Al-Quds Al-Arabi

تعقيبا على مقال د. ابتهال الخطيب: صراع العروش

-

نساء رائدات

الرؤية القبلية أو الشــعبية ليست رؤية الشــريعة أو القرآن الكريم. هناك سيدات فاضلات شــاركن في نشــاط المجتمع وحظين بالاحترام والتقدير، بل منهــن رائدات حقيقيات في ميادين العلم والمعرفة والأدب والفكر والاقتصاد والطب والهندســة وغيرهــا. وبعضهن لهن مواقف تفوق مواقف بعض الرجال، وأذكر منهن قريبات للذهن: نازك الملائكة، وفاطمة محجوب، وبنت الشاطئ، ونعمات أحمد فؤاد وغيرهن كثيرات في أرجاء الوطن العربي والإسلامي.

لقد تغيرت صورة المــرأة كثيرا مع ما تحاوله بعــض النوعيات في مجــال التمثيل والغناء والرقص والموضة والســكرتا­رية ونحوها، من تشويه صورة المرأة ووضعها في صورة الجسد الذي يباع ويشترى! علي

بين تطرفين علماني وديني

بــن من يعتقد أن الطبيعــة هي من وضعت المرأة فــي صف ثان بعد الرجل وبين من يحاجــج بقول الله وقول الرســول تضيع القضية.من يصــور المرأة ترفل في الحرية والاســتقل­الية في الغــرب حيث كلهن أو جلهن يرفلن في بحبوحة العيش والاستقلال المادي ومساويات للرجال في الفرص والمغــانم وبين نظرة ســوداوية عن المرأة الشــرقية حيث العبودية والاســتغل­ال والنظرة الدونية للمرأة نتيجة الموروث الديني والثقافي. إذن بين تطرفين علماني وديني الضحية هي المرأة الإنسان. التطــرف العلمانــي الأعمــى لا يرى ملايــن النســوة اللواتي يتم اســتغلاله­ن تجاريا حيث الجسد يساوي البضاعة، والتطرف العلماني الأعمى لا يدافع عن عشــرات الملايين من النســوة اللواتي يجبرن على العمل في آسيا وافريقيا في شركات متعددة الجنسيات مقابل دولار ين في اليوم.

وبين تطرف ديني يلــزم المرأة بيتها حيث يقــن دورها في الإنجاب وتربيــة الأطفال فقــط وحيث يفضــل أن تبقى جاهلة علــى أن تخرج و »تعرض الشرف » للخطر.

بين تطرفين يقبــع عالم أحادي القطب تديره آلــة اقتصادية عملاقة تحقق أرباحا خيالية على حســاب مليارات العبيد من النساء والرجال يتراوح طموحهن ما بين حقيبة يد أو حذاء أو ســيارة أو مسكن في حي راق. عربي حر

قسوة مستمرة

في شمال افريقيا وخاصة في تونس لا تزال النساء القرويات اللائي يشــتغلن في الحقول، مقابل دنانير معدودة، يلقين حتفهن في شاحنات مكتظة في سيدي بو زيد، في الجنوب التونسي. عبد المجيد - المغرب

أهملنا المرأة

ليس لدينا مشــكلة في تحرر المرأة وإعطائها الحقــوق الكاملة، وأن تتمتع بالتعليم والعمل، وأن تكون مستقلة مادي، لكن ما يحز في أنفسنا عندمــا نرى أننا صرفنا مليــارات على تعليم العســكر وكانت النتيجة تخلف وتبعية بينما أهملنا المرأة. مشــكلتنا انه عندما يأتي إلينا أحدهم ويقول لنا أن الحل هو أن نكون صورة طبق الأصل من الغرب. ونســي هؤلاء أن المرأة فــي الغرب لم تتحرر إلا بعد الحــروب التي أبادت ثلث الرجــال وبعدها جاءت الطفرة الاقتصادية التي حررت المرأة ماديا. لقد غاب عن بال هؤلاء إننا عرب ومسلمون وأننا شعوب ليست تابعة ثقافيا وحضاريا للغرب بل شعوب ذات تاريخ وحضارة وأن سبب تخلفنا هو الغرب وعملاؤه الذيــن نصبهم حكاما علينا والذين يحاربون كل حركة تحرر ليس المرأة فقط بل الرجل والمجتمع. محمد السوري

مواقف بدائية

المرأة ولعنة جســدها التي تطاردها عبر الأزمنة وفي كل الأمكنة، كل شيء فيها يخص أباها وأخاها وعمها وخالها وزوجها والجار والقبيلة! كرامة «الرجل» وشــرفه وفحولته ومقامه في ميــزان العرف والثقافة الســائدة مرهون بمدى ســطوته وتحجيمــه للمرأة ووضــع الحدود وتكريســها ببدائية مقرفة خاصة في بلداننا )شــمال افريقيا والشرق الاوســط(. عجيب فهمنا للإنســان ولحقوقه والتفرقة والكيل بمكيالين كلما كان الموضوع متعلق بالمرأة. نائلة

تغيير النظرة السلبية للمرأة

بيع المرأة لجســدها نابع ليس من باب رغبتها في اكتســاب مهنة أو وظيفة كما أشــارت إلى ذلك الكاتبة، أو لرغبتها الجامحة في ممارســة البغاء؟!

المــرأة عندها القــدرة على التكيف والاســتمر­ار رغــم كل الصعاب وبتكوينها الفســيولو­جي قادرة علــى تحمل الآلام الجســدية وحتى النفســية. حان الوقت إلى تغيير النظرة السلبية نحو المرأة واحترامها وتقديرها لذاتها بــدون أي اعتبار آخر، لأن المرأة هــي أم وأخت وابنة وزوجة. رؤوف بدران - فلسطين

نصفان لنفس واحدة

الثابت في النص القرآني، وأخيرا علميا من خلال الخريطة الجينية، أننا ننحــدر جميعا من نفس واحدة، وهذا دليل قــوة العلاقة بين المرأة والرجل، فهما نصفان لنفس واحدة لا يســتطيعان العيش إلا في لحمة وسكينة وطمأنينة مع بعضهما، لا في حروب مفتعلة كالتي يروج لها من ينظرون لحريــة المرأة وما هي بحرية بقدر ما هي تدمير وتشــويه لهذا الكائن الرقيق. عبد الله

تحرير عقل الرجل أولاً

قصة آدم وحواء هذه ذكرت في حضارات ما بين النهرين قبل أن تظهر في الديانة اليهودية أولا ثم المسيحية فذكرت في القرآن. لو راجعنا المدة الزمنيــة لهذه القصة الدينية لوجدنا أنها لا تتعدى 10 آلاف ســنة. ماذا يقول لنا علم الحفريات اليوم؟

علم الحفريــات بدلائله العلمية الموثقة يقول بأن الإنســان العاقل، باللاتينيـ­ـة ( ‪Homo Sapiens‬ ) يعني أجدادنــا قد وجدوا على هذه الأرض قبل ما يزيد عن 200 ألف ســنة. هذه نقطة، والنقطة الثانية هي لن تتحرر المرأة العربية من قيودها مالم يتحرر عقل الذكر المهيمن عليها من الخرافة، الأمر ليس بالهين لكن كل وســائل التنوير متاحة له اليوم فقط عليه أن يتجرأ ويبحث. عبد الكريم البيضاوي

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom