Al-Quds Al-Arabi

رئيس اللجنة النووية البرلمانية الإيرانية يهدد بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الذرية

- لندن ـ «القدس العربي» من محمد المذحجي:

هدد رئيس اللجنة النوويــة في مجلس النواب الإيراني، مجتبــى ذوالنور، أن طهران ســتضع قرار الانســحاب من الاتفاق النــووي على جدول أعمالها في حــال لم تف الدول الأوروبية بتعهداتها.

وفــي تصريحات لوكالة «مهــر» للأنبــاء التابعة لمنظمة الدعــوة الإســامية الإيرانية، قــال مجتبــى ذو النور إن الأوروبيين أظهروا دائما أنهم يقومون بدور الشــرطي الجيد فــي التعامل مع الســلوك الأمريكي، مؤكدا أنهــم في الوقت الحالي ليس لديهم إرادة جادة للحفاظ على الاتفاق النووي.

وتابع أن حجــم تبادلنا التجاري مــع الاتحاد الأوروبي لا يتجاوز 20 مليار دولار في أحســن الحــالات، لكن الحجم التجاري بين أمريــكا والاتحاد الأوروبي يقتــرب من 1000 مليار دولار، وأنه بالطبــع فإنهم لن يضحوا بهذا الحجم من التبادل التجاري مع واشنطن.

وأشار إلى أن الأوروبيين يحاولون أن يكسبوا الوقت في هذه القضية، وقال في هــذا الخصوص إن البقاء في الاتفاق النووي هو في صالح الأوروبيين، لكنهم لا يريدون أن يدفعوا تكاليف البقــاء في الاتفاق النووي، بــل يريدون فقط إبقاء طهران في هذا الاتفــاق دون أن تكون هناك أي منفعة لإيران من جانب هذا الاتفاق.

انتهاء الفرصة

وشــدد ذو النور على ضــرورة إنهاء هــذه الحالة التي لا تصب فــي مصلحة بــاده، منوها إلى أن إيران ســتتخذ إجراءات محــددة بعد انتهــاء الفرصة الســتين يوما التي حددتها طهران للأوروبيين.

وأضاف «ســتقوم إيران في المرحلة الأولى برفع نســبة التخصيب، لأننا قبل الاتفاق النووي كنا نخصب حتى 20،٪ لكن بعــد الاتفاق النووي تعهدنا بموجبه بنســبة 3.67،٪ لكن إذا ما انتهت هذه المهلة فإننا ســنقوم بالتخصيب بالقدر الذي نحتاجه».

وختم رئيس اللجنة النووية في مجلس النواب الإيراني بالقــول إن طهران ســتضع قرار الانســحاب مــن الاتفاق النــووي على جدول أعمالها في حال لم تف الدول الأوروبية بتعهداتها، ولم تقــم بالإجراءات اللازمة فــي إطار الاتفاق النووي.

وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي، فــي مؤتمر صحافــي بثه التلفزيــو­ن الإيراني مباشــرة: «اليوم بــدأ العد العكســي لتجاوز الـــ300 كلغ لمخزونات اليورانيوم المخصب، وخلال عشرة أيام أي في 27 حزيران/يونيو، سنتجاوز هذه الحدود».

وأشــار كمالوندي إلى أنه لم يُتخذ «أي قرار» بشــأن ما يســمّيه الإيرانيون «المرحلة الثانية» مــن «خطة تخفيض» التزاماتهم في الملف النووي.

قال الرئيس الإيراني، حســن روحاني، أثناء لقاء سفير فرنســا الجديد في طهــران، إن انهيار الاتفــاق النووي لن يكون في صالح إيران أو فرنســا أو المنطقة أو العالم، مؤكدا أن الفرصة الزمنية المتاحــة أمام الأوروبيين لتعويض بلاده بسبب أضرار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قصيرة للغاية.

وأضــاف روحاني خلال تســلمه، أمس الإثنــن، أوراق اعتماد سفير فرنسا الجديد في طهران، فيليب تيبو، «رسمت إيران وفرنسا في الســنوات الأخيرة رؤية واضحة لمستقبل علاقاتهمــ­ا الثنائية، لذلك مــن الضروري الإســراع بتنفيذ الاتفاقيات».

وأشــار إلى صبر إيران وانتهاجها سياسة ضبط النفس خــال العام الماضــي، مطالبا فرنســا والاتحــاد الأوروبي بالتعويــض عن تداعيــات انســحاب أمريكا مــن الاتفاق النووي، مضيفا أن الوضع الحالي حساس، وأن أمام فرنسا وباقي الدول الأوروبية فرصة قصيــرة جدا للقيام بدورهم التاريخي في الحفاظ على هــذا الاتفاق، لأنه مما لا ريب فيه فإن انهيار الاتفاق النووي لا يصب بمصلحة إيران ولا فرنسا ولا المنطقة ولا العالم.

وأضاف أن إرادة طهران تكمن في إقامة علاقات حميمة مع باريس، والوفــاء بالتزاماته­ا في الاتفاق النووي، والتعاون والمشاركة بنشاط في استقرار وأمن المنطقة، لا سيما مواصلة مكافحة الإرهاب.

إلى ذلك، نقل الســفير الفرنســي الجديد تحيات رئيس جمهورية فرنســا، إيمانويل ماكرون، إلى الرئيس روحاني، وقال إن فرنسا مصممة على تنمية علاقاتها مع إيران في شتى المجالات. وأوضح أن فرنسا لن تدخر جهدا لتطوير التعاون الاقتصــاد­ي مع طهــران، مضيفــا أن طهران نفــذت جميع تعهداتها في الاتفاق النووي، وأن فرنسا تسعى للحفاظ على الاتفاق النووي الذي يحظى بتأييد المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن بلاده تشعر بالقلق من زيادة التوترات في المنطقة، مضيفا أن باريس على استعداد لإجراء مشاورات مع طهران بشأن الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقــال متحدث باســم مجلــس الأمن القومي فــي البيت الأبيــض، جاريــت ماركيز، أمــس الاثنين، إن خطــة إيران لتجاوز حــدود التخصيب النووي «ابتــزاز نووي» ويجب مواجهتهــا بمزيد من الضغــوط الدولية. وأضــاف ماركيز: «خطط التخصيــب الإيرانية ممكنة فقط لأن الاتفاق النووي المروع لم يؤثر على قدراتهــا )...( لقد أوضح الرئيس ترامب أنه لن يســمح لإيران مطلقاً بتطوير أســلحة نووية. ويجب أن يواجه الابتزاز النووي للنظام بضغوط دولية متزايدة.»

واتهم زعيم الجمهوريين في مجلس الشــيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، إيران، بالتصرف على أساس التنفيس عما تواجهه. وفي مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الاخبارية، دافع ماكونيل عن موقف ترامب تجــاه طهران، بعد أن أعلنت أنها ستتجاوز ســقف إنتاجها من اليورانيوم، وإعلانها عن بدء العد التنازلي لـ 10 أيام لإنتاج 300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب. ونقلت وكالة أنباء «بلومبــرغ» عن ماكونيل قوله أمس الاثنين : «إننا نضغط عليهم بشدة من خلال العقوبات .»

أما من ناحية ألمانيا، حــذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إيران بشــدة من خرق الاتفاق النــووي الذي أبرمته مع القوى العالمية. وقال ماس، أمس الاثنين، بعد مشــاورات خــال اجتمــاع وزراء خارجية دول الاتحــاد الأوروبي في لوكســمبور­غ: «لن نقبــل بالتأكيد أي تخفيــض من جانب واحد لالتزاماتن­ــا الخاصة». وأكد الوزير الاتحادي أن جميع الأطراف مطالبة بالامتثال لالتزاماته­ا، لافتاً إلى أنه فقط بذلك يكون هناك مستقبل للاتفاق النووي.

الوضع قابل للانفجار بشدة

وأضــاف أمــس الاثنــن: «أرى أن الوضع لا يــزال قابلاً للانفجار بشــدة». وأكد على أنه يتعين على كل طرف حالياً الإسهام بخطوات فعالة حقاً لتخفيف حدة التصعيد، وقال: «لا يكفيني أن الجميع يقولون فقــط إننا لا نريد حربا، وإنما يتعين عليهم أيضا إثبات أنهم لا يريدون حربا».

وحث رئيس الوزراء الإســرائي­لي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، المجتمع الدولي على إعادة العقوبات بصورة فورية على إيران إذا ما تجاوزت مســتويات التخصيب المســموح بها فــي اتفاقها النووي مع القوى الكبــرى. وقال إن «إيران هددت اليوم بتخصيب اليورانيوم لمستويات أكبر مما يسمح به الاتفاق النــووي )...( وفي حال نفذت إيــران تهديداتها الحالية, ســيتوجب علــى المجتمع الدولي أن يفعل بشــكل فوري منظومة العقوبات المحددة سلفا». وشدد: «في أي حال من الأحوال, إســرائيل لن تســمح لإيران بحيازة الأسلحة النووية».

وقال إن «إســرائيل تقف في نفس الخنــدق مع الولايات المتحدة ومع دول عربية معتدلة ومع دول أخرى ضد العدوان الإيراني».

وفي سياق منفصل، ذكر التلفزيون الإيراني أن طهران اتهمت الســعودية، أمس، باتباع «نهج عســكري يقوم على الأزمات» في الشرق الأوســط. وقال التلفزيون الرسمي نقلاً عن المتحدث باســم وزارة الخارجية عباس موسوي: «السعودية استنفدت ثروة شــعبها ودول المنطقة لافتقارها الفهم الســليم لمتغيرات المنطقة واتباع نهج عسكري يقوم على الأزمات».

 ??  ?? الرئيس الإيراني خلال لقائه سفير فرنسا الجديد في طهران
الرئيس الإيراني خلال لقائه سفير فرنسا الجديد في طهران

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom