مواطنو غزة: حضور ورشة المنامة «خيانة» للحق الفلسطيني
■ غزة - الأناضول: رفض قاطع أعرب عنه الشارع الفلسطيني في غزة لورشة اقتصادية من المقرر عقدها في البحرين الأســبوع المقبل، داعــن البلدان العربية والإسلامية إلى مقاطعة مؤتمر يرون أنه لا يعدو أن يكون سوى «تصفية» للقضية الفلسطينية.
و»ورشة الازدهار من أجل السلام» المرتقب عقده في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 يونيو/حزيران الحالي، دعت إليها الولايات المتحدة لبحث الجوانب الاقتصادية لما يعرف بـ«صفقة القرن»، وفق إعلام أمريكي.
وفي أحاديث منفصلة، أجمع المشــاركون على أن ورشة المنامة تهدف لـ«تصفية القضية الفلســطينية، وبيع حقوق وثوابت الشعب الفلســطيني، والتنازل عنها لصالح إسرائيل».
واعتبر فايز البيطــار )60 عاما(، أحد تجار الألعاب في الســوق المركزي لمدينة غزة، أن «ورشة المنامة ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية وبيع حقوق وثوابت الشــعب الفلســطيني». وأضاف أن «هذا المؤتمر ســيكون مصيره الفشل، وخطة السلام الأمريكية )صفقة القرن( ستفشل أيضا، لأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن حقوقه ومقدســاته وثوابته الوطنية». وأعرب البيطار عن قناعته بأن «محاولات الولايات المتحدة إغراء الفلسطينيين بالمال لبيع قضيتهم، لن تنجح في تحقيق أهدافها مطلقا».
أما الفلسطيني باســل حتحت )33 عاما(، الذي يعمل محاسبا، فرأى أن المقصد من ورشــة المنامة هو الترويــج لـ«صفقة القرن» الأمريكية، واســتهداف القضية الفلســطينية. ويقول: «نحن نرفض هذه الورشــة وكل ما يرتبــط بصفقة القرن، وندعو الدول العربية إلى مقاطعتها ومنع عقدها في البحرين».
ولفت إلى أن «ورشــة المنامة تهدف إلى إغراء الفلسطينيين بالمال ليتنازلوا عن قضيتهم»، مشدداً على «أن الشــعب الفلسطيني لن يرضخ لتلك المساعي، وسيظل متمســكا بحقوقه ولن يتنــازل عن أي منها». كما أكّد أن «الشــعب الفلســطيني ســيتصدى لمخرجات مؤتمــر البحرين وكل مــا يتعلق بصفقة الســام الأمريكية المنحازة لإسرائيل».
الموقف الشعبي الفلسطيني في غزة من ورشة المنامة يبدو متناغما حدّ التماهي، حيث أيد بائع الخضروات عبد القادر أبو شعبان )64 عاما( آراء سابقيه، معربا عن اعتقاده بأن الورشة «هدفها تصفية القضية الفلسطينية».
وبالنسبة لأبو شعبان، فإن «من الضروري أن نرفض هذه الورشة التي تسعى لبيع قضيتنا التاريخية وحقوقنا والمســجد الأقصى المبارك». وعبّر عن أسفه لعقد ورشــة ترتبط بـ»صفقــة القرن» في مملكة البحرين، ومشــاركة عــدد من الدول العربية فيها. ودعا إلى ضرورة رفض ورشــة المنامــة ومقاطعتها من جميع الدول والمنظمات العربية والإسلامية، والعمل على مساندة الشعب الفلسطيني.
أم رضوان العشــي )41 عاما(، لــم يختلف رأيها أيضا حول الورشــة، وقالت: «نحن ضد مؤتمر البحرين وصفقة القرن التي تهدف للقضاء على قضيتنا، وإضاعة حقنا بمدينة القدس والمســجد الأقصى، وبالعودة لقرانا ومدننا التي هجرنا منها عام 1948».
وتابعت العشــي، وهي ربة منزل: «المطلوب من الدول العربية والإسلامية عقد مؤتمر لدعم القضية الفلســطينية، ومواجهة المخططات الإســرائيلية والأمريكية، بدلاً من الإعلان عن مشاركتها في مؤتمر البحرين».
وحسب رأيها، فإن الورشة سيكون مصيرها الفشل، لأن لا يمكن لأي فلسطيني التنازل عن حقه بالعودة أو بالقدس.
وتعتبر الفلسطينية ســلمى وحيد )36 عاما( أن ورشــة المنامة تسعى لـ«جمع أموال عربيــة وأوروبية، وتقديمها للفلســطينيين ليتنازلوا عــن حقوقهم بإقامة دولة مستقلة عاصمتها مدينة القدس وبعودة اللاجئين». وترى الموظفة الحكومية أن «الورشــة قد تنجح في جمع مليارات الــدولارات، لكن هذه الأموال وغيرها من الوعود بتحســن ظروف حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ستفشل في دفعنا لقبول صفقة القرن».
وخطة السلام الأمريكية المعروفة باسم «صفقة القرن» لم يتم الإعلان عن موعد نشــرها رســميا، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلســطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إســرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشــرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين. ومن المتوقع الإعلان عن الشق الاقتصادي من الخطة في ورشة المنامة. والــى جانب الولايات المتحدة والبحرين، أعلنت كل من الســعودية والإمارات والأمم المتحدة اعتزامها المشــاركة في ورشــة المنامة، بينما انضــم كل من العراق ولبنان إلى فلسطين في رفض المشاركة في الفعالية.
في حين أعلن مســؤول في البيــت الأبيض أن مصــر والأردن والمغرب أبلغتهم بمشــاركتها في الورشــة، وفق إعلام أمريكي، في الوقت الذي لم تعلن فيه أي من الدول الثلاث رسمياً مشاركتها.