Al-Quds Al-Arabi

إيران تؤكد إنها لن تشن حرباً على أي دولة وروسيا تدعو أمريكا لوقف التوترات

ترامب: قد نستخدم القوة العسكرية ضد طهران

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات

قال الرئيــس الإيراني حســن روحاني، أمس الثلاثاء، إن إيران لن تشن حرباً على أي دولة، فيما طلبت روسيا من الولايات المتحدة التخلــي عما وصفته بالخطط الاســتفزا­زية لنشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط.

وقال روحاني إن إيران لا تســعى للصراع وندد بالجهود الأمريكية لعزل إيران مرجحاً أن إدارة ترامب غير متمرســة في الشــؤون الدوليــة. وقــال روحانــي في كلمــة نقلها التلفزيون الرســمي على الهواء مباشــرة: «إيران لن تشــن حربا على أي دولة». وتابع أنه «رغــم كل جهود الأمريكيين فــي المنطقة ورغبتهــم في قطــع كل علاقاتنا مــع العالم أجمع ورغبتهم في إبقــاء إيران منعزلة )...( لم ينجحوا .»

وتصاعــدت المخــاوف مــن مواجهة بين إيــران والولايات المتحدة منــذ الهجوم على ناقلتي نفط قرب مضيق هرمز الاستراتيج­ي الخميــس الماضــي، والذي ألقت واشــنطن باللوم فيه على إيران.

وحذرت إيران الاثنين من أنها ســتتجاوز قريباً الحد الأقصى لكمية اليورانيوم المخصب المتاح لها تخزينها بموجــب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يهــدف إلى تقليص قدراتهــا النوويــة. ومن شــأن تجــاوز حد تخزين اليورانيوم المخصب، الذي يعد جوهر الاتفاق النــووي، أن يثير أزمة دبلوماســي­ة تجبر الموقعين الآخرين علــى الاتفاق ومنهم الصين وروسيا وقوى أوروبية على مواجهة طهران. ووصــف مجلس الأمــن القومي في البيت الأبيض بأنه «إبتزاز نووي».

ومع تصاعد الخلاف دعت كل من روســيا والصين وهما مــن الدول الموقعة على الاتفاق إلى ضبط النفس. وحذر كبير الدبلوماسي­ين الصينيــن العالم من «فتــح أبواب الجحيم» في منطقة الشرق الأوســط وندد بالضغوط الأمريكيــ­ة علــى إيــران داعياً إياهــا لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي. ودعت روسيا الولايات المتحدة إلى وقــف التصرفات التي تبدو كمحاولــة واعية لاســتفزاز إيران من أجل الحرب وحثت جميع الأطراف على ضبط النفس.

ونقلــت وكالات أنبــاء روســية عــن نائــب وزير الخارجية الروســي، ســيرجي ريابكــوف، قوله: «مــا نراه هــي محاولات أمريكية متواصلة ومستمرة لتكثيف الضغط السياســي والنفســي والاقتصادي وأيضاً العســكري على إيران بطريقة اســتفزازي­ة تماما». وأضاف «هــذه )التصرفات( لا يمكن اعتبارها أي شيء سوى نهج واع للاستفزاز من أجل الحرب».

وقلل الرئيس الأمريكــي، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، من شــأن الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان، كما قلــل أيضاً من أهمية هــذه المنطقة الاســترات­يجية بالنســبة إلى الولايات المتحدة. وقال في حديث لمجلة «تايم» إنه «حتى الآن كان الأمر محدوداً جداً». وبعد أن أكد قناعة أجهزة الاســتخبا­رات الأمريكية بأن إيران وراء الهجوم، شدد على أن المنطقة باتت اليوم أقل اســتراتيج­ية مما كانت عليه قبلا بالنسبة لواشــنطن على صعيد الطاقة. وقال «هناك دول أخرى تتزود بالنفط بشكل كبير من هــذه المنطقة». وأضاف «بالنســبة إلينا انها كميــات ضعيفة جــدا. لقد أحرزنا تقدما كبيرا حــول الطاقة في العامين ونصف الماضيين». وتابع «لم نعد في الموقع الذي كنا فيه سابقا في الشرق الأوسط.»

وردّاً على ســؤال حول ما يمكن أن يدفعه لاســتخدام القــوة العســكرية ضــد إيران قال «بالتأكيد ســأفعل ذلك بشــأن الأسلحة النووية». وأضاف بعد ســاعات على اعلان البنتاغون إرســال ألف عسكري إضافي إلى الشرق الأوسط: «بالنســبة للأمور الأخرى أترك علامة استفهام .»

وكان باتريــك شــاناهان القائــم بأعمال وزير الدفــاع الأمريكي قد أعلــن الاثنين عن نشــر نحو ألف جنــدي إضافي في الشــرق الأوســط لأغــراض وصفهــا بأنهــا دفاعية متعللا بمخــاوف من تهديــد إيراني. وتأتي الزيادة الجديدة فــي عدد الجنود بعد إعلان زيادة قدرها 1500 جندي الشــهر الماضي رداً على هجوم اســتهدف ناقلات في مايو/ أيار. وشددت واشنطن قبل ذلك العقوبات وأمرت جميع الدول والشــركات بوقف وارداتها من النفــط الإيراني وإلا ســيجري إخراجها من النظام المالي العالمي.

وأدلــى مســؤولون إيرانيــون بعــدة تصريحــات حازمة بشــأن الأمــن منها قول علي شــمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن طهران مســؤولة عن أمــن الخليج وحثــه القــوات الأمريكية علــى مغــادرة المنطقــة. وكان روحاني قد قــال الاثنين، إن انهيار الاتفــاق لن يكون في مصلحة المنطقــة أو العالم. وقــال ريباكوف إن موسكو حذرت مراراً واشنطن وحلفاءها الإقليميين من «زيادة التوترات برعونة وعدم تفكير في منطقــة ملتهبة». وفــي بكين، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحافيين إنه ينبغي على الولايات المتحدة ألا تستخدم «الضغط المبالغ فيه» عند تســوية الأمور مع إيران. وأضاف أن الصين «قلقة جداً بالقطع» إزاء الوضع في الخليــج ومع إيران ودعا كل الأطراف إلى تهدئة التوتر.

إلى ذلــك، طالبــت المستشــار­ة الألمانية أنغيلا ميركل، أمس الثلاثاء، إيران بالامتثال للاتفاق النووي، أو «تحمل العواقب». وجاء ذلك خلال مؤتمــر صحافي مشــترك عقدته ميــركل مع الرئيــس الأوكرانــ­ي فولوديمير زيلينســكي، في العاصمة برلــن. وأضافت المستشــار­ة الألمانية أنّها تتعامــل بجدّية مع الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية حول «مســؤولية» إيران عــن الهجوم الذي اســتهدف ناقلتــي نفط فــي خليــج عُمان الأسبوع الماضي. وشددت على أن ألمانيا تبذل جهودًا لتجربة كافة السبل، لإيجاد حل سلمي للخلاف )واشنطن( مع إيران، مشيرة إلى أن الزيارة التــي أجراها، مؤخراً، وزير خارجية بلادهــا هايكو ماس، إلى طهــران، كانت في إطار هذه الجهود.

ولفتت ميركل إلــى أن بلادها على اتصال وثيــق بالشــركاء الأمريكيــ­ن، وأن الوضع فــي المنطقة بات خطيــرًا، مطالبــة الجانب الإيراني على وجه الخصــوص بعدم زيادة التوتر والامتثال للاتفاقية النووية أو «تحمل العواقب».

وفي ســاق متصل، أعلنت إيــران، أمس الثلاثــاء، عن تفكيك «شــبكة جديــدة» من الجواسيس تعمل لحساب الولايات المتحدة في أوج التوتر المتزايد بين البلدين مع إعلان واشنطن إرســال تعزيزات الى المنطقة فيما حذرت روسيا والصين من التصعيد.

وأفادت وكالة الانباء الإيرانية الرســمية «ارنا» نقلاً عن مصدر قالت إنه رئيس وحدة مكافحة التجســس في وزارة الاستخبارا­ت «علــى أســاس اســتخبارا­تنا الخاصــة ومؤشــرات جمعت من داخل أجهزة أمريكية، عثرنا فــي الآونة الأخيرة علــى عملاء جدد جندهــم الأمريكيــ­ون وفككنا هذه الشــبكة الجديدة». وقالــت الوكالــة إن بعض أفراد الشــبكة التابعة للـ»ســي آي ايه» اعتقلوا وسلموا الى الســلطة القضائية فيما لا يزال يتطلب الأمر إجراء «تحقيقات إضافية» بحق آخرين بــدون اعطاء أرقام او تحديد اســم مصدرها.

وفي ما وصفته بانه «ضربة كبرى» لوكالة الاستخبارا­ت المركزية الأمريكية قالت طهران إنها نفــذت العمليــة بالتعاون مــع «حلفاء أجانب» بدون تسمية اي دولة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom