Al-Quds Al-Arabi

من يقف وراء «إضراب الكرامة» لسوريين فقدوا الحياة في لبنان؟

تزامنت مع توقيف سوري متهم بالتخطيط لتفجير كنائس وحسينيات أول لقاء بين الحريري وباسيل منذ أزمة «الأزرق» و«البرتقالي»

- بيروت - «القدس العربي» من سعد الياس:

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بيان مذيّل بتوقيع «ســوريون فقدوا الحياة فــي لبنان» يتضمّن دعــوة الســوريين كافة في أنحــاء لبنان للمشــاركة بما سُــمّي «إضراب الكرامة» بســبب «الاوضاع التي تحصــل لنا مــن قبل الحكومــة اللبنانيــ­ة وعنصرية شعب لبنان» كما ورد في الدعوة.

واضافــت الدعــوة «نتمنــى عليكــم دعــم هــذه ومشــاركته­ا علــى مواقع التواصل كافــة لكي تُطبّق في كل لبنان». ولفتت إلى «أن الإضراب سيكون لمدة 3 أيــام متتالية ابتداء من 20 الشــهر الجاري. ومن لا يحب الظلم عليه بمد يد العون لإخوانه ليصل صوتنا إلــى جميع اللبنانيين حكومة وشــعباً عن مدى تأثير الســوريين في لبنان. والإضراب ســيكون عن العمل وعــن الهواتف وتحويــل الــدولار وعن الشــراء من أصحاب المحــات اللبنانية وعن عدم ركوب ســيارة إجرة أو فانــات ، ننوي مقاطعة لبنــان بكافة الطرق لمــدة 3 ايام، إمــا أن نعيــش بكرامتنا التــي هدرت أو ســنظل ذليلــي الموقف بحيــث يصبح لأي شــخص إمكان التلاعب بنا».

ولــم يُعــرَف مــن يقــف وراء هــذه الدعــوة التــي تضمّنــت العديد من الاخطــاء اللغوية واذا كان يقف وراءهــا فعــاً عمال ســوريون أم جهــات ترغب في إحــداث فتنة بــن لبنانيين وســوريين خصوصاً أن بعض الناشــطين اللبنانيين تعاملــوا مع هذه الدعوة باســتهجان، وكتبــت ناشــطة عونية «عن جدّ شــي مســخرة ومضحــك، إرجعــوا إلــى بلدكم لــو لديكم كرامة».

وكانــت نشــطت أخيــراً حمــات ضــدّ العمّــال الســوريين فــي لبنان، أبرزهــا الحملة التــي أطلقتها وزارة العمل اللبنانية تحت شــعار «ما بيحرّك شغلك غيــر ابــن بلــدك»، وقالــت الــوزارة إن هــذه الحملة تتزامن مــع إطلاق خطــة لمكافحة العمالــة الأجنبية غير الشــرعية على الاراضي اللبنانية، وفي مقدمتها العمالة الســورية، التي تترك تداعيات ســلبية كثيرة على الأمن الاجتماعي والاقتصادي، وتُخيّر شــبابنا بين البطالة والهجرة.

وســبق لوزير الخارجية جبران باســيل أن نشــر مقطع فيديــو لعدد من المتظاهرين أمــام أحد المطاعم اللبنانيــ­ة، يهاجمون أصحــاب المطعــم ويطالبونهم بـ»ضــرورة توظيــف لبنانيين فقط من أجــل حماية اليد العاملــة اللبنانية من المضاربة». وأرفق باســيل الفيديو بعبارة «بتحب لبنان.. وظّف لبناني».

الى ذلك، نقلت وكالــة الانباء المركزية عن مصادر سيادية لبنانية استغرابها «احتجاج النازح السوري على اللبناني الذي شــرّع له ابــواب وطنه منذ ثماني ســنوات، فكبــدّه حتى اللحظــة 20 مليــار دولار إلى جانــب نقص فــي حاجــات البلديات وصل حســب البنك الدولي الــى350 مليون دولار حتى 2015 فقط، عدا عن تداعيــات كلفة النزوح الهائلة على الاقتصاد اللبناني والموازنة والبنية التحتية والأمن».

ورأت المصــادر أنه «في الامن حــدّث ولا حرج، اذ يــكاد لا ينقضــي يــوم الا وتوقــف الأجهــزة الأمنية ســوريين، بجرائم تبدأ بالسرقة ولا تنتهي بالانتماء إلــى تنظيمات إرهابية، لا ســيما داعــش التي أعلنت المديريــة العامة لقــوى الامن الداخلــي اليوم )أمس( عن توقيف داعـــشي ســـوري مقـــيم في يـاطر كـان يخـــطط لتفجير كنائس وحسينيات، والسبحة تـكرّ يومـياً».

وتأتــي الدعــوة الســورية إلــى الإضراب عشــية وصول المبعوث الرئاسي الروسي لسوريا الكسندر لافرنتييــ­ف ونائــب وزيــر الخارجـــي­ة ســـيرغي فرشـينين إلى بيروت في زيارة تستمر يومين هدفها الرئيســي بحــث ملــف اعــادة النازحين الســوريين ومصيــر المبــادرة الروســية لعــودة النازحــن إلــى بلادهم.

وفــي ســياق آخــر جــرى أول لقــاء بــن رئيــس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باســيل منذ اندلاع الأزمة بين التيارين الازرق والبرتقالـ­ـي علــى خلفيــة تســريب مواقــف لباســيل من السنية السياســية التي قامت على جثة المارونيــ­ة السياســية زار رئيس التيــار الحر الرئيس الحريــري فــي الســراي الحكومــي قبــل أن يغادرا السراي معاً إلى بيت الوسط لاستكمال مناقشاتهما على مأدبة غداء.

وقبيــل اللقاء، أوضــح باســيل «أن اللقاء طبيعي وعــادي وهناك مــن حاول افتعال مشــكلة ولكنه لم يتمكــن»، لافتاً إلــى «أن اللقاء متفق عليــه من قبل». امــا مصــادر مقربة من رئيــس الحكومــة فلفتت إلى «أن اللقــاء مكمّل للقاء الــذي عقده الرئيس الحريري ومــع رئيس الجمهورية ميشــال عــون». ويأتي لقاء الحريري - باســيل عشــية جلســة مجلــس الوزراء المقررة اليوم في السراي.

 ??  ?? سوريون يهدمون بيوتهم بأمر من القوى الأمنية
سوريون يهدمون بيوتهم بأمر من القوى الأمنية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom