Al-Quds Al-Arabi

سقوط أكثر من 50 قتيلاً في معارك بين قوات النظام وتنظيم «الدولة» وسط سوريا

السجن 30 عاماً لجهادي فرنسي... وزوجة بريطاني تطالب فصيلاً متشدداً في سوريا بالإفراج عنه

-

■ عواصــم - أف ب:قتل أكثر من 50 عنصراً من قــوات النظــام وتنظيــم «الدولــة» خلال الســاعات الـ48 الماضية في اشــتباكات عنيفة تخللتها غارات روســية في البادية الســورية، وفق ما أفاد المرصد الســوري لحقوق الإنسان. وشــنّ تنظيم «الدولة»، حســب المصدر نفسه، ليل الخميــس الجمعة هجوماً على مواقع لقوات النظام في محيط مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي اندلعت إثره اشتباكات لا تزال مستمرة بين الطرفــن. وتدخلــت الطائــرات الحربية الروسية دعماً للقوات الحكومية.

وأفاد المرصد عــن مقتل 31 مقاتلاً من التنظيم المتطرف جــراء الاشــتباك­ات والغــارات، كما أودت المعــارك بحيــاة 20 عنصــراً مــن قوات النظام والمســلحي­ن الموالين لهــا. ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شــرق سوريا قبل أكثر من عــام، لا يزال التنظيم ينتشــر فــي البادية السورية المترامية الأطراف والتي تمتد من ريف حمص الشــرقي وصولاً إلى الحــدود العراقية. ويشــن عناصر تنظيم «الدولة» الإسلامية بين الحين والآخر هجمــات على مواقع قوات النظام في المنطقة، تســتهدف أحياناً منشـــآت للنفط والـغاز.

حكم على جهادي

وفــي التاســع مــن نيســان/أبريل، قتل 27 عنصراً من قوات النظام والمســلحي­ن الموالين له خلال اشــتباكات مع التنظيم الذي شنّ هجوماً مباغتــاً على نقاط عســكرية في باديــة مدينة السخنة. وتزامنت المواجهات مع ضربات جوية نفذتها طائرات روسية على محاور القتال. وفي منتصف أيار/مايو، أفاد المرصد أن التنظيم أعدم 11 عنصراً من قــوات النظام رميــاً بالرصاص في شــرق البــاد. ويؤكــد محللــون وخبراء عســكريون أن القضاء على «الخلافة» لا يعني أن خطر التنظيم قد زال مــع قدرته على تحريك عناصــر متوراية عن الأنظار فــي المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية. وغالباً ما ينفّذ هــؤلاء عمليات خطــف ووضع عبوات

واغتيــالا­ت وهجمــات انتحارية تطــال أهدافاً مدنية وعسكرية في آن، وتستهدف بشكل شبه يومي أيضاً عناصر قوات سوريا الديموقراط­ية في شرق دير الزور.

حكمــت محكمــة فــي باريس الجمعــة على الجهادي الفرنســي تايلر فيلــوس، أحد أمراء تنظيم «الدولة» الإسلامية وقطب شبكة الإرهاب الفرنسية، بالســجن لمدة 30 عاماً، بعدما أدانته بارتكاب جرائم في ســوريا بــن العامين 2013 و2015 .

وقــال رئيس محكمة النقــض مخاطباً المدان إنّ محكمــة الجنايات «قــرّرت أن لا تحكم عليك بالســجن المؤبّد، وهــو أمــر كان بمقدورها أن تفعله»، بعدما وجدتــه مذنباً بكلّ التّهم الموجّهة إليه، بما فيها إعدام أسيرين. وأضاف أنّ المحكمة قرّرت تخفيف العقوبة إلى السجن لمدة 30 عاماً لأنّها أرادت أن «تترك لك بصيص أمل كي تتمكّن من أن تتغيّر إلــى الأفضل». وأوضح القاضي أنّ المدان يجــب أن يقضي ثلثي مــدّة العقوبة على الأقلّ خلف القضبان، أي أنّه لن يســتفيد من أيّ إطلاق سراح مشروط قبل أن يمضي 20 سنة في السجن على الأقلّ.

وبعدما أكد أن موقف المتهم لكن يكن مشجعا، أشار رئيس المحكمة لوران رافيو إلى أنه «اعترف بنقطة مهمة جدا» في نهايــة المطاف برغبته في «المــوت وهو يقاتل» عندما غادر ســوريا صيف 2015. ورأى القاضــي في هــذا الاعتراف بداية تغييــر، داعياً الجهادي إلــى أن يدرك «الطريقة المختلفــة لإحقــاق العدل فــي جمهوريــة مثل جمهوريتنــ­ا وتلك التي جرت في الشــدادة في نيسان/ابريل 2015 .»

دعوة للإفراج عن آخر

وفي هذه المدينة الواقعة في شــرق سوريا، شــارك تيلر فيلوس الذي كان عضواً في تنظيم «الدولة» فــي إعــدام ســجينين برصاصة في الرأس. وقد ظهر ووجهه مكشــوف وهو يحمل جهاز لاسلكي ومسدس رشاش، على بعد مترين عن الســجينين. وأدين بهذه الجريمــة التي لم يعترف بتورطه فيها، مؤكــداً أنه كان في الموقع صدفــة «عند مغادرتــه المســجد». لكن محضر الاتهام يفيد بأن تيلر فيلوس كان يمارس «مهامه كشــرطي» بصفته أحد «أفراد الوحــدة المكلفة تنفيذ العقوبات ومن المنطقي أن يكون في موقع تنفيذ حكم الإعدام .»

وفيلوس هو أحد أوائل الجهاديين الفرنسيين الذين غــادروا بلدهم إلى ســوريا التي وصلها للمــرة الأولى فــي نهايــة 2012، كمــا أنّه أحد الجهاديين الفرنســيي­ن القلائل الذيــن لم يلقوا مصرعهم وعادوا إلى بلدهم.

من جهــة أخرى دعت زوجة شــخص يعرّف عن نفســه بأنه عامل إغاثة جُرّد من جنســيته البريطانية، الى إطلاق ســراحه بعدما اعتقلته هيئة تحرير الشــام في إدلــب. واعتقلت هيئة تحرير الشام )النصرة ســابقاً( والتي تسيطر على نحو نصف مســاحة محافظة إدلب )شمال غربي سوريا( توقير شــريف )33 عاما( في 22 حزيران/يونيو، حسب داعميه.

وقالت زوجته راكيل هايدن بســت من بلدة اطمة قــرب الحــدود التركية «لــم تبلغنا هيئة تحرير الشــام بشــيء ولا حتى التهــم» ضده، مضيفة أنها تعمل جاهدة للحصول عن معلومات بشــأن اعتقاله. وسألت «سمعنا بأنه بريء. إذا كان بريئــاً، فلماذا تحتجزونه في الســجن؟». ووصل شــريف البريطاني المولــد والمتحدّر من أصول باكستانية إلى ســوريا في 2012، حسب منظمة «تطورات حية من ســوريا» التي أسسها مع زوجته. وجرّدته بريطانيا من الجنسية عام 2017 متهمة إياه بالارتبــا­ط بجماعة على صلة بتنظيم القاعدة لم تحددها، حسب وسائل إعلام بريطانية. لكن شريف نفى التهم.

ولم تعلّــق هيئة تحرير الشــام على اعتقال شــريف الذي يتزامن مع ارتفاع منسوب التوتر بــن المجموعة وغيرها من الفصائــل المقاتلة في منطقة إدلــب. وأفاد المرصد الســوري لحقوق الإنســان أن شــريف اعتقل على خلفية علاقته المشــبوهة بفصائل إسلامية منافســة. وجنّب اتفاق هش لوقف إطلاق النــار منذ آذار/مارس إدلب من التعرّض لعملية عسكرية يشنّها النظام السوري بدعم من موسكو. ويقطن المنطقة نحو ثلاثة ملايين شخص، نزح معظمهم جرّاء الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في سوريا ويعتمدون على المساعدات الإنسانية.

 ??  ?? راكيل هايدن زوجة الجهادي
راكيل هايدن زوجة الجهادي

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom