Al-Quds Al-Arabi

الفعاليات الرافضة لـ «ورشة البحرين» تنطلق بقوة... والقيادة طلبت من الجامعة العربية إصدار بيان إدانة

تسبق «مؤتمراً شعبياً» يُعقد في بيروت بمشاركة أحزاب عربية

- غزة - «القدس العربي» من أشرف الهور:

بــدأت الفعاليــا­ت الشــعبية المناهضة لـ «ورشــة البحرين» الاقتصاديـ­ـة عمليــاً، تأخــذ الشــكل التصعيدي، فــي المناطق الفلسطينية، في مسعى من الفلسطينيي­ن على كافة المستويات الرسمية والشعبية والتنظيمية، لإيصال الصوت الرافض لتلك المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وتؤكــد جهــات فصائليــة أن قــرار توجيــه الكثيــر مــن الفعاليــا­ت نحــو مناطــق التمــاس والاســتيط­ان، يهــدف إلى «إحراج المشــاركي­ن»، من خلال التأكيد على أن إســرائيل التي تســعى الورشة لإشــراكها مع المحيط العربي، لا تزال تواصل سياسات التوسع الاســتيطا­ني، وعمليات القتل المتعمدة ضد الفلســطين­يين، فــي مخالفــة واضحــة للقــرارات العربية التي ترفض أي خطط ســام لا تلبي طموح الفلســطين­يين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس على حدود العام 1967.

وعلمت «القــدس العربــي» أن القيــادة الفلســطين­ية طلبت من رئاســة الجامعــة العربية إصــدار بيان رســمي، يؤكد على القرارات العربية ذات العلاقة بالقضية الفلســطين­ية، ويخطئ المشــاركي­ن فــي الورشــة، باعتبــار مشــاركتهم مخالفــة لتلك القرارات الرسمية المعتمدة في القمم السابقة.

وعلــى نحو غير مباشــر تؤكد مصــادر مطلعــة، ان القيادة الفلسطينية أرســلت إلى الدول العربية التي أعلنت مشاركتها في الورشــة، دعتها فيها إلى «خفض» مستوى التمثيل، بحيث لا يصل إلى المستوى الوزاري.

وأعــرب عــن ذلك عــدد مــن المســؤولي­ن الفلســطين­يين في تصريحات ســابقة عن توقعهم بانخفاض مستوى المشاركة، في إطار الرسائل غير المباشرة للدول التي أعلنت الموافقة.

ولــم تتلق القيــادة الفلســطين­ية حتى اللحظــة أي تأكيدات عربية عن مستوى وحجم المشاركة في «ورشة البحرين»، التي يطمح الفلســطين­يون أن لا تشمل مشــاركات أيضاً من القطاع الخاص العربي.

وبما يشير إلى إسناد القيادة الفلسطينية الأعمال الشعبية المناوئة لصفقة القرن، اســتقبل الرئيــس محمود عباس، وفداً من حركة الشبيبة الفتحاوية، الإطار الطلابي والشابي لحركة فتــح، الذي يشــارك بقوة في تلــك الفعاليات، وقــال في كلمة له خلال الاســتقبا­ل «القدس وفلسطين ليســتا للبيع». وجدّد رفضه لـ «صفقة القرن» وعدم مشــاركة فلسطين في الورشة الاقتصادية التي دعت اليها الولايات المتحدة في المنامة.

وحضر اللقاء عدد من قــادة فتح، في مقدمهم نائب رئيس الحركــة محمــود العالــول، وعضــوا اللجنة المركزيــة جمال محيسن، وحسين الشيخ، ورئيس الوزراء محمد أشتية.

وكان الشــيخ، قــد حــدد رفــض الفلســطين­يين لـ «ورشــة البحرين»، مشــدداً على أن القيادة الفلســطين­ية ترفض شعار «الازدهار مقابل الســام»، وقال: «لا لشــعار الازدهار مقابل الســام كبديل عن الأرض مقابل السلام»، مؤكداً أن الحقوق الفلسطينية «لا تسقط ولا تموت تحت بساطير المحتلين».

وفــي إطار الخطوات العملية، تقرر أن يكون يوم 25 يونيو/ حزيران وهو يوم انطلاق ورشــة البحرين، يوماً لـ «الإضراب الشامل» في المناطق الفلسطينية، تنديداً بالورشة.

وسيســبق انطلاق أعمــال الورشــة بيوم واحــد، انطلاق مســيرة جماهيرية حاشــدة من وســط مدينة رام الله، رفضاً للورشة، ولإيصال رسائل عديدة للمجتمعين في المنامة، تؤكد رفض الفلســطين­يين لخطــوات التقارب بين الأنظمــة العربية وإســرائيل، وفــق المخطــط الأمريكــي الرامي لإقــرار «صفقة القرن» التي تتجاهل الحقوق الفلسطينية.

وسيتخلل المسيرة كلمات باسم ممثلي الفصائل والهيئات الشــعبية، التــي أقــرت فــي وقــت ســابق سلســلة فعاليات مناوئة للورشــة، ودعت لإلغائها، باعتبارها شكلاً من أشكال «التطبيع»، وتحمل مخالفة واضحة لقرارات القمم الغربية.

وكانــت الفعاليــا­ت المناوئة للورشــة قد بــدأت بتظاهرات ومواجهــات مــع الاحتــال يــوم الجمعــة الماضي عنــد نقاط التماس والاستيطان في الضفة الغربية.

ويوم الســبت نظمت تظاهرة وســط مدينة رام الله، رفضاً لـ»صفقة القرن» و»ورشــة البحرين»، حيث حمل المتظاهرون الذيــن جابوا شــوارع المدينة لافتات تندد بمخطط واشــنطن، الرامية لـ «تصفية» القضية الفلسطينية، كما هتف المشاركون بشعارات منددة بالورشة.

وخــال التظاهرة قــال واصل أبو يوســف عضــو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأمين سر قيادة القوى الفلسطينية «اليوم يخرج شعبنا موحداً لمواجهة ورشة البحرين، التي تأتي في إطار صفقة القرن، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.»

وأكــد أن مشــاركة الفصائل والقوى وشــخصيات وطنية ودينية «يعكس إجماعــاً وطنياً برفض هــذه الخطط»، مؤكداً كذلك وحدة الفلسطينيي­ن في كل مناطق العالم ضد مخططات أمريكا.

يشــار إلــى أن عــزام الأحمــد، عضــو اللجنتــن التنفيذية لمنظمــة التحريــر والمركزية لحركــة فتح، أكد وجود تنســيق بين القيادتين الفلســطين­ية واللبنانية على أعلى المستويات، لا سيما بعد إعلان الولايات المتحدة نيتها طرح «صفقة القرن.»

وأكد الأحمد الذي يزور العاصمة بيروت، الاتفاق على عقد «مؤتمر شعبي عربي واسع» في بيروت في السابع من الشهر المقبل بمشاركة الأحزاب العربية والبرلماني­ين العرب لـ «تأكيد التلاحم العربي في مواجهة صفقة القرن، وإحباط أي قرارات تصدر عن ورشة البحرين.»

وجدّد الدعــوة للحكومــات العربية لمقاطعة تلك الورشــة، مشــيراً إلى أن اجتماعات ســتعقد في العواصم بالتزامن مع «ورشة البحرين» رفضاً لها ولقراراتها.

وكانت كل من الولايات المتحدة والبحرين قد دعتا للورشة الاقتصاديـ­ـة ضمــن مخطط طــرح «صفقــة القــرن»، وتهدف حســب الدعوة إلى إيجاد مساعدات للفلسطينيي­ن تساهم في الحل السياسي.

وحســب إعلان مشــترك لواشــنطن والمنامة فإن الورشــة ســتكون «فرصة محورية» ليجتمع قادة الحكومات والمجتمع المدني والأعمال معاً لمشاركة الأفكار ومناقشة الاستراتيج­يات وشــحذ الدعم للاســتثما­رات والمبادرات الاقتصادية المحتملة التي يمكن أن يوفرها التوصل إلى اتفاق سلام.

 ??  ?? محتجون فلسطينيون ضد ورشة البحرين
محتجون فلسطينيون ضد ورشة البحرين

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom