Al-Quds Al-Arabi

المعارضة السورية تباغت قوات النظام بهجوم في ريف حماة ومقتل وجرح العشرات من الجانبين

قيادي لـ «القدس العربي»: بدأنا حرب استنزاف وقطع طرق الإمداد

- دمشق - «القدس العربي» من هبة محمد:

نفذت فصائل من المعارضة الســورية وأخرى إسلامية هجوماً جديداً ضد مواقع عسكرية للنظام الســوري والميليشــ­يات المدعومة من روسيا في ريف حماة الشمالي وسط سوريا، متبعة تكتيكات عســكرية مغايرة عن الجولات السابقة من حيث النتائج العســكرية، تزامناً مــع مواصلة الجيش التركي إرسال المزيد من تعزيزاته العسكرية التي تتشكل من قوات وحدات خاصة «كوماندوز» إلى الحدود مع ســوريا بعد المناوشات العسكرية مع النظام السوري.

وأفادت مصادر إعلامية، بنقل مدرعات عسكرية قــوات «الكوماندوز» بالجيش التركي من مختلف المناطق التركية إلى ولاية هطاي الحدودية، وسط تدابير أمنية مشــددة، لافتة إلــى أن التعزيزات جاءت بهــدف توزيعها على الوحــدات المتمركزة عند الحدود مع سوريا.

ميدانياً، انتقلــت قوات المعارضة الســورية، ممثلة بـ «غرفة عمليات الفتح المبين» في مرحلتها الثانية من المواجهات من خنادق الدفاع إلى حالة الهجوم، وتمثلــت أهدافها فــي معركتها الأخيرة التي اســتهدفت قريتي كفرهود والجملة في ريف حماة الشــمالي، وفق ما صرح القيادي في جيش «العزة»، العقيد «مصطفى بكور، إحباط مخططات الجيش الروســي، وتدمير حشــود الميليشــي­ات التي يســتقدمها إلى المنطقة المشتعلة، ومباغتتهم قبل انتقالهم إلى مرحلة الهجــوم، والتركيز على سياسة استنزاف قواتهم، والسيطرة على مواقع عسكرية إذا توفرت معطيات ذلك.

الهجوم سبقه تفجير سيارة مفخخة في منطقة وادي عثمان في الريف الشــمالي لمحافظة حماة، إذ أوقع الهجوم حســب مصــادر إعلامية محلية قرابــة 20 قتيلاً وجريحــاً من النظام الســوري والميليشــ­يات الرديفة له، ومن ثــم الانتقال إلى حرب الحواجز والنقاط الأمنيــة، لتنتهي بحرب مباشــرة داخل قريتــي كفرهــود والجملة حيث تكبدت قوات النظام الســوري وميليشيات النمر وغيرها خســائر بشــرية ، ثم انســحبت قوات المعارضة مع التشــكيلا­ت الإسلامية إلى الخطوط الخلفية بعد تعرضهم لغارات مكثفة من الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام.

وقــال القيادي فــي جيش العزة لـــ «القدس العربــي»: المناطــق التي تم اســتهدافه­ا في ريف حماة الشــمالي «تقع على جانبــي طريق محردة - الســقيلبي­ة، والســيطرة عليها يحظى بأهمية عســكرية منها قطع طرق الإمداد عن قوات النظام السوري والقوات التي تسانده في سهل الغاب». واســتطرد قائلاً: الجولة الثانية من المعارك، كان هدفها اســتنزاف وخلخلة صفــوف تلك القوات، وبالتالــي إجباره على تأجيل خطــط الهجوم أو إلغائهــا، نافياً كل ما يتم ترويجــه عن «هدن» أو اتفاقيات لوقف إطلاق النار.

ويشــارك في غرفة عمليات الفتح المبين كل من الجبهــة الوطنية للتحرير وجيــش العزة وهيئة تحرير الشام وأنصار التوحيد وفصائل عسكرية وثوريــة أخــرى. في حــن انضم فصيــل جديد للمعارضة الســورية لأول مرة في مواجهات ريف حمــاة، هو فصيل أنصار التوحيــد، جند الأقصى ســابقاً، في المعــارك، بعد إعلان غــرف عمليات الفتح المبين عن بدء مرحلــة جديدة من العمليات العســكرية. وأشــار الفصيــل في بيــان له بعد مشــاركته الأولى إلى اســتمرار العمل العسكري ضد قوات النظام والمليشيات المساندة له، متوعداً بمزيد من العمليات العسكرية في مقبل الأيام.

المرصــد الســوري لحقوق الإنســان، نوه من جانبه إلى مقتل 15 عنصراً من الفصائل الإسلامية والمعارضة خلال الساعات الماضية في ريف حماة الشمالي، في حين قتل 14 من قوات النظام، مشيراً إلى إمكانيــة ارتفاع أرقام القتلى من الجانبين، في حين أن المقاتلات الحربية نفــذت قرابة 100 غارة جويــة على المناطــق المشــتعلة وضوايحها، في حين ارتفع إلى 530 علــى الأقل عدد القذائف التي أطلقتها قوات النظام منــذ الثلاثاء على أماكن في ريفي حماة الشــمالي والشــمالي الغربي، وريف إدلب الجنوبي بالإضافة لريــف حلب الجنوبي، في حــن كانت الفصائل والمجموعات الإســامية تستهدف مناطق ســيطرة قوات النظام في ريف حماة الشــمالي الغربي بما لا يقل عن 410 قذائف وصواريخ، وفق المرصد السوري.

المعارك المباشرة التي جرت في ريف حماة بين المعارضة والنظام الســوري، أدت إلى قيام مقاتلة حربية باســتهداف مواقع ومجموعات عســكرية لقواتــه البرية في قريــة «كفرهــود» عن طريق الخطأ، مما أدى إلى وقــوع قتلى وجرحى في تلك المجموعات. في حين أشارت وكالة «سانا» الناطقة باسم نظام دمشــق، إلى نجاح جيشه في إحباط هجوم المعارضــة بريف حمــاة، وإجبارهم على التراجع فــي المناطق التي قاموا باســتهداف­ها في هجماتهم.

 ??  ?? الجيش التركي يعزز وحداته قرب الحدود مع سوريا بقوات كوماندوز
الجيش التركي يعزز وحداته قرب الحدود مع سوريا بقوات كوماندوز

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom