاب وهتــك الحرمات وتشــريد الآلاف. ذهب الــى الديّان بكل ذنوبه ودفــن في العتمة، واللعنة ما زالت تلاحقه وهو ذاهب الى ربه». وكتب الباحث محمد ضيف الله: «حمادي أو بوكريشة أو البخش، اسم شبيه بالأسماء التي يشتهر بها كبار المجرمين، وهو بالفعل من كبارهم. حســن عبيد، من أشــهر التونســيي­ن لدى المنظمات الحقوقية في تونس وفي العالم، ورد اسمه الثاني في قائمة وضعت في التسعينات تضم أسماء 133 جلاداً. من عتــاة الجلادين على مر تاريــخ البناية الرمادية، تكوّن وترسّم واشتهر في العهد البورقيبي واستمر في الصعود في عهد وريثه بن علي».

وأضاف: «صحيح لا يذكره الإعلام الرسمي، ولكنه خبير حقيقي في كل وسائل التعذيب والتنكيل، تعرفه أجيال مختلفة من التونســيي­ن ممن عانــوا في أقبية الداخلية أو فــي مكاتب الطابق الثالــث، تداول على يديه يساريون ونقابيون وطلبة وإسلاميون وجماعة قفصة 80 وأحداث الخبز 84، متظاهرون ومشــبوهون ومنتمون إلى تنظيمات ســرية. قاتلــت المنظومة من أجل حمايته وحماية العشــرات مــن الجلادين مثله، ونجحت. لم يحاكم. لم يسجن. لم يعاقب. لم يعترف. لم يعتذر. لم يتكلم، ومات خســارة. مات البخش يوم 12 جوان )حزيران( الجاري، ودفن في الســرية أو ما يشبهها، خوفا من ضحاياه، وبقيت آثار السياط على ظهورهم أو في ذاكــرات أبنائهم وأحفادهم يتوارثون أزيزها».

ودوّن الكاتــب عادل بن عبد الله «بمناســبة هلاك المجرم الجلاد حســن عبيــد )الفرقــة المختصة(، لي ملاحظة أقولها بلا مجاز: الى قاع الجحيم إن شاء الله ولا رحمه الله حيث هــو. أما من يقول إن الموت يوقف الخصومة فقــد جانب الصواب من وجهــن: الموت لا يوقــف الخصومة في الدنيا لأن آثــار إجرامه مازالت في أجســاد وقلوب من عذبهم وأفقدهم أدنى مقومات الكرامة الانسانية. والموت أيضاً لا يوقف الخصومة في الآخرة فعنــد الله تجتمع الخصوم... وهو يوم الفصل والقصاص من هؤلاء المجرمــن. وأما من يقول اذكروا موتاكم بخير، فما هو من موتانا )وأقصد بنون النسبة هنا المســتضعف­ين وضحايــا المنظومــة وليس المعنى الشــرعي فقط(. ولهذا جعله اللــه حيث أرجو في قاع الجحيم...والســام على من بثّ السلام وسعى إليه. أما هذا وأمثاله فلا سلام لهم.»

ورغــم تورطــه فــي عشــرات القضايــا المتعلقة بالتعذيب، إلا أن الغموض يحيط بشــخصية حســن عبيد، حيث لم يتم تداول صور أو أخبار خاصة به في وســائل الإعلام. كما أن عائلته رفضت تسلم جثمانه لدفنه في مسقط رأســه بقرية الكنايس التابع لولاية سوسة )شرق(، حيث قامت السلطات بدفنه في مكان مجهول، خشــية من تعرض قبــره للتخريب من قبل ضحاياه، وفق مصادر إعلامية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom