الرئيس الموريتاني يؤكد قوة وفعالية التنسيق العسكري في منطقة الساحل
قال الرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني، الرئيس الدوري لمجموعــة دول الســاحل الخمس «إن التنســيق العســكري والأمني بين دول المجموعة وشــركائها الدوليين في تحالف الســاحل يسير بفعالية وقوة».
وأكد في مقابلة خاصة مع الوكالة الموريتانية للأنباء، على أهمية قمة نواكشوط لدول الساحل وفرنسا، مبرزاً «أنها انعقدت في هذه اللحظة الدولية الفارقة، سعياً إلى تجسيد الأمن وتعزيز التنمية في دول المنطقة».
وقــال: «أشــيد بالمســتوى العملياتــي الــذي وصلت إليــه القوة المشــتركة وتصاعــد المبــادرات الداعمــة لمجموعــة دول الســاحل الخمس، ولا ســيما الائتلاف من أجل الســاحل وتحالف الســاحل والشراكة من أجل أمن واستقرار منطقة الساحل».
وأضــاف الغزواني: «نتبنى اســتراتيجية واقعيــة وطموحة في نفس الوقت، بمعنى أنه من خلال الاســتمرار في توطيد الإنجازات، فقد اعتمدت الاستراتيجية خارطة طريق من شأنها أن تمكن هياكلنا مــن الوصــول إلى مســتوى القدرات المطلــوب وتشــجيع المبادرات السياســية الدبلوماســية التي من شــأنها دعم عمل دول الســاحل الخمس».
وأكد «أن قادة دول الساحل وفرنسا اتفقوا خلال قمة «باو» على إنشــاء هذا الإطار، الذي يهدف إلى تحقيــق ديناميكية وإعطاء دفع لعمل منظمتنا من أجل تســريع أنشطتها في مجالات التنمية والأمن «، مضيفــاً «أنه رغم أن هيــكل هذا الإطار ما زال يأخذ شــكله، ولكن المؤشرات الإيجابية لعمله بدأت تلمس على أرض الواقع».
وأوضح الرئيس الموريتاني «أنه من المهم الإشارة إلى أن التنسيق يلعــب دوراً حاســماً في مكافحــة الإرهاب، خاصــة وأن العديد من المراقبين يعتقدون أن الإرهابيين في مختلف المناطق ينسقون بشكل أفضــل من الدول التــي تحاربهــم، وتبقى الحقيقــة أن الحرب على الإرهاب هي صراع طويل الأمد، ولا يمكن أن تظهر نتائجه بين عشية وضحاها».
وتحــدث عــن خريطة طريــق قمة «بــاو» فأوضح «أنها تتأســس حول أربع ركائز في مجالي الأمن والتنمية» مبرزاً «أن تنفيذها شهد تقدماً كبيراً، حيث تم تعزيز قدرات المناورة للقوة المشــتركة وقوات الدفــاع والأمن الوطنية للدول الأعضاء في مجموعة الســاحل، كما ترســخ دعم عودة ســلطة الدولة إلى بعض المناطق الحساسة، وبدأ إصــاح الأمانة التنفيذية لمجموعة دول الســاحل وتعبئة الشــركاء حــول قضايا التنمية في منطقة الســاحل، وهــذه كلها أمور لا يمكن الاستهانة بها»، حسب تعبير الرئيس الغزواني.
وعــن الآفاق الجديــدة التي تنفتــح أمام مجموعة دول الســاحل في ضوء ما يســميه البعض بنظام عالمــي جديد، قال «إن الأزمة غير المســبوقة المرتبطة بجائحة كورونا أظهرت مدى الترابط بين العالم اليــوم، ونحن ندرك أنه مــن المفروض على المجتمــع الدولي أن يعزز ويطــور آليــات المســاعدة والتضامن لأجــزاء من العالــم في خضم الأزمــات الكبرى، كمــا هو الحال بالنســبة لمجموعة دول الســاحل الخمس وليبيا».
وقال: «يجب على مجموعة دول الســاحل اســتخلاص الدروس مــن الآثــار الســلبية للجائحــة ووضــع الأســس لاقتصاداتها على أســاس التكامل والاكتفاء الذاتي فــي مجالات المنتجات والخدمات الأولية»، مشــدداً التأكيد على «أنه ســيكون لمنطقة الساحل مكانها، في النظام العالمي لما بعد جائحة كورونا».