Al-Quds Al-Arabi

عقيلة صالح: لو كان «الجيش الوطني» يحصل على دعم خارجي لأنهى معركة طرابلس في أيام... ولا مفاوضات إلا بعد تحرير العاصمة

-

■ القاهرة - د ب أ:أكد رئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح، رفضه ومؤسسته الدخول في أية مباحثات أو مفاوضات سياســية تتعلق بمستقبل البلاد إلا بعد إتمام «تحريــر العاصمة»، واعتبر أن هــذا الموقف لا يعبر عن تعنــت أو إصرار على المضي قدماً في الحل العســكري، وإنما يعكس عدم وجود شركاء يؤمنون بالمسار السياسي والديمقراط­ي في الجانب الآخر.

قــال: «نرفض التفاوض مــع رئيس حكومة الوفاق فايز الســراج والميليشــ­يات والقوى الداعمة له، ونرفض تعليق العملية العسكرية التي أطلقها «الجيش الوطني» لتحرير العاصمة في بداية نيســان/أبريل الماضي، إلا إذا استجابوا لشروطنا، وهي إخلاء العاصمة من الميليشيات المسلحة، مع تســليم السلاح. وبعد ذلك يتم الرجوع للعمل بالدســتور الليبي، بما يدعو له صراحة من إجــراء انتخابات... أما أي حديث عن مباحثات سياسية مع حكومة رهينة لميليشيات مسلحة لا تؤمن بالمسار السياسي والديمقراط­ي فلا طائل منه».

ورجح أن بلاده «ســتتمكن خلال مــدة زمنية لا تزيد عن العــام من تاريخ تحرير العاصمة من إجراء الانتخابات التشــريعي­ة والرئاسية تحت إشراف قضائي محلي كامل وإشــراف دولي»، ولكنه شــدد على أن هذا يتطلب «وجود إرادة دولية صادقة وداعمة.»

وحول تناقض المواقف مع المبعوث الأممي إلى ليبيا غســان ســامة، والذي يدعو لضرورة وقف القتال بالعاصمة واســتئناف المفاوضات السياســية، ألمح صالح إلى أن الليبيين يتطلعــون إلى وجود مبعوث أممي جديد يتمتــع بمزيد من الحيادية في مواقفه.

وقال: «كنا نتمنى أن ينجح الســيد ســامة في مهمته التي عُين لها منتصف 2017، وقد تعاونا معه ونصحناه كثيراً، ولكن يبدو أنه لم يعد قادراً على القيام بأي شــيء جديد في تلك المهمة، وخاصة بعدما فقد الكثير من حيادتيه... فمثلاً، الرجل لم يشــر مطلقــاً إلى ما يصل علناً من ســاح ومقاتلــن من قبل بعض الــدول، كتركيا وقطر، للميليشــي­ات في طرابلس، ولا يتحدث عن أعداد الإرهابيين المطلوبين محلياً ودولياً الذين يقاتلون في صفوف تلك الميليشيات».

واســتطرد: «لقد أضاع الكثير من الوقت، وربما أكثر من ســابقيه، أملاً في أن تهدأ النفوس وتتغيــر المواقف... وهــا هو الآن يحــاول مجدداً اســتخدام عامل الوقت لاستنزاف إرادة مختلف القوى وإنهاكها، وتحديداً الجيش الوطني، ومن ثم الخضوع لمقترحاته ».

وقلل صالح من المقترحات التي بدأ سلامة يروج لها مؤخراً مع استمرار تعذر الحل السياسي أمامه، كإيجاد مناطق عازلة وجلب قوات سلام دولية إلى طرابلس. وشدد: «أياً كان ما يسوق له من طروحات بشكل منفرد أو عبر اجتماعاته مع جماعة الإخوان المســلمين داخل وخارج البلاد، فهي لن تجدى.. فالشــعب الليبي يرفض وبشدة أية محاولة للتدخل أو تقسيم البلاد، كما أن طلب قوات دولية ليس من مهام سلامة، وإنما من صميم صلاحيات السلطة الشرعية والتشريعية بالبلاد، أي مجلس النواب فقط».

ورغم تثمينه للدور المصري الداعم لجهــود الجيش الوطني في محاربة الإرهاب، اســتبعد صالح أن تؤدي المبادرة الثلاثية للحل في ليبيا، التي تطرحها دول الجوار، تونس والجزائر ومصر، لأي تقدم ملحوظ في حلحلة الموقف الراهن.

وحول مكان سيف الإسلام القذافي حالياً، قال: «هو متحفظ عليه ومؤمن في مدينة ســرت لوجود تخوف عليه ولأنه لا يزال يواجه بعض القضايا، ولكنه، مثله مثل أي ليبي آخر، لن يُسلم لأي محكمة دولية... لدينا دستور وقانون يحكم الجميع.»

وقلل صالح من صحة الحديث عن وجود واسع لتنظيم داعش في الجنوب الليبي، واعتبــر أن أي حديث بهذا الشــأن «لا يعدو كونه محاولة للفــت الأنظار عن معركة طرابلــس»، لافتاً إلى أن طبيعة المكان المفتوحة هناك تجعل من الســهل على الطيران العسكري رصد واستهداف أية تجمعات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom