غريفيث: التوترات الإقليمية تعرّض العملية السياسية في اليمن للخطر
الحوثيون: ثلاثة مطارات سعودية باتت أهدافاً دائمة لطائراتنا
حــذّر المبعــوث الأممي الخــاص إلى اليمن، مارتــن غريفيث، أمس الاثنين، من الخطر الــذي تمثله التوتــرات الإقليمية على العملية السياســية في اليمن. وجاء ذلك في إفــادة قدمها غريفيــث لأعضاء المجلــس، عبــر دائــرة تليفزيونيــة من عمان، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليا بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك. وجــدد غريفيث «التزام الأمم المتحــدة بالســعي وراء إنجــاز عملية سياســية حيادية وجامعة في اليمن، مع احترام تام لســيادة البلاد.» لكنه أقر في إفادته بأن «تنفيذ اتفاق ســتوكهولم غير كاف بالنسبة للشعب اليمني الذي يرغب في رؤية تحسن علي الأرض.»
وأضاف: «أشــعر بالإحبــاط لغياب إحــراز تقدم فــي ملف تبادل الســجناء والمعتقلين، وأدعو الطرفــن إلى تنفيذ ما اتفقا عليه من أجل مصلحة الســام ومن أجل مصلحة آلاف الأسر اليمنية».
وأعرب غريفيث عن «قلقه من الهجمات التي يشــنها الحوثيون علــى مطار أبها الســعودي، والتوتــرات الإقليميــة»، معتبراً في ذلك «خطراً هائلاً على العملية السياسية» التي تقودها الأمم المتحدة.
وشــدد المبعوث الأممي في إفادته على أهمية «دعــم مجلس الأمن لمواصلة العمل مع الحكومــة اليمنيــة والحوثيين حول تنفيــذ اتفــاق ســتوكهولم، والخطوات المســتقبلية، للتوصــل إلى حل شــامل للنزاع، استنادا إلى مبادرة دول التعاون الخليجــي والحــوار الوطنــي وقرارات مجلس الأمن».
وأشــار إلى أن «الوضع فــي الحديدة بات يتسم بالهدوء، حيث حافظ الطرفان على خفــض العنف لمدة 6 أشــهر تقريبا مــن التوقيع علــى الاتفــاق، بالرغم من التأخيــر الناجم عن الشــعور بالإحباط والتحديات». واستدرك قائلاً: «بإمكاننا بــدء التنفيذ المشــترك للاتفــاق المتعلق بالمرحلتــن الأولى والثانيــة بمجرد حل المشــاكل العالقة، وبما يســمح للطرفين بالتحقــق من جميع عناصر إعادة نشــر القــوات وتلك التي تم تنفيذها مســبقا»، دون تفاصيل.
وحــذر ديفيــد بيزلــي، مديــر برنامج الأغذية التابع لــأمم المتحدة مجلس الأمن، أمــس الاثنين، من احتمال البــدء في تعليق المســاعدات الغذائية في اليمن تدريجياً هذا الأسبوع بسبب تحويل المساعدات لأغراض غير المخصصة لها وغياب اســتقلالية العمل في المناطق الخاضعة لســيطرة الحوثيين. ودعا الحوثيين إلى تنفيذ اتفاقيات للسماح لبرنامــج الغــذاء العالمــي بالعمل بشــكل مستقل. وقال بيزلي للمجلس: «إذا لم نتلق هذه التأكيدات، فســنبدأ تعليق المساعدات الغذائية تدريجياً، وعلى الأرجح قرب نهاية هذا الأسبوع. وإذا بدأنا التعليق، فسنواصل برنامجنا لتغذية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنســاء الحوامل والأمهات الجدد .»
وفي ســياق منفصل، هــددت جماعة الحوثي فــي اليمن، اأمــس الاثنين، بأن ثلاثة مطــارات ســعودية، ســتتعرض للاســتهداف الدائــم بأســلحة الجماعة المســيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية والغربية.
وأفــاد المتحــدث العســكري باســم جماعة الحوثي، العميد يحيى سريع، في صفحته على موقــع التواصل الاجتماعي فيســبوك، بأن العملية التي طالت مطار أبهــا الســعودي فجــر أمــس بطائرات قاصف «كيه-2» استهدفت مدرج الإقلاع والهبوط وكانت عملية ناجحة. وأضاف: «نعلن اليــوم أن مطارات أبهــا وجيزان ونجران الســعودية، أصبحت غير آمنه وأنهــا ســتتعرض للاســتهداف الدائم والمتواصــل نتيجة لاســتمرار العدوان الغاشــم والحصار الظالم على الشــعب اليمني واســتخدامها من قبــل العدو في عملياتــه العســكرية منذ بــدء العدوان وحتى الآن». وتابع قائــًا: «نكرر نداءنا للمدنيين والشركات، بالابتعاد الكامل عن هذه المطارات .»
وأردف المتحــدث العســكري قائــاً إن»الرد على العدوان لن يكون محصوراً على هــذه المطــارات فحســب؛ بــل إن عملياتنــا ســتطال أهدافاً حساســة في أماكن أخرى لا يتوقعها النظام السعودي المعتدي الذي مازال مســتمرا في غاراته الجوية واســتهدافه للمدنيين وحصاره الظالم على شــعبنا بشكل واضح ومعلن وصريح .»
وكان الحوثيون قد اعلنوا، فجر أمس، أنهم اســتهدفوا بطائرة مسيرة مطار أبها الســعودي. وكان الحوثيــون قد أطلقوا الأربعاء الماضي، للمــرة الأولى، صاروخ كروز علــى المطار ذاته، ما أدى إلى إصابة 26 مســافرا من جنســيات مختلفة، فيما وصف التحالف العربــي الهجوم بالعمل الإرهابي.