Al-Quds Al-Arabi

ما تبقى من تماسك القوى الوطنية المناهضة لسياساتها

-

وفي مطلع العام 2018 أي بعد هروب فلول النظام السابق من قبضة الانقلابيي­ن الحوثيين بصنعاء بعد إعدامهم للرئيس السابق علي عبدالله صالح، احتضت أبو ظبي نجل شقيق صالح وهو العميد طارق محمد عبدالله صالح، في عدن ووفرت له الآليات العسكرية الحديثة والامكانيا­ت المادية الضخمة لاستقطاب بقايا العسكريين التابعين للحرس الجمهوري الذي كان مواليا لعائلة صالح، وسلّمته الساحل الغربي لمحافظة تعز، الذي يضم مدينة وميناء المخا التاريخي، ومنها يمتد للتغلغل في أعماق الريفي التعزي لمحاصرة مدينة تعز من جهة الجنوب وهو المتتفس الوحيد للمدينة حاليا منذ ان حاصرتها مليشيا الحوثي في ربيع 2015.

وقال مصدر عسكري لـ«القدس العربي» في تعز، فضّل عدم الكشف عن هويته أن طارق صالح اتخذ من مدينة المخا منطلقا للاجهاز على ما تبقى من صمود محافظة تعز أمام التمدد الحوثي، ومحاولة تركيعها للسياسات الإماراتية في اليمن، من خلال السيطرة على ميناء المخا لعزلها عن مدينة تعز حتى لا تستفيد منها تجاريا في وجه الحصار الحوثي، كما انه استخدمها للتسرب والنفوذ إلى أعماق الريف الجنوبي لمحافظة تعز وهو ما يعرف بمنطقة الحجرية ومركزها مدينة التّربة.

وأوضح أن «الأنشطة والتحركات العسكرية التابعة للعميد طارق صالح خرجت عن إطار مدينة المخا وبدأت مؤخرا بالتحرك في محيط مدينة التربة عبر أدواتها هناك وفي الريف الجنوبي الممتد من مدينة التربة إلى مدينة تعز، والتي يحاول طارق صالح الانتقام لنظام عمه الراحل صالح، الذي يعتقد أن محافظة تعز كانت المحرك والوقود لثورة 2011 التي أطاحت بسلطته».

وقال إن «طارق صالح عمل منذ أكثر من سنتين على التغلغل التدريجي في الريف الجنوبي لتعز، بتسهيلات عسكرية وأمنية من قبل بعض القيادات العسكرية والسياسية المحلية في تعز التي تمكنت دولة الإمارات من استمالتهم اليها وشراء ولاءاتهم خلال السنوات الماضية، وذلك عبر عدة وسائل، وفي مقدمتها تسكين أكثر من 1200 من العسكريين التابعين له في هذه المناطق الريفية والذين ينتمون جميعهم إلى مناطق الشمال الزيدي المحسوب الموالين لجماعة الحوثي وفي نفس الوقت يعملون لصالح الإمارات.»

وتعد محافظة تعز، وفقا للعديد من المتابعين، المخزون السياسي والعقل المدبّر للسياسات العامة في كل أرجاء اليمن، وبالتالي ينبع استهدافها إماراتيا من محاولة تحطيم ما تبقى من المقومات الراهنة للحكومة الشرعية وللتماسك الوطني الذي يحاول إخراج اليمن من محنته الراهنة، في سبيل الرغبة الإماراتية الجامحة للسيطرة على مقدرات اليمن على طول الشريط الساحلي والجزر اليمنية وإبقائه ضعيفا والذي يواكب أيضا هوى في نفوس الأسرة الحاكمة في الرياض التي تعتقد سياسيا أن «قوتها مرهون بضعف اليمن» حيث ترى أن قوة اليمن، فيما لو حصل، سيكون على حساب الهيمنة السعودية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom