الأسرى الفلسطينيون في سجن «عسقلان» يعلقون إضرابهم بعد موافقة سلطات الاحتلال على بعض مطالبهم
علّق أســرى معتقل «عسقلان» إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي شــرعوا به، صباح أمــس الأحــد، بعــد أن اســتجابت إدارة معتقلات الاحتلال بشكل مبدئي على جزء مهم من مطالبهم.
وبيّــن نادي الأســير إن من بــن المطالب التــي ردت عليهــا الإدارة بالموافقة المبدئية: وقــف الاقتحامات المســلّحة والتفتيشــات الليليــة، وتجهيــز مطبخ في القســم، ورفع العقوبــات الماليــة، ومتابعــة قضايــا علاج عــدد مــن الأســرى المرضى، وإعــادة ممثل الأسرى ناصر أبو حميد من معتقل «نفحة» إلى معتقل «عسقلان» قبل الأول من يوليو/ تموز المقبل.
يُشــار إلــى أن عدد الأســرى فــي معتقل «عســقلان» 46 أســيراً غالبيتهــم مــن ذوي الأحكام العالية، ويقبعون في قســم وحيد للأسرى الأمنيين.
وحيــا نــادي الأســير أســرى عســقلان الذين أصروا على المواجهة من أجل تحقيق مطالبهــم الحياتيــة العادلــة، مشــدداً على أهمية مساندة ودعم خطواتهم النضالية.
وكان الأســرى في ســجن «عســقلان»، قد شــرعوا أمــس الأحــد بتنفيــذ تهديدهم بالإضراب المفتــوح عن الطعــام، احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة والعقوبات التي تفرضها إدارة السجن ضدهم.
وقال قدري أبو بكر رئيس هيئة شــؤون الأســرى والمحررين، إن الاضــراب يأتي من أجل المطالبة بتحســن الظروف المعيشــية للأســرى، وزيــادة وقت «الفــورة»، ووقف الاقتحامــات الليلية، وإعــادة ممثل المعتقل المبعــد، وإنهــاء كافــة المظاهــر القاهــرة والصعبة التي يواجهها ذوو الأسرى أثناء الزيارة.
وأشــار إلــى أن وحدات القمــع الخاصة الاســرائيلية اقتحمت الســجن الــذي يقبع فيه 44 أســيراً، قبل بــدء الإضراب، وقامت بالتنكيــل بالأســرى، وحطمــت أغراضهم الخاصة.
وكان نــادي الأســير، إحــدى الجهــات التــي تتابــع أوضاع الأســرى في ســجون الاحتــال، قد أكد قيــام الوحدات الخاصة الإســرائيلية التــي قامــت باقتحــام غرف المعتقل، بتحطيم مقتنيات الأسرى.
وأكــد النــادي أن الفــرق الخاصــة مــن القــوات الإســرائيلية، اقتحمــت الســجن، قبيل شــروع الأســرى بالإضــراب المفتوح عــن الطعــام الــذي يحمــل شــعار «معركة المجدل»، لمواجهة إجراءات الإدارة التنكيلية المتصاعدة منذ نهاية شــهر أبريل/نيســان الماضي.
واشــترط الأســرى علــى إدارة الســجن تحقيق مطالبهم وعددها 16 مطلبا، لإيقاف ما ســمّوه «سياســة الذل والهوان»، لوقف الإضراب.
وأكدوا في بيان لهم ان «معركة المجدل»، نســبة لوقــوع الســجن الذين يقبعــون فيه داخــل مدينــة المجــدل المحتلــة، ســتكون لـ «لردع مدير السجن المتطرف المدعو يعقوب شالوم، وانتزاع كافة حقوقنا». وأوضحوا أن السياسة الوحشــية والبربرية من إدارة «ســجن عســقلان» بحــق الأســرى، زادت منذ أن تســلم إدارة الســجن المدير الجديد، ووصفت سياساته ضدهم بـ»القذرة» التي لا تحتمــل، حيــث كان آخرهــا بداية شــهر رمضان.
ومــن مطالــب أســرى عســقلان، وقــف الاقتحامات للغرف بشــكل همجي، وإلغاء العقوبات التي فرضت على الأسرى بشكل جائر، وعــاج المرضــى وإجــراء العمليات اللّازمة لعدد من الأســرى، وزراعة الأسنان للأســرى وإدخــال أطبــاء متخصصــن، وتركيــب أجهزة تبريــد في رواق القســم، وتركيب مراوح كبيرة في ســاحة القســم، وتبديــل محطات التلفزيــون، وعودة ممثل المعتقــل، وإدخــال الملابــس بشــكل منتظم وإدخــال الكتــب، وكذلــك تجهيــز غرفــة لتجهيــز الطعــام، وزيــادة أوقــات الفورة، والتصويــر مــع الأهــل والزوجــة، وإعادة تشغيل الماء السّاخن خلال ساعات النهار، وتحديــث ســماعات الزيــارة فــي غــرف زيــارة الأهــل، والســماح بشــراء الفواكــه والخضراوات من دون قيود.
وكانــت هيئــة الأســرى قــد أكــدت أن إدارة الســجون تمارس منذ مــدة، جملة من «الإجــراءات التنكيليــة» بحق الأســرى في «عسقلان».
يشــار إلــى أن مجموعــة من الأســيرات الفلســطينيات ذوات الأحــكام العاليــة في ســجن «الدامــون» توعــدن بالدخــول فــي إضــراب عــن الطعــام مطلــع يوليــو/ تموز المقبل، رفضا لظروف اعتقالهن.
ويلجأ الأســرى خاصة المحكومين إداريا إلى تنفيذ إضرابات مفتوحة عن الطعام، من أجل المطالبة بإطلاق ســراحهم، أو تحسين طروف اعتقالهم، ونجح هؤلاء الأسرى في انتزاع حقوقهم في إضرابات سابقة.
وتعتقــل ســلطات الاحتلال نحــو 6000 أســير فلســطيني، بينهــم نســاء وأطفــال وكبــار فــي الســن ومرضــى، وجميعهــم يشــتكون مــن معاملتهــم بشــكل ســيىء، ويؤكــدون تعرضهــم للتعذيــب والضرب، ومنهــم من هــو محروم مــن زيــارة الأهل، كمــا تتعمد ســلطات الســجون الــزج بعدد منهم في العزل الانفرادي، ويشتكي هؤلاء جميعا من ســوء الطعــام المقــدم لهم، ومن حرمانهم من التعليم.