السلفادور تعلن سحب اعترافها بجبهة البوليساريو وقطع جميع علاقاتها معها ودعم الوحدة الترابية للمغرب
أعلنت السلفادور، السبت، سحب اعترافها بـ«الجمهوريــة الصحراوية» التي تشــكلها جبهة البوليســاريو، من جانــب واحد منذ 1976 وقطع جميــع الاتصــالات معها ودعم الوحدة الترابية للمغرب.
وأكدت الحكومة الســلفادورية، في بيان مشــترك وقعه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيرته الســلفادورية ألكسندرا هيل تينوكو، بحضور الرئيس الســلفادوري نجيــب بوكيلــي، أن «حكومة الســلفادور تبلغ حكومة المملكة المغربية بقرارها ســحب اعترافها بـــالجمهورية الصحراوية وبقطع جميع الاتصالات مع هذا الكيان.»
ويزور بوريطة الســلفادور في إطار جولة تشــمل عدداً من دول أمريكا اللاتينية بدأها، الإثنين.
وذكــر البيــان المشــترك الســلفادوري المغربــي أن «هذا القرار ســيتم إبلاغه للأمم المتحــدة وللمنظمــات الإقليميــة المعنية،» وأكــد أن «حكومة الســلفادور تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، ومبادرتها للحكــم الذاتــي باعتبارها الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي.»
واعترفــت الســلفادور في تمــوز/ يوليو 1989 بالجمهورية الصحراوية التي أسستها جبهة البوليســاريو، بمثابة دولة مســتقلة في منطقة الصحراء الغربية التي اســتردها المغــرب مــن إســبانيا 1976 دون أن يكون لها تواجــد كدولة في هــذه المنطقة، وقررت الســلفادور والجمهوريــة الصحراويــة في 2010 تبادل السفراء، إلا أن السلفادور عادت وأعلنت في بيــان لخارجيتها في 7 حزيران/ يوينو الجاري أنها تعمل على تقييم علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية بعد أسبوع من مشاركة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيــم غالي في مراســم تنصيب الرئيس الســلفادوري من أصول فلســطينية نجيب بوكيلــي. وأكــد وزيــر الخارجيــة المغربي ناصــر بوريطــة، في ســان ســلفادور، أن بلاده مســتعدة لفتــح صفحــة جديدة من التعــاون جنوب-جنــوب مع الســلفادور، وقال في مؤتمر صحافي مشــترك مع الرئيس الســلفادوري، نجيب بوكيلــي: «أنا هنا في ســان ســلفادور بتعليمات مــن جلالة الملك )الملك محمد السادس( لتجديد تهاني جلالته للرئيس السلفادوري الجديد، وتأكيد حرص جلالته على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين المملكة المغربية والسلفادور.»
وشــدد الوزير علــى أن ســحب حكومة السلفادور لاعترافها بالجمهورية الصحراوية «يأتــي لتصحيح خلــل وقرار غيــر قانوني يتعارض مــع القانون الدولــي ومع التوجه الدولي بشــأن هذه القضية، وأن هذا القرار يمهد الطريق لتعزيز الشراكة بين البلدين في جميع المجالات .»
وأضــاف إن المغــرب والســلفادور وقعا اتفاقية من شأنها تعزيز التعاون في مجالات مهمــة بالنســبة للبلديــن، مثل الســياحة والفلاحــة وتدبير الموارد المائيــة والطاقات المتجــددة، مضيفــاً أن البلدين ســيقومان بتطوير مشاريع ملموســة في هذه المجالات تعود بالنفع عليهما وتخدم ساكنتهما.
وقال إن الرســالة التي كلفــه الملك محمد السادس بنقلها إلى الرئيس السلفادوري إنه «يمكنه الاعتماد على المغرب كشــريك موثوق به، وســيعمل على تطوير شــراكة جنوبجنوب تضامنية وبراغماتية مع السلفادور.»
وقــال الرئيــس الســلفادوري، نجيــب بوكيلــي، إن بــاده وبقرارها قطــع جميع العلاقــات الدبلوماســية مــع الجمهوريــة الصحراويــة، تصطــف «إلــى جانــب بقية العالم باحترام ســيادة المغــرب»، وأضاف أن «الســلفادور كانــت اعترفت، لأســباب إيديولوجيــة، بجمهوريــة افتراضية، غير موجــودة، لا تتوفر على أرض أو ســاكنة.» وأوضــح أن «علاقات الســلفادور مع المغرب ومع جميع البلدان العربيــة تراجعت منذئذ بســبب قرار لا معنى له، تم اتخاده لأســباب إيديولوجية صرفة .»
وأقــر الرئيــس الســلفادوري بــأن قرار الاعتــراف بالجمهوريــة الصحراوية «عزل بلاده عن المغــرب والعالم العربــي»، معرباً عن رغبة بلاده في تعزيز علاقات التعاون مع المملكة في جميع المجالات.