Al-Quds Al-Arabi

قوات الاحتلال تشنّ حملات اعتقالات في الضفة... والخارجية تحذر من ملصق إسرائيلي يستثني الأقصى من معالم القدس

- رام الله - «القدس العربي»:

شــنّت قوات الاحتلال الإســرائي­لي أمس حملة مداهمات واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيي­ن، من مناطق متفرقة في الضفة الغربية، الذين تصدوا لتلك الحملات بمواجهات شــعبية أســفرت عن وقوع إصابات عدة، في الوقت الذي واصلت فيه ســلطات الاحتلال مصادرة أراضٍ من شمال الضفة وجنوبها لصالح توسعة مشاريع استيطانية.

وقامت قوات من جيش الاحتلال باقتحام منزل أحد الأســرى في بلدة ميثلون جنوب مدينة جنين، كما قامت بتسليم فلســطيني ونجله بلاغاً لمراجعة الإدارة التابعة لمدينة نابلس لمقابلة مخابراتها في وقت لاحق. واعتقلت قوات الاحتلال شــابين أحدهما أســير محرر، من قرية النبي صالح شمال غرب مدينة رام الله وســط الضفة، وذلك بعد ان اقتحمت البلدة وفتشــت منازل المعتقلين.وشهد الاقتحام مواجهات شــعبية مع ســكان البلدة، تخللها إطلاق الجنود قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وكثيراً ما تشنّ قوات الاحتلال حملات اعتقال ودهم لبلدة النبي صالح، وبلدات أخرى قريبة منها. وأصيب عدد من الفلسطينيي­ن خلال اقتحام قوات الاحتلال فجر أمس مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، خلال تصدى شبان المخيم لعملية الاقتحام، ورشقوا دوريات الاحتلال بالحجارة.

وقالت مصادر محلية إن جنود الاحتلال أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المتظاهرين، ما أدى لإصابة مسن بحالة اختناق، وثلاثة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

كما اعتقلت قوات الاحتلال صبيين من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وسلمت ثالثاً بلاغاً لمراجعة مخابراتهــ­ا. وذكرت مصــادر من البلدة أن تلك القــوات قامت بتفتيش منازل ذوي المعتقلين بشــكل دقيق وعبثت بمحتوياتها، وطالبت الشــاب الذي ســلمته بلاغا للمراجعة بالتوجه لاحقا إلى مجمع مستوطنة «غوش عصيون» جنوب المدينة.

إلى ذلك أعاقت قوات الاحتلال حركة المواطنين جنوب بيت لحم، بعدما نصبت حاجزاً عسكرياً على المدخل الرئيس لبلدة بيت فجار. وشــرعت الدوريات التي نشــرتها قوات الاحتلال في تلك المنطقة، بتفتيش المركبات، ودقّق الجنود في هويات الركاب، مما تسبب بأزمة مرورية.

وذكرت مصادر محليــة أن قوات الاحتلال أطلقت طائرة تصوير، فــوق تلك المنطقة التي تتعرض كثيراً لعمليات تفتيش ونصب حواجز عسكرية.

اعتقال أحد حراس الأقصى

ومن مدينــة القدس اعتقلت قوات الاحتــال أربعة مواطنين، يقطنون في البلــدة القديمة، بينهم أحد حراس المســجد الأقصى، وحولتهم إلى أحد مراكز التحقيق، بعد أن داهمت منازل ذويهم وقامت بتفتيشها. وقال جيش الاحتلال إن قواته اعتقلت عدداً من الفلسطينيي­ن، بزعم أنهم مطلوبون لأجهزة الأمن لديها، بتهمة ممارسة أعمال مقاومة ضد أهداف إسرائيلية.

وفي سياق متصل، واصلت ســلطات الاحتلال الإسرائيلي، تجريف مساحات واسعة من الأراضي الواقعة شمال خربة يانون جنوب نابلس.

وقال مســؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غســان دغلس، إن جرافات الاحتلال تواصل أعمال التجريف منذ ثلاثة أيام في الأراضي المحاذية لمســتوطنة «جدعونيم»، وإنها عملت أمس على تجريف أراض قرب البؤرة الاستيطاني­ة .»777«

وأشــار إلى أن خربة يانون المحاطة بخمســة مواقع اســتيطاني­ة، خســرت ما يقارب 85 في المئة من مســاحتها، جراء ممارســات المســتوطن­ين، مؤكداً ان الاحتلال حوّل مئات الدونمات إلى «محمية طبيعية» من أراضي الخربة، الأمر الذي يعني حرمان الأهالي من دخول أراضيهم، أو زراعتها.

اقتلاع اشجار زيتون في الخليل

ويوم أمس اقتلع مستوطنون، العشرات من أشجار الزيتون من جنوب بلدة بني نعيم شرق الخليل، وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الضفة راتب الجبور: «إن عشــرات من المستوطنين أقدموا على اقتلاع أشجار زيتون في الأراضي التي أعلن الاحتلال الاستيلاء عليها الشهر الماضي في منطقة بيرين، وقاموا بزراعة أشتال، تحت حماية وحراسة جيش الاحتلال» .

وتبلغ مســاحة تلك الأراضي حوالي 4800 دونم، ويأتي الاستيلاء عليها لصالح توسعة مستوطنة «بني حيفر» المقامة على أراضي المواطنين. وأدانت وزارة الخارجية بأشد العبارات «التغول الأمريكي الإسرائيلي» على الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه، محذرة من إقدام إدارة الرئيس دونالد ترمب و «فريقه المتصهين» على اتخاذ مزيد من «القرارات المشؤومة» في المرحلة المقبلة لمساندة اليمين الحاكم في اسرائيل برئاســة بنيامين نتنياهو، وذلك كله على حســاب حقوق الشعب الفلسطيني وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

ورأت الوزارة في بيــان لها أمس الاحد، أن غياب ردود فعل دولية واضحة المعالم وفاعلة في وجه تعديــات إدارة ترامب على القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنســان والشــرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة وميثاقها، يشجع اليمين الحاكم في اســرائيل على مزيد من الاستفراد العنيف بالشعب الفلسطيني وأرضه، بهدف حسم مســتقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد وبالقوة لصالح الاحتلال، بما يؤدي الى تقويض أية فرصة لتحقيق السلام على أساس «حل الدولتين.»

وأشارت إلى ان اليمين الحاكم في اسرائيل «يُسابق الزمن في تنفيذ مخططاته الاستعماري­ة التهويدية لأجزاء واســعة من الضفة الغربية المحتلة، بدعم غير محدود من ادارة ترامب وفريقه المتصهين»، لافتة كذلك إلى قيام الاحتلال في القدس بمواصلة عمليات التهويد وبشــكل متســارع من خلال تصعيد هدم المنازل والمنشــآت الفلســطين­ية داخل المدينة ومحيطها، وتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، بهدف تكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانيا.ولفتت إلى أنها تنظر بـ «خطورة بالغة» عقب كشف وسائل إعلام عبرية بشأن مُلصق لمعالم البلدة القديمة، أعدته بلدية الاحتلال يخلو من «قبة الصخرة» خلال حفل شــارك فيه نتنياهو، هذا بالإضافة الى ما أعلن عن مضاعفة الحكومة الاسرائيلي­ة لتدابيرها لمنع أية نشاطات لمؤسسات دولة فلســطين في القدس، وفرض غرامات وعقوبات تصل الى السجن لمن يشارك في هذه النشاطات أو تقديم المساعدة لها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom