Al-Quds Al-Arabi

تعقيبا على مقال غادة السمان: قصائد شبه مجهولة لنزار قباني

-

مدافع عن المرأة

في إطار كتابة الناقد عن شــاعر كبير كنــزار قباني لا بد له من تناول سيرة حياة الشــاعر بما فيها من هبوط وصعود، فنزار الإنسان اختلف شــعره ومواضيعه باختلاف مســار حياته، ولكن يبقى هو الشــاعر الوحيد المدافع عن المرأة كإنســانة لها مشــاعر وأحاسيس، وعن حقها في حياة كريمة. وشعر قباني واضح وبسيط وسهل يستمتع به الجميع مهما كانت مســتوياته­م. ولكني أعتقد أنه انزعج من السياسيين ورجال الدين وشيوخ العشائر فهاجمهم لأنه يرى فيهم سبب انتكاستنا. وكان محقا. سلام عادل - ألمانيا أول وآخر العرب

في نهاية الســبعيني­ات وبداية الثمانينيا­ت مــن القرن الماضي كنت أنتظر كل مســاء يوم الجمعة أو صباح يوم السبت بشوق ولهفة لا مثيل لهما، لأتســلم نســختي من مجلة )الوطن العربي( ومجلة )المستقبل( الصادرتين فــي باريس. ورغم أهمية الكتاب الذين كانوا ينشــرون في المجلتين، لكني كنت أذهب مباشــرة إلى الصفحــة الأولى حيث مقالات أو قصائد شــاعرنا الكبير نزار قباني. وأذكر أن الشاعر كان في البداية يكتب لمجلة )الوطن العربي( ثم انتقل منها إلى )المســتقبل(. وفي صباح أحد الأيام وبينما كنت أنتظر مقالته في )المســتقبل( فوجئت بـ )الوطن العربي( تنشــر مقتطفات مســربة من المقالة بعد أن رفضت )المستقبل( نشرها لأن مضمونها كان حول رحيل منظمة التحرير والفلسطيني­ين من بيروت إلى قبرص. وكانت المقالة رائعة بعنوان )الفلسطينيو­ن هم آخر العرب( ومن مقاطعها أثبــت التالي )أكتبها من الذاكرة(: أول العرب هم الفلسطينيو­ن. وآخر العرب هم الفلســطين­يون. وبينهما لا يوجد أحد. ولا يوجد شيء. أول كلمة في التاريخ العربي تبدأ بحرف )الفاء( وآخر كلمة تنتهي بحرف )الفاء( وبين الفائين حفرة عميقة تبدأ بوفاة رســول الله محمد بــن عبد الله ) ص( وتنتهي بوفاة المــروءة العربية بالفالج الكلي لا النصفي ورحيل منظمة التحرير الفلسطينية.

بيروت كانت جائزهم الكبرى، كما كانت فضيحتنا الكبرى. هم أخذوا جائزتهــم وذهبوا وهم يغنــون، ونحن بقينا تحت الأنقاض نتفســخ كالأسماك الميتة.

مــا ذا يفعل الفلســطين­يون الآن؟ يحملــون بقهرهــم وخيبة أملهم ويسافرون إلى الزمن العربي المتشــابه، يسافرون من اليتم إلى اليتم، ومن اللؤم إلى اللؤم، ومن تاجر شنطة إلى تاجر شنطة، وحين يصيرون في عرض البحر، حين يحاذون شواطئ قبرص يرمون في البحر أكياس المواعيد العربية الكاذبة. عبد المجيد - المغرب الهدايا والشاعر والسياسة

في بداية الثمانينيا­ت من القرن الماضــي وكنت حينها طالبا جامعيا أخبرني أحد أقاربي، وكان أســتاذا في إحدى كليات الرباط، بأنه التقى بالشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي في مدينة طنجة وذكر أن البياتي صب جام نقده على نزار قباني، معرضا بحبه الشديد للهدايا الفاخرة. وقد رد عليه قريبي بأن مثل هذه الأشــياء نجدها عند فطاحل الشعراء على مر التاريخ. وهل أنقصت قيمة المتنبي عطايا سيف الدولة الحمداني له. القصود بهذه الإشــارة أن شــعراءنا الكبار لم يكونــوا على تناغم

وانســجام كما نتصور بل كانت بينهم ثارات تتجــاوز الاختلاف حول المواقف السياسية وغيرها. المغربي – المغرب زير نساء كان زير نســاء بامتياز حتى لا أصفه بوصف آخر. وما تلك الفضائح التي لاحقته أثناء عمله الدبلوماسي إلا دليل على ما أقول. وائل إعادة رسم الصورة

أعترف بأنــي لا أعرف )أو أننــا لا نعرف( جيداً نزار قباني بســبب التعتيم الذي مارسه النظام السوري. لكنه قمة ونجم لا تستطيع غيوم عابرة أن تخفي نور عطائه وعبقريته. ففي هذه القصائد كثير من الفكر والفلسفة إلى جانب الجمال الشعري الرفيع. هذا يقود إلى أن نعيد رسم صورة نزار قباني من جديد فلولا التعتيم الســلطوي لما وصل حالنا إلى مانحن فيه. أما الصدام مع المشــايخ فجيد إذا كان ضمن إطار حضاري، بعيداً عن حماقات المتطرفين.

بالمناسبة أنا كنت أيضاً من متابعي قراءة مجلة )المستقبل(. بصراحة كنت أحب شــعر وآراء نزار قباني السياســية ولا أهتــم بقصائده عن المرأة أبداً. وصادف أن شاهدت مقابلة معه على التلفزيون السوري في

ثمانينيات القرن الماضي ومازلت أذكر جيداً كيف أحرجه المذيع حول عن فشــله في «تحرير المرأة العربية»، وأذكر تمامــا أن قباني اعترف بذلك بوضوح. أسامة كلية – سوريا /ألمانيا ينتظره العشاق والحالمون

لا أظن أن طالبا أو طالبة في الإعدادية/ الثانوية لم تنقله قصائد نزار قباني إلى عالم فســيح متخيل يرتوي منه العشاق والحالمون. كنت في ذلك الوقت أستنســخ أشعاره وأرســلها إلى حبيبي وهو بدوره ينسخ أخرى ويرسلها ألي ودائما عبر وســيط. نمّت قصائده الحب في قلوبنا الصغيــرة، وأوقد فيها نيــران الرغبات والمواعيد والســهر مع صورة الحبيب الموجود أو المتخيل، فارس الأحلام الذي سيأتي محملا بالزهور والأشواق. أشعر بأســف عميق لأنه رحل. أما كان ممكنا أن ينتظر قليلا كي يملأ قلوبنا الظمأى بقصائد حب جديدة وهو متقدم في العمر. نوال عبد الحميد - العراق تناقضات قلبي

من منا لا يذكر بلوغه سن الحلم على صوت كاظم الساهر وهو يغني من كلمات نــزار قباني؟ من منا لا يذكر ثوريته المتقــدة؟ من منا لا يذكر تناقضاته وخيباته وانتصاراته. حصل لي الشرف أن ترجمت قصيدته «تناقضات قلبي» إلى الفرنسية. يوسف

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom