وسطاء التهدئة يواصلون الاتصالات مع غزة وتل أبيب لإعادة تطبيق بنود التفاهمات وتنفيذ المرحلة الثانية
تقارير كشفت موافقة قطر على تمويل مشروع خط كهرباء جديد
يواصل وســطاء التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل اتصالاتهم الرامية إلى تهدئة الموقف، بعد التوتر الذي حدث نهاية الأســبوع الماضــي، وذلك من خلال لقــاءات تعقد في غزة وتــل أبيب، بهدف العــودة إلى تطبيــق تفاهمــات التهدئة الســابقة التي أقرت قبل أشــهر، خاصة في ما يتعلق بتنفيذ بعــض بنود المرحلة الثانية من التفاهمات، التي تشــمل تنفيذ مشاريع بنى تحتية كبيرة.
ومن المقرر أن يعقد الوسيطان المصري والقطري، لقــاءات مع المســؤولين، بعد الزيــارة الســريعة للمبعــوث الدولــي نيكولاي ميلادينوف يوم الجمعة الماضي، بهــدف نزع فتيــل الأزمة، بعــد أن كادت الأمور تصل إلى حد تصعيد عسكري.
وعلمــت «القدس العربــي»، أن قيادة حركة حمــاس التي التقــت ميلادينوف الجمعة، أطلعتــه بشــكل تفصيلي على «خروقات» إسرائيل لبنود التهدئة، التي أعيد إقرارهــا في اليوم الأول من شــهر رمضان الماضي، بعد وساطة أنهت وقتها أعنف موجة تصعيد عسكري دامت لثلاثة أيام، وأســفر عن استشهاد 27 فلسطينيا بينهم أطفال رضع ونســاء حوامل، وإلى هدم العديد من البنايات السكنية.
خروقات إسرائيل
وشــرحت حركــة حمــاس بقيــادة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، للمســؤول الدولــي ميلادينــوف تلك الخروقــات، التي تمثلت فــي عدم تنفيذ إســرائيل حســب الجــداول والمواعيد عمليات التخفيف عن غزة، مثل استمرار فــرض القيود علــى عمليــات التصدير والاســتيراد للمواد «ذات الاســتخدام المزدوج» التي يحتاجها القطاع الصناعي والتجاري، واســتمرارها فــي ملاحقة الصيادين، وفرضها بــن الحين والآخر لتقليص مســاحة الصيد، قبل أن تتخذ قراراً بإغلاق بحر غزة الخميس الماضي.
يشــار إلى أن إســرائيل لم تسمح سوى بدخول كميات قليلة لسلع تصنف أنها «ذات اســتخدام مزدوج» خلال الفتــرة الماضية، بشكل يخالف ما تعهدت به للوسطاء.
ويتردد أيضاً أن المبعوث الدولي، طالب بأن تتوقف كل عمليات التصعيد من جهة غزة، بما فــي ذلك «البالونــات الحارقة» التي أطلقت مؤخراً، وتســببت في وقوع حرائق في مناطق «غلاف غزة.»
وفــي الســياق، يطــرح الوســطاء الذين أجــروا اتصالات قبــل وصولهم غزة وتــل أبيب، حلاً يقوم على أســاس التــزام الأطــراف بمــا جــرى الاتفاق عليه مــن تفاهمات ســابقة للتهدئة، من خلال اســتمرار العمل بالشق الأول من التفاهمات التي تشــمل تقديم مساعدات إغاثــة عاجلــة للســكان، ومــن بينها توزيع أموال على الأســر الفقيرة، ودفع ثمــن الوقود المخصص لتشــغيل محطة الكهرباء، إضافة إلى زيادة عدد العاملين في برامج التشغيل المؤقت، وهي مشاريع تمولها دولة قطــر، بتبرع من الأمير تميم بن حمد، أقره في بداية تفاهمات التهدئة.
خط كهربائي جديد
وإلى جانــب هذا الأمر، يجــري حاليا «البحث العملي» في تنفيذ أحد مشــاريع البنــى التحتيــة الكبيــرة، التــي جرى التوافــق عليهــا فــي الشــق الثاني من تفاهمات التهدئة، وهو مــد القطاع بخط «161 كهرباء» وهو خط يحمل طاقة قدرها 100 ميغاواط، قادمة من إسرائيل، بتمويل قطري أيضاً.
وذكرت تقارير إســرائيلية أن السفير محمد العمــادي رئيس اللجنــة القطرية لإعمار غزة، ســيعمل حاليــاً على التقدم بمشروع مد القطاع بمئة ميغاواط كهرباء إضافية، وأن هذا المشــروع من المتوقع أن يستمر لمدة ثلاث سنوات.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قطر مستعدة لتخصيص مبلغ قدره 40 مليون شيكل شــهريا «الدولار الأمريكي يساوي 3.6 شيكل» لتزويد القطاع بالكهرباء.
وحسب ما نشر فإن قطر ستتحمل باقي تكاليف المشروع، وإكمال ثلاثة كيلومترات من خط الطاقة الجديد وإنشاء بنى تحتية إضافية.
وكان السفير العمادي، قد أعلن الشهر الماضي أن دولة قطر ســتوفد «فريقا فنيا» قطريا إلى الأراضي الفلســطينية لمناقشة التفاصيــل الفنية وآليات تشــغيل خط (161( لحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة.
وأوضح الســفير العمادي، أن الفريق الفني المقرر وصوله إلى غزة وســيجري مناقشات مع الأطراف المعنية لبحث آليات تشــغيل خط الكهرباء من قبــل الجانب الإسرائيلي.
يشــار إلى أنه منذ منتصف الأســبوع الماضي، شــهد قطاع غــزة موجة تصعيد تطــورت إلــى أن وصلــت إلــى حــد عــودة عمليــات القصــف الإســرائيلي الجوي والمدفعــي على مواقــع للمقاومة الفلســطينية، في وقت قالت إسرائيل أن صواريخ قصيرة المدى أطلــق أحدها من جنوب قطاع غزة والآخر من شماله صوب بلداتها الحدودية.
وجــاءت تطورات إطــاق الصواريخ والقصــف الإســرائيلي لمواقــع المقاومة مناطق زراعية، بعد زعم سلطات الاحتلال عودة استخدام ناشطي مسيرات العودة، لـــ «الوســائل الخشــنة»، وبالأخــص «البالونات الحارقة»، التي تسببت حسب إعلان جيش الاحتلال في نشــوب الكثير من الحرائق فــي مناطق «غــاف غزة»، فيما قامت سلطات الاحتلال بفرض حصار على بحر غزة ومنعت الصيادين من العمل بشكل كامل منذ يوم الخميس الماضي، في مخالفة لتفاهمات التهدئة.
وقبــل ذلــك اشــتكت الفصائــل الفلســطينية، من عــدم قيام إســرائيل بتنفيــذ ما عليها من التزامــات وردت في تفاهمــات التهدئــة، التي تشــمل تقديم تسهيلات وبرامج إغاثة عاجلة، من بينها توســيع رقعة الصيد، وصرف مساعدات مالية للأسر الفقيرة وتحسين وضع التيار الكهربائي فــي المرحلة الأولــى، على أن تشمل المرحلة الثانية تنفيذ مشاريع إعمار وبنى تحتية كبيرة.
وجرى الاتفاق على أن تقوم إســرائيل بتقــديم التســهيلات اللازمــة لوصــول المساعدات والأدوية وكذلك توسيع عملية تصديــر المنتجات الزراعيــة والصناعية من القطاع، والســماح بدخول سلع كانت تمنــع دخولهــا للقطــاع كونهــا تصنف «ذات اســتخدام مــزدوج»، على أن تقوم الفصائــل الفلســطينية والهيئة الوطنية العليا لمســيرات العــودة، بتخفيف حدة التظاهرات على الحدود، ووقف استخدام «الوسائل الخشنة».