موريتانيا: انشغال كبير باستطلاع منحاز لمرشح السلطة نظمه مركز يرعاه الإسلاميون
المركز يدافع عن استطلاعه ويطالب بالتعامل معه حسب ظروف إجرائه
دافع القيادي الإسلامي محمد جميل منصور، رئيس المركــز الموريتاني للدراســات والبحوث الاستراتيجية، أمس، عن نتائج الاستطلاع الذي نظمته مؤسســته والتي أثارت ردود فعل واسعة في الســاحة السياســية الموريتانيــة المحمومة بانتخابات رئاسية منتظرة خلال أيام قليلة.
وأكد رئيــس المركــز الموريتاني للدراســات والبحوث الاســتراتيجية، في توضيح نشــره تعليقــاً علــى عشــرات الــردود التــي تناولت الاســتطلاع، «أن المركــز الموريتاني للدراســات والبحوث الاســتراتيجية يطمح إلــى أن يكون مستقلاً يتبع المنهجية والتقاليد المعروفة في هذا الفن مهما كان القائمون عليه أو بعضهم معروفي التوجه والانتماء».
وتصدر المترشح الرئاســي محمد الغزواني، المدعــوم مــن الرئيس محمــد ولد عبــد العزيز وجماعتــه، نتائــج الاســتطلاع، حيــث أثارت خلاصاته الرأي العــام الموريتاني بالنظر إلى أن المركز يشــرف عليه أحد أهم أبرز داعمي المرشح ســيدي محمد ولد بوبكر الذي صنفه الاستطلاع في المرتبة الثانية.
وحصل ولد الغزواني على نسبة 29.5% من أصوات 1300 شخص شــملها الاستطلاع، بينما حصل سيدي محمد ولد بوبكر على نسبة 23،% يليه بيرام الداه اعبيد بنســبة 9.5%، ثم محمد ولد مولود الذي حصل على نســبة 3.7%، فيما حصل كان حاميدو بابا على نســبة 2.6 %، وحل المترشــح محمد الأمين المرتجي الوافي في المركز الأخير على نسبة 2.1..%
وتوقعت نسبة 45.4% من الأفراد المستطلعة آراؤهم، أن حســم الانتخابات الرئاسية المقررة يوم السبت المقبل في جولة ثانية.
وأعلنــت نســبة 14.9% مــن المشــمولين بالاســتطلاع أنها لم تتخذ لحد يوم مشــاركتها في الاســتطلاع أي قرار يخص الشــخص الذي ستصوت له. وأظهر الاستطلاع مواقف حياد في الانتخابات المرتقبة بنسبة 2% من المشاركين.
وبينما أثار الاستطلاع ارتياح أنصار المترشح غزواني، قوبلت نتائجه بانتقاد واسع من طرف أنصار المترشــح ســيدي محمد ولد بوبكر الذين يعتبــرون أن مرشــحهم بات الأكثر قــدرة على الفوز في الانتخابات لما حصــل عليه من التفاف شعبي كبير خلال زيارات أنهاها أمس لمدن وقرى الداخل.
وأكد ولد منصــور «أن المركز أوضح في مقدمة اللقاء الذي أعلن فيه نتائج الاستطلاع النواقص الجوهريــة التــي عرفها هذا الاســتطلاع، وكان أولاها أنه لم يشــمل الداخل، ولم يكن التعويض الرمــزي بمحطات النقل البرية شــمالاً وشــرقاً وجنوباً ليســد هذه الثغرة، أما ثانيها فالتناسب بين الرجال والنساء؛ فقد ظهر بعد الفرز أن نسبة النســاء لم تبلغ 30%، وهو نقــص بين لم يعد الوقت يسمح بتلافيه».
وقال: «مــن المهم الانتباه إلــى أن 29,6% لم تختر مرشــحاً مــن ضمن الســتة )2% حيادي 14,9% لم يحدد بعــد 12,7% رفض الإجابة(، وعليه ففي حالة تحديد من لم يحدد بعد أو معرفة موقف من رفض الإجابة سيســتفيد مرشــح أو أكثر من هذا التطور، وســتزيد نســبته، ولكم أن تتصوروا من سيستفيد في هذه الحالة.»
وأضــاف: «نعلم جميعــاً أن الاســتطلاعات تواجه صعوبات إضافية خصوصاً عند افتراض توجه معــن للقائمين على الاســتطلاع مجاملة أو تضليلاً أو تمســكاً بوضعيــة غموض تعكس حذراً ما زال بعض الناس يتعامل به مع مثل هذه الأمور .»
وبالتوازي مع هــذا الجدل، تواصلت أمس في موريتانيا الحملة السياســية والإعلامية الممهدة لانتخابــات الثاني والعشــرين يونيو الجاري، مستهلة أسبوعها الثاني والأخير حيث ستجري الانتخابات الرئاســية في موريتاني يوم السبت المقبــل. ويأتي هذا الاســتطلاع ضمــن تفاعلات الحملة السياسية والإعلامية الممهدة للانتخابات التي ستختتم مساء الخميس المقبل، يومين قبل أن يتوجه الناخبــون الموريتانيون وعددهم يقارب المليون مصوت يوم الســبت الثاني والعشــرين يونيو 2019 لصناديــق الاقتراع لانتخاب رئيس سيخلف الرئيس الحالي الذي ستنتهي مأموريته الثانية والأخيرة مســتهل أغســطس/آب المقبل. وتتميز هذه الانتخابات بأهميــة خاصة لكونها أول انتخابات يجري فيها التناوب على الســلطة بين رئيسين منتخبين عبر صناديق الاقتراع لا عبر الانقلابات العسكرية التي طبعت تداول السلطة في موريتانيا منذ عام 1978.
ويتنافس في هذه الانتخابات ستة مترشحين