Al-Quds Al-Arabi

شريط سبايك لي الجديد»دا 5 بلودز»: عندما تبدأ حربا فلن تغادرها أبدا

-

الذي يعكس الصراع النفسي وعدم الوصول إلى الخلاص بعد. إنها محاولة من المخرج لصنع حركة عفوية قـد تقترب مـن عدم الاكتراث بالنص أو بالكاميرا وحركتها. المهم أن يسير الجميع نحو قدر غير متوقّع كان له وقع أشد من وقع الحرب، فالأب أنكر ابنه في تذكير بامتداد الأزمة بين جيل الآباء والأبناء، وانشقّ بول عن رفاقه، وذهب وحيدا ليجد خلاصه في الموت، وحيدا وسط قبر حفره بنفسه، في استرجاع مؤلم لطريقة معتادة لإعدام الخصوم في الحرب. إن ميزة الفيلم هي وسيلته الفريدة في إعادة من كان يجب أن يمـوت، إلى أرض المعركة وكأنّه يقول: لم ندفع ثمن الخطأ بعد، هي أشياء أكّدها لِي خلال مشاهد كثيرة، رغم دنو أسلوبه أحيانا من المباشرة على غير عادته. يُعيد الحياة لحرب فيتنام، بطرح جديد يتجاوز فيه نجاحاته في أفلام مماثلة، عبر منجز عظيم عن سينما السود بدأ بـ«إفعل ما هو صواب» (1989( وصولا إلى «بلاكككلنزم­ن» (2018(. ينجح في ربط الماضي بالحاضر عبر فتح ذاكرة الأحـداث، والانفراد بقصّة عن مشاركة الجنود من أصول أفريقية في حرب فيتنام، وهو أمر نادر الحدوث. العلاقة بالماضي تتم عبر السينما نفسها، يطلّ علينا فيلم «القيامة الآن» لفرانسيس فورد كوبولا، من خلال حانة تحمل اسم وملصق الفيلم، ومن خلال احتفاء خاص بعبقرية تصوير مشاهد طائرات الهيلوكوبت­ر، كما يوجه التحية أيضا لفيلم «فصيلة» لأوليفر ستون في تصوير عبثية المـوت في حرب لا تلزم أحدا غير السياسيين.

لا يتبنى الفيلم في نهايته، تصورا متفهما للحرب، ولا يقدّم إشارات عن نية تصحيحية، بل هو العذاب الـذي يستمر في استيطان الخيال، ويستمر في تشكيل وعي أجيال شاركت في الحرب. هكذا يباغتنا الفيلم في نهايته ويقوض أي افتراضات تنهي الأزمة النفسية التي ما زالت تلاحق الفرد الأمريكي وستستمرّ في المستقبل.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom