Al-Quds Al-Arabi

... ويعتبر فض الاعتصام «فخاً» نُصب لـ«الدعم السريع» ويتوعد بإعدام المنفذين

-

■ الخرطوم ـ «الأناضول»: توعّد نائب رئيس المجلس العســكري في الســودان، الفريق أول محمــد حمــدان دقلــو أمــس الأحد «بإعــدام» الذيــن قامــوا بتفريق اعتصــام الحركة الاحتجاجية بشكل وحشي، ما أدى إلى مقتل العشرات، وأثار حملة تنديد دولية.

ويقــود دقلو المعــروف باســم «حميدتــي» «قوات الدعــم الســريع» التي يتهمهــا قادة الاحتجاجــ­ات ومنظمات غير حكومية، بأنهــا قامت بتفريق اعتصــام الثالث من حزيران/ يونيو وبالقمع الدامي. وكان المجلس العســكري الانتقالــ­ي أقرّ الخميس للمرة الأولى، بأنّه أمــر بفــضّ الاعتصام أمــام القيادة العامــة للقوات المســلحة في الخرطوم، مشــيراً إلى أن «بعض الأخطاء والانحرافا­ت حدثت».

وقــال في مؤتمر صحافي: «نحــن نعمل جاهدين لإيصــال الذين قامــوا بذلك إلى حبل المشنقة»، مشيراً إلى كل شخص «ارتكب أي خطأ أو أي تجاوز». وأضاف: «أبشّركم بالنسبة لفض الاعتصام لن نخذلكم ولن نخذل أسر الشهداء». واعتبر أن فض الاعتصام، أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، هو فخ نُصب لقوات «الدعم الســريع». وتتهم «قوى إعلان الحرية والتغيير»، قائدة الحراك الشعبي، تلك القــوات بفض الاعتصام، في 3 يونيو/ حزيران الجاري، ما أســقط 128 قتيلاً خلال الفض وأحداث عنف تلته.

وأضــاف حميدتــي: «مشــكلتنا في التفــاوض )مع قــوى التغيير( هي تشــكيل مجلس تشريعي غير منتخب يريد استبعاد المنظومة العسكرية».

وتتهــم قــوى التغيير المجلس العســكري بالإصرار علــى الهيمنة على عضوية ورئاســة مجلس السيادة، أحد أجهزة الحكم المقترحة في المرحلة الانتقالية.

وتشــترط تلك القوى للعودة إلى المفاوضات مع المجلس العســكري أن يعترف بارتكابه جريمة فض الاعتصام، وتشــكيل «لجنة تحقيق دولية». وتابع حميدتي: «نخاف أن يتمزق السودان، ونسعى إلى توفير الأمن، لأن هنالك من يريد للسودان أن يغرق في الفوضى.»

ويشــهد الســودان تطورات متســارعة ومتشــابكة منذ أن عزل الجيش، في 11 أبريل/ نيســان الماضي، عمر البشير من الرئاســة، بعد 30 عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.

ومضى قائلاً: «لســت راغبا في الاستمرار في الحكم 9 شهور، ونطالب مكونات الشعب السوداني بتحمل مسؤوليتها». ومثل الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش إحدى أدوات قوى التغيير للضغط على المجلس العسكري، لتسليم الحكم إلى سلطة مدنية.

وأردف حميدتي: «نطالب شــباب الثورة بالتصدي للمشهد السياسي، ولا بد للأحزاب العريقة أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية، وبابنا مفتوح لهم.»

ووســط اتهامات متبادلة، انهارت الشــهر الماضــي مفاوضات بين المجلس العســكري وقوى التغيير بشأن المرحلة الانتقالية.

وأعلــن خلال تجمع شــعبي شــمالي الخرطــوم الســبت، أن المجلس العســكري يمتلك «تفويضاً شعبياً» لتشكيل حكومة تكنوقراط.

وزاد ذلــك التصريح من مخــاوف قوى التغيير من احتمال التفــاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي للاحتفاظ بالسلطة، كما حدث في دول عربية أخرى.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom