Al-Quds Al-Arabi

أيام حاسمة لتحديد مصير التهدئة... وحماس تعلن: الوسطاء أبلغونا بموافقة إسرائيل على تنفيذ رزمة مشاريع واسعة

قطر توزع مساعدات مالية على الأسر الفقيرة وترقب وصول الوفد المصري

- غزة - «القدس العربي» من أشرف الهور:

تقول مصادر مطلعة إن اتصالات وزيارات الوسطاء إلى قطاع غزة، نقلت رسائل إلى حركة حماس بالتزام إســرائيل بتنفيذ بنود تفاهمات التهدئة، وأن وصول الأموال التــي تدفعها دولة قطر للأســر الفقيرة المقرر توزيعها اليوم، دلالة على ذلك، على أن يكون الأســبوع الحالي «اختيــاراً» يقاس به مدى صمود واســتجابة جميــع الاطراف لبنــود التفاهمــا­ت، التــي كاد التلكؤ الإســرائي­لي فــي تنفيذهــا أن يفضي نهاية الأســبوع الماضي إلى تصعيد عسكري.

وشرع السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعــادة إعمار قطاع غزة، أمس، بعقد سلســلة لقاءات مع مســؤولين فــي غزة، خصصــت لبحــث تفاهمات التهدئة، كون دولة قطر من الوســطاء الرئيســيي­ن في إرساء البنود إلى جانب مصر والأمم المتحدة.

وإلى جانــب ذلك اطلع على الترتيبــا­ت التي تجري لبــدء عملية توزيع المنحة القطريــة المقدرة بـ 10 ملايين دولار أمريكي، على 100 ألف أســرة فقيرة في القطاع، بواقــع 100 دولار لــكل منهــا، التي اعتــادت قطر على توزيعها منذ أشــهر، في إطار منحة من الأمير تميم بن حمد، لإغاثة سكان غزة المحاصرين.

كذلك اطلع الســفير القطري على مراحل المشــاريع الكبيرة التــي تنفذها قطر في القطــاع، في إطار منحة إعــادة الإعمــار، والتــي شــملت شــق طــرق رئيســة وبناء مدينة ســكنية ومشــفى متخصص وغيرها من المشاريع.

وكان العمادي قد وصل برفقة نائبه خالد الحردان إلــى قطــاع غزة مســاء أول من أمس الأحــد، في إطار جهود الوســطاء لاحتواء التوتر الذي نشب الأسبوع الماضــي، وكاد أن يــؤدي لانهيــار تفاهمــات التهدئة التــي جــرى التوصــل قبل عدة أشــهر بــن الفصائل الفلسطينية وإســرائيل، بسبب اتهام الأخيرة بالتلكؤ في التنفيذ.

ويرتقــب الجميع أن تبدأ خــال الأيام المقبلة، عودة تطبيــق بنــود التفاهمات التي تشــمل تنفيــذ البرامج الإغاثيــة العاجلة في غزة، وفــي مقدمها توزيع المنحة القطريــة المالية، وكذلــك إلغاء الحصــار الكامل الذي فرضتــه إســرائيل علــى بحر غــزة، ومنعــت بموجبه الصيادين من العمل بشكل كامل.

وإلى جانب ذلك يتوقع أن تزيد إســرائيل المنتجات المصدرة من قطاع غزة للخارج، وكذلك توســيع نطاق الســلع المصنفة «ذات اســتخدام مزدوج» التي سمح لها مؤخراً بالدخول إلى غزة بموجب التفاهمات، بعد منع إسرائيل دام على مدى سنوات الحصار الـ 13.

شرط وقف البالونات الحارقة

في المقابل طلب الوسطاء بشكل رسمي وقف جميع «الوسائل الخشنة» المستخدمة في فعاليات «مسيرات العــودة» وفــي مقدمهــا «البالونــا­ت الحارقــة»، ومنع التظاهرات العنيفة قرب الحدود.

وكشف المتحدث باسم حماس حازم قاسم، عن بدء تنفيذ «رزمة أوســع» مــن تفاهمات كســر الحصار عن غزة، ونفلت عنــه وكالة «صفا» المحلية القول: «إن رزمة التفاهمات الأوسع تشــمل في هذه المرحلة ملفات دعم الأســر الفقيرة، والكهرباء، والمياه، والتشــغيل المؤقت، وحركــة المعابر»، مؤكداً أن الوســطاء نقلــوا للفصائل خلال الأيــام الماضية التزام الاحتلال بتفاهمات كســر الحصار.

وذكر أن هذه الرزمة مــن التفاهمات تعد «واحدة من إنجازات مســيرة العودة وكســر الحصــار التي تهدف بالأســاس لتثبيت الحقوق الوطنية». وأشار إلى جهود قطر الواضحــة والمقدرة، ومــا يبذله الســفير العمادي لتنفيذ تفاهمات كسر الحصار.

وأمــس كشــف النقــاب عــن بــدء شــركة الميــاه الإســرائي­لية، بنفيذ أعمال لتحســن خط مياه للشــرب من إســرائيل إلى قطاع غزة، لكن التقارير الإســرائي­لية التي أشــارت إلى هذا الخبر، الذي من شــأنه أن يحسن ميــاه شــرب غــزة غيــر صالحة للاســتخدا­م، حســب الفحوصــات التــي قامت بها جهــات دوليــة، قالت إن المشــروع الذي ســتنتهي إقامته خلال أيام، غبر مرتبط بمحادثات التهدئة.

وتشــير مصــادر في هيئة مســيرات العــودة إلى أن قيــادة الهيئــة ســتنظر خــال الأيــام المقبلة فــي مدى اســتجابة إســرائيل للتعهــدات التي نقلها الوســطاء، وستحدد في ضوء ذلك الأدوات والطريقة التي ستدير فيها «مسيرات العودة» في المرحلة المقبلة.

مسيرات العودة لن تتوقف

المصادر أكدت أن وقف أو تعليق اســتخدام «الوســائل الخشــنة» لن يوقف «مســيرات العودة» التي ستستمر إلى إن تحقق أهدافها في رفع الحصار عن القطاع.

وحســب ما أعلن، فإنه ابتداء من اليوم سيتم بدء صرف المســاعدا­ت الماليــة القطرية للأســر الفقيرة، ومــن المتوقع أن يتم أيضــا الإعلان عن إعادة توســيع رقعة الصيد ورفع الحظر عن بحر غزة، إضافة إلى الإعلان خلال الفترة المقبلة عن تشــغيل أعــداد جديدة من العاطلين عــن العمل على بند «التشغيل المؤقت».

وكان الســفير العمادي قد قال إنه سيعقد اجتماعات مع الجانب الإســرائي­لي لبحــث عدد من الملفــات، أهمها تثبيت التهدئة والبحث في إيجاد حلول لأزمة الكهرباء.

وعقــد وفد فني قطــري قدم من أجل بحــث أزمة كهرباء غــزة، أمس اجتماعا مــع الأطــراف المعنية بأزمــة الكهرباء في القطاع، ممثلة في ســلطة الطاقة الفلســطين­ية وشــركة التوزيع.

وفي إطار تثبيــت تفاهمات التهدئة قبل نهاية الأســبوع الجــاري، من المتوقــع أن يصــل الوفد الأمنــي المصري إلى قطاع غزة، من أجل بحث الملف في غزة، إضافة إلى لقاءات واتصالات مماثلة مع المسؤولين الإسرائيلي­ين.

وكان عضــو المكتــب السياســي لحركــة حمــاس خليل الحية، قد أكــد أن الوفد الأمني المصري ســيزور قطاع غزة هذا الأسبوع، من أجل متابعة تطبيق تفاهمات التهدئة التي جرى التوصل إليها سابقا، مطالبا الوفد بإنقاذ التفاهمات مــن التراجــع الاســرائي­لي، مشــيراً إلــى ان التراجــع هــذا «ســيؤدي لرد فلســطيني على الفعل الاســرائي­لي». وأشار إلى وجود تواصل مع المبعوث الدولي نيكولاي ميلادينوف والوســطاء القطريــن لجهة إلــزام الاحتــال بالتفاهمات. ووصل الى غزة نائب ميلادينوف لمتابعة ما كان قد بدأه مع رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية.

يشــار إلــى أنه وفــي اســتجابة عملية لتلك الوســاطات التــي بدأت يوم الجمعة بزيارة مبعوث الأمم المتحدة للقطاع نيكولاي ميلادينوف، ولقائه بقيادة حركة حماس برئاسة إســماعيل هنية، لم تشهد أحداث الجمعة الماضية تصعيداً، رغــم أنها جــاءت بعد يــوم من التوتــر الأخير الــذي قامت فيه إســرائيل بقصــف مواقع عــدة للمقاومة الفلســطين­ية بالطائــرا­ت الحربيــة، بعــد زعم إطــاق صــاروخ جديد من شمال القطاع على أحد بلدات الغلاف.

يذكر أن تفاهمات التهدئة تشمل تقديم تسهيلات وبرامج إغاثة عاجلة لسكان غزة المحاصرين من بينها توسيع رقعة الصيد، وصرف مســاعدات مالية للأســر الفقيرة وتحسين وضع التيــار الكهربائي في المرحلة الأولى، على أن تشــمل المرحلة الثانية تنفيذ مشاريع إعمار وبنى تحتية كبيرة.

وجرى الاتفاق على أن تقوم إسرائيل بتقديم التسهيلات اللازمــة لوصــول المســاعدا­ت والأدويــة وكذلــك توســيع عمليــة تصدير المنتجــات الزراعية والصناعيــ­ة من القطاع، والســماح بدخول ســلع كانت تمنع دخولها للقطاع كونها تصنــف «ذات اســتخدام مزدوج»، على أن تقــوم الفصائل الفلســطين­ية والهيئــة الوطنيــة العليــا لمســيرات العــودة، بتخفيف حــدة التظاهرات على الحدود، ووقف اســتخدام «الوسائل الخشنة».

 ??  ?? السفير القطري العمادي يلقى ترحيب اسماعيل هنية لدى وصوله الى قطاع غزة
السفير القطري العمادي يلقى ترحيب اسماعيل هنية لدى وصوله الى قطاع غزة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom