Al-Quds Al-Arabi

وفاة بطعم الاغتيال لأول رئيس مصري منتخب: الإخوان طالبوا بتحقيق دولي وواشنطن «ترفض التعليق»

محاميه: لا ندري مكانه... والداخلية المصرية تعلن الاستنفار لـ«الدرجة القصوى»

- لندن - «القدس العربي» ووكالات:

توفي الرئيس المصري الأســبق محمد مرســي، أول رئيس مصــري منتخــب ديمقراطياً فــي تاريخ مصر الحديث، أمس الإثنين عن عمــر يناهز 68 عاماً في قاعة محكمة أثناء النظر في قضية متهم فيها بالتخابر.

ووصفــت جماعة «الإخــوان المســلمين»المحظورة التي ينتمي إليها مرســي الوفــاة بأنها «جريمة مكتملة الأركان» وطالبت بإجراء تحقيق دولي.

وقالت النيابــة العامة في بيان إن مرســي «تحدث خلال الجلســة لمدة خمس دقائق، وعقــب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة»، مضيفة «أثناء وجود المتهم محمد مرسي العياط وباقي المتهمين بداخل القفص ســقط أرضاً مغشــياً عليه حيــث تم نقله فوراً للمستشفى وتبين وفاته».

وتابع البيان أن مرسي «حضر للمستشفى متوفيا في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة مساء» بالتوقيت المحلي.

وأمرت النيابــة العامة بندب لجنــة عليا من الطب الشــرعي لإعداد «تقرير طب شرعي بأســباب الوفاة تمهيداً للتصريح بالدفن».

وقــال المحامي عبــد المنعم عبد المقصــود الموكل عن مرســي «الرئيس مرسي منذ فترة وهو مريض وتقدمنا كثيراً بطلبات لعلاجه بعضها تم الاستجابة له وبعضها لا».

وكان مرسي قد قال خلال محاكمته وقبل وفاته أمس إنه متســمك ببلاده حتى وإن جارت عليه، مؤكداً عدم البوح بأسرار بلاده حتى مماته.

وفــي كلمته مــن خلف القفــص الزجاجــي، انتقد إجراءات المحاكمة معه، وفق محاميه.

وقال مرسي: «حتى الآن لا أرى ما يجري في المحكمة لا أرى المحامي ولا الإعــام ولا المحكمة، وحتى المحامي المنتــدب من المحكمة لــن يكون لديه معلومــات للدفاع عني».

ونعاه الرئيس التركي رجــب طيب أردوغان قائلاً: «لفظ مرسي المحكوم بالإعدام ظلما أنفاسه الأخيرة في قاعة المحكمة، دليل بيّن علــى الاضطهاد الممارس عليه وعلى الشعب المصري».

وأضاف: «ســنذكر دائماً مرســي الــذي جلس على كرسي رئاسة مصر بدعم من الشعب».

وشــدد أنه «لم نجتمع حتى اليوم بقتلة مرســي ولا يمكن أن نلتقيهم أبداً».

وتابع «يمكن للظالمين أن يســعوا لقتل المظلومين أو حتى يمكن أن يكونوا وســيلة في استشهادهم بقتلهم، ولكن لا يســتطيعون المســاس بمجد نضالهــم أبداً». وحمّل «الطغاة» المصريين مسؤولية وفاة مرسي.

كما نعى مرســي، أمير قطر الشــيخ تميم بن حمد آل ثاني فــي تغريدة علــى «تويتر» قائــاً: «تلقينا ببالغ الأســى نبأ الوفاة المفاجئة للرئيس الســابق الدكتور محمد مرسي... أتقدم إلى عائلته وإلى الشعب المصري الشقيق بخالص العزاء... إنا لله وإنا إليه راجعون.»

إلى ذلــك، قالــت المتحدثة باســم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغــوس، إنّ الإدارة الأمريكية «ليس لديها تعليق على وفاة محمد مرسي.»

جــاء ذلك في مؤتمــر صحافي من مقر الــوزارة في العاصمة واشنطن، رداً على سؤال حول تعليق الإدارة الأمريكية على وفاة مرسي. وأضافت: «علمنا من تقارير إعلامية عــن خبر وفاة محمد مرســي، وليــس لدينا تعليق .»

توفــي، أمس الإثنين، الرئيس المصري الســابق محمد مرســي أثناء حضوره جلســة محاكمة، فــي معهد أمناء الشرطة داخل مجمع سجون طرة جنوب القاهرة.

وحســب بيان النائب العام المصري المستشــار نبيل صادق، فــإن «النيابة العامة تلقت إخطــاراً بوفاة محمد مرســي العياط أثناء حضوره جلسة المحاكمة في القضية رقم 56458 لســنة 2013 جنايات أول مدينة نصر، وأثناء المحاكمــة وعقب انتهاء دفاع المتهمــن الثاني والثالث من المرافعة طلب المتوفى الحديث فســمحت له المحكمة بذلك، حيث تحدث لمــدة 5 دقائق وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة».

وأضــاف البيان: «أثنــاء وجود المتهم محمد مرســي وباقي المتهمين بداخل القفص سقط مغشيا عليه حيث تم نقله فوراً للمستشفى وتبين وفاته إلى رحمة الله».

وتابــع البيان: «قــد أورد التقرير الطبــي المبدئي أنه بتوقيع الكشف الطبي الظاهري على المتوفي محمد مرسي وجد إنه لا ضغط له ولا نبض ولا حركات تنفسيه وحدقتا العينين متســعتان غير مســتجيبتا­ن للضوء والمؤثرات الخارجية». واستطرد: «حضر مرسي للمستشفى متوفيا في تمام الســاعة الرابعة وخمسين دقيقة مساء وقد تبلين عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة لجثمان المتوفى».

وأمر النائب العــام بانتقال فريق مــن أعضاء النيابة العامــة بنيابة أمن الدولة العليــا ونيابة جنوب القاهرة الكلية لإجــراء المناظرة لجثــة المتوفــي، والتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بقاعة المحكمة وقفص المتهمين، وسماع أقول المتواجدين معه في ذلك الوقت.

كما أمــرت النيابة العامة بالتحفظ علــى الملف الطبي الخاص بعــاج المتوفــى وندب لجنــة عليا مــن الطب الشرعي برئاســة كبير الأطباء الشــرعيين ومدير إدارة الطب الشــرعي، لإعداد تقرير طب شرعي بأسباب الوفاة تمهيداً للتصريح بالدفن.

وقال عبد المنعــم عبد المقصود، محامي مرســي، إنهم يتابعون إجراءات ما بعد الوفاة.

وأضاف في تصريحات أن متهمين مع الرئيس مرســي في القضية أبلغونا أنه ســقط مغشــيا عليه متوفيا أثناء محاكمته.

وتابع: «تم نقل الرئيس مرســي مــن قاعة المحكمة ولا ندري مكانه ونتابع إجراءات ما بعد الوفاة».

وكانت الجلسة تنظر في اتهام أول رئيس للبلاد منتخب ديمقراطيــ­ا )2012-2013( و23 آخريــن، بـ»التخابر في القضية المعروفة بـ»التخابر مع حماس» حيت توجه لهم تهم ينفونها بـ»ارتكاب جرائم التخابر وإفشــاء أســرار الأمن القومي».

وأكد أحمد، نجل مرســي، وفاة أبيه، وقال في منشور عبر فيسبوك: «أبي عند الله نلتقي».

وفي آخر بيان لأســرته، أصدرته بمناسبة حلول شهر رمضــان الماضي، لفتت الأســرة إلى عدم تلقى مرســي، الرعاية الصحية للازمة لحالته.

وقالت الأســرة في بيانها، إن شــهر رمضــان الماضي هو الســابع منذ توقيفه عقب الإطاحة به من الحكم في 3 يوليو/ تموز 2013، عقب عام من توليه السلطة.

وقال البيان إن مرســي، منذ احتجــازه مُغيَّب وحيد، وســط حصــار وتعتيــم متعمد، عــن طبيعــة وظروف احتجازه.

وأوضحــت وقتها، أنــه لا تعــرف كثيراً عــن الحالة الصحية لـ«مرســي» في ظل ظروف احتجــازه الحالية، مشــيرة إلى أن ما يحــدث له «مخالفة لجميع الدســاتير والقوانين المنظمة للعدالة في مصر والعالم».

ودعت أســرة مرســي وقتها «كل الأحرار فــي العالم، والمنظمات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وكل مهتــم بالحرّيــة والنضــال، أن يلتفتــوا إلى ملف الانتهاكات الحالية».

وفي الســياق، أعلنت الداخلية المصرية، الإثنين، رفع حالة الاستنفار الأمني إلى الدرجة القصوى في البلاد، إثر وفاة محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب.

ووفق وسائل إعلام محلية، فإن الداخلية بدأت بالفعل فى إجراء مراجعة شاملة لخططها، ونشر آلاف الدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة في أنحاء البلاد.

وقالت إنــه تم «إيقاف الراحات والإجــازا­ت للضباط وأفراد الأمن، وتشديد الإدارة العامة للحراسات الخاصة الإجــراءا­ت الأمنية على الكنائس والفنادق، والمنشــآت العامة والخاصة، وتطبيق الحالة )ج)».

وأوضحــت أن الحالــة )ج( تتضمن «توســيع دائرة الاشتباه، والتأمين المشــدد بالطرق، والمنشآت وتكثيف التواجد الأمني بالميادين، وتنفيذ الضربات الاســتباق­ية ضد عناصر الإرهاب».

كما «تم التنسيق بين خبراء المفرقعات بالحماية المدنية، على تمشيط محيط الكنائس والمنشــآت الحيوية بصفة يومية»، وفق المصدر ذاته.

إلى ذلك، اتهم المكتب العام لجماعة الإخوان المســلمين، المعبر عن تيار الشــباب داخل الجماعــة، نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقتل مرسي.

وقال شباب الجماعة في بيان :»ترجل الفارس الشهيد القائد محمد مرسي، الرئيس الشرعي المنتخب لجمهورية مصر العربية، وارتقى إلى ربه وهو في قاعة المحاكمة، بعد ست ســنوات من الانقلاب العســكري ضده، واختطافه ومحاكمته بتهمٍ واهية في محاكمة رمزية للثورة ورموزها وقادتها».

وتابعوا: «لقد تعمد قائد الانقلاب العســكري وأعوانه قتل الرئيس محمد مرســي داخل محبســه بالبطيء على مدار ســنوات، فحرموه من الدواء، ومنعوا عنه حقه في العلاج داخل السجن، ومنعوه من زيارةِ ذويه أو محاميه، في جريمةٍ مكتملةِ الأركان، رغــم إبلاغه هيئة المحكمة في اغســطس 2015 ثم في مايو 2017 بأن ثمــة مؤامرة على حياته».

وزادوا: «عمل السيســي على اغتيال الرئيس الشرعي داخل محبســه، لذا فإن جماعة الإخوان المســلمين تحمل السيسي ونظامه المسؤولية الجنائية والسياسية الكاملة عن قتل الرئيس الشرعي المنتخب».

وطالب شــباب الجماعة، بتقريرٍ طبي من هيئةٍ دولية وتشكيل لجنةٍ مســتقلة للتحقيق وكشف أسباب الوفاة، ودعوا المصريين في الخارج إلى التجمع أمام الســفارات والقنصليــ­ات المصرية لإدانــة قتل السيســي وأعوانه للرئيس محمد مرسي، والمطالبة بالتحقيق الدولي.

وأكد شــباب الجماعة، أن «مخطط السيسي وأعوانه لقتل رموز الثورة ورمــوز التجربة الديمقراطي­ة لن تفلح في قتــل الثورة داخل نفوس الشــعب وربــوع الوطن، فثورتنا قادمــة لا محالة ولا بديل عن اســتعادةِ الإرادة الشــعبية وإنهاء الحكم العسكري في مصر، فقضيتنا هي قضية وطن حر وإرادة شعبية تحكم.»

 ??  ?? الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي
الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي
 ??  ?? الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي يحيي مؤيديه خلال إحدى محاكمته
الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي يحيي مؤيديه خلال إحدى محاكمته

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom