Al-Quds Al-Arabi

استطلاع: نصف الإسرائيلي­ين يدعون لرفع الحصار عن غزة… وجهات أمنية تطالب بالدفع نحو التهدئة

- الناصرة - «القدس العربي» من وديع عواودة:

قال اســتطلاع رأي جديــد إن 60 في المئة مــن الإســرائي­ليين يعتقــدون أن الأوضاع الاقتصادية القاســية داخل قطاع غزة تؤدي إلى التطــرف و»الإرهــاب» وأنهــا مرتبطة مباشرة بالأزمة الأمنية بين حماس وإسرائيل. ورغم أن 65 في المئة من الإســرائي­ليين يعفون إســرائيل من المســؤولي­ة ويتهمــون حركة حماس بذلك ويرى 7 في المئة منهم أن السلطة الفلسطينية هي المسؤولة فإن نصفهم يدعون لوقف الحصار المفروض على القطاع منذ 2007 فيما يرى 4 في المئة منهم بضرورة اســتمرار الوضع الراهن.

وعلى خلفية انتقــادات متصاعدة صادرة من جهات سياســية وإعلامية متنوعة حول فقدان استراتيجية عمل في إسرائيل للتعامل مع غزة يأتي هذا الاســتطلا­ع برعاية «المعهد الأكاديمــ­ي للإصلاح الهيكلي فــي جامعة تل أبيب» وفيه يعتقد 51 في المئة من الإسرائيلي­ين أنه ينبغي علــى إســرائيل أن تهتم بالوضع الاقتصادي والإنســان­ي في قطــاع غزة، لكن عندما يتعلق الأمر باتخاذ خطوات عملية من جانب حكومة الاحتلال لتحسين الوضع، فإن معظم الإســرائي­ليين يفضلون أن يقوم رجال أعمال من القطاع الخــاص أو الدول الأخرى بذلك، وحتــى أنه يبرر اســتمرار سياســة الحصار الإسرائيلي. وحسب الاستطلاع فأنّ 29 في المئة يعتقدون أنه يجب على إســرائيل المساعدة في إعادة التأهيل، لكن فقط إذا قامت دول أخرى بقيادة تأهيل القطاع، فيما يرفض 25٪ مشاركة إسرائيل في إعادة تأهيل قطاع غزة، لكنهم لا يعارضــون ذلك إذا كانت هناك دول أخرى تقــوم بذلك. ويعارض 23 في المئة تقديم أي مساعدة طالما لا يوجد اتفاق سياسي و11 في المئة يقولون إنّ على إسرائيل أن تقوم بنفســها بإعادة تأهيل قطاع غزة. ويؤيد 49 في المئة من الإســرائي­ليين تجنيد المليارات من الدول العربية في إطــار تنفيذ «خطة القرن» فيمــا يدعم 45 فــي المئة التعــاون بين رجال الأعمال الإســرائي­ليين والفلســطي­نيين، مما ســيوفر فرص عمل والتبــادل التجاري بين الطرفين.

وفي هذا السياق طالب مسؤولون في جهاز الأمن الإســرائي­لي رئيس حكومــة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتهدئة الوضع الأمني المتوتر في قطاع غزة، والدفــع نحو تطبيق تفاهمات بين إســرائيل وحركة حماس بوساطة مصر، من أجــل إزالــة احتمال «صدام عســكري». وأوضح موقــع «والا» الإخباري أنه رغم هذه الرســائل، التي جــاءت بعد إطــاق قذيفة صاروخية مــن القطاع وغارات إســرائيلي­ة في غــزة وإثر اســتمرار تظاهرات مســيرة العودة عند الســياج الأمني المحيط بالقطاع، إلا أنه لا تلوح فــي الأفق بوادر لعقد مداولات جدية حــول هذه القضية. المحلل العســكري في «واللا»، أميــر بوحبوط يعتبر كالكثير من المراقبــن أن صداما مع غزة هو مســألة وقت نتيجة اســتمرار الأزمة وبقائهــا بدون حل. ويســتمد بوحبوط معلوماته من ضباط في جيش الاحتلال متهما الحكومة الإســرائي­لية بأنها تنأى بنفســها عن منطقة «غلاف غزة»، ولا تجري حواراً مباشــراً مع السكان هناك. ويضيف: «لا تعترف إسرائيل بالحقيقة التي بموجبها فإن إشــعال الحرائــق، البالونات الحارقــة والتظاهرات العنيفــة عند الحدود ستستمر حتى إشعار آخر طالما لا تكون هناك تطورات سياسية. وإلى حين يتم ذلك، سيبقى الجيش الســفير والدرع الواقي السياســي الذي ينقل رســائل تهدئة إلى رؤساء البلدات والسلطات» في «غلاف غزة».

وغداة إدخال الدفعة الشهرية من قطر الى غزة يشير بوحبوط إلى «أن قيادة حماس في قطاع غزة، برئاســة يحيى السنوار، تطالب بتطبيق تفاهمات، تم التوصل إليها بوساطة مصــر، وتقضي بتوفير أماكن عمل بواســطة مناطــق صناعية، تحســن البنيــة التحتية للميــاه والكهرباء والصــرف الصحي. وهم معنيون أيضــا ببدء محادثات حــول ميناء وتصاريح خروج من قطاع غزة».

يشار إلى أن إسرائيل شــرعت ببناء خط مياه كبير لتزويــد أهالي غزة بالمياه من دون علاقة للمــداولا­ت غير المباشــرة مع حماس حســب مزاعم صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس. وفي موضوع الرؤية الشــاكلة للصراع مع الفلسطينيي­ن يوضح بوحبوط أن حماس معنيــة بأن يقلص المســتوى السياســي في إســرائيل من سياســة الفصل بــن الضفة الغربية وبين قطاع غزة مقابل وقف «الإرهاب والعنــف» عنــد الحــدود. لكــن المؤسســة السياسية الإسرائيلي­ة برأي بوحبوط ليست ناضجة وليســت معنية، في هذه المرحلة قبل الانتخابات في إســرائيل، بـ «توزيع هدايا» على الفلســطين­يين في غزة وذلك خصوصا، فيمــا رئيس الســلطة الفلســطين­ية محمود عباس )أبو مــازن( لا يتعــاون وبإمكانه أن يهزّ أي قرار لا يمر من خلاله بواسطة عقوبات ووقف أموال الرواتب ودعم حكومي لدفعات المياه والطاقة.

ويعتبــر بوحبــوط أن «الســنوار يعرف قــراءة الخريطة السياســية في إســرائيل بصورة جيدة، ويدرك أن نتنياهو ســيواجه صعوبة بـ «توزيــع هدايا» في الوقت الحالي عشــية معركة انتخابية وفي ظــل مزاودات عليه من اليمين واليســار، مرجحــا أنه بقي أمام قيــادة حماس خيارات كثيــرة. ويتابع «أشــهر الصيف الملتهبة دائما تسخن الأجواء في الشــارع الفلســطين­ي في قطاع غزة بكل معنى الكلمة، والتخوف من انتقال الانتقادات الشعبية من إسرائيل إلى قادة حماس ورموز الحكم بات ملموســا في الأشــهر الأخيرة»، معتبراً أن «الســؤال الأكبر هــو كم من الوقت سيبقى لنتنياهو لامتصاص انتقادات شعبية حول الحرائق وتواتــر القذائف الصاروخية من غزة، واتباع سياسات «رد الفعل» بدلاً من المبادرة بصورة مدروســة ومنضبطة. ويقول المعلق الإســرائي­لي إنه حتى حسم الموضوع، ســتكون حكومة نتنياهو منشغلة بالأساس بكســب الوقت، وتتوقع أن القــوات الميدانية ستعرف كيف تحتوي الأحداث التي تتفجر.

لكن وفي المقابل يتّجه جيش الاحتلال إلى تقديم توصية للمســتوى السياســي بتبنّي سياســات أكثــر عدوانيّة تجاه قطــاع غزّة، حســب ما ذكرت القناة الإســرائي­لية 12. كما نقلت القناة تحذيرات من جيش الاحتلال أن الأوضاع في قطاع غزّة «قابلة للاشتعال أكثر مــن أيّ وقت مضى». ونقل المحلّل العســكري للقناة، روني دانييل، عن مصادر في الجيش الإســرائي­لي اعتقادهــا «أنــه يجــب وقف الصواريخ التحذيريّة التي تقصفها إسرائيل قبــل تدميرها المباني وأنــه يجب تفجير هذه المباني حتى لو سقط قتلى». وحول الأوضاع الحالية فــي القطاع، نقــل دانييل عن ضابط إســرائيلي قوله إنه قد «خدم سنوات طويلة في قطاع غــزّة وإن كل شــيء متعلّق بخيط رفيع، فــي أي لحظة مــن الممكــن أن ينفجر الوضع بشكل كبير».

غير أن دانييل قال إنــه «من غير المؤكد أن تذهب إسرائيل، عشيّة الانتخابات، إلى مسار كبير في قطاع غزّة، لكن الجيش الإســرائي­لي يتجّه لتقديم طريقة تعامــل جديدة مع قطاع غزّة، تشمل تشديداً كبيراً في النشاطات».

يشار الى أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» كشفت قبل أيام أن قائد جيش الاحتلال أفيف كوخافي أعدّ خطة عمل عسكرية لأربع سنوات لتفعيــل قوات الجيش، وســتحل مكان خطة «غدعون»، التي وضعها رئيس أركان الجيش السابق، غادي آيزنكوت. وتقضي هذه الخطة الاســترات­يجية بحســم المواجهة العسكرية باســتخدام قوة مفرطة وبســرعة كجزء من تجارب ودروس عسكرية سابقة.

 ??  ?? شبان فلسطينيون خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال على حدود قطاع غزة
شبان فلسطينيون خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال على حدود قطاع غزة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom