Al-Quds Al-Arabi

«أويل برايس»: السعودية تتنمر على أعضاء في أوبك وتهدد بحرب أسعار ثانية للنفط

-

قالت إيرينا سلاف في موقع «أويل برايس» إن السعودية تقوم بالتنمر على أعضاء في منظمة الدولة المنتجة والمصدرة للنفط )أوبــك( في محاولة منها لإخضاعهم: «في البداية قالوها باللين: إمضوا معنا وخفضوا من حصتكم وإلا عانيتم من أســعار النفط المنخفضة. وبعد ذلك ضغطوا وقالوا: ابدأوا بخفض عميــق للإنتاج وإلا. والآن ظهر أمر آخر أن «إلا» كانت تعني حرب أسعار نفط جديدة».

ففي بداية الأســبوع نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً قالت فيه إن وزير النفط السعودي عبد العزيز بن سعود هدد نيجيريا وأنغولا والعراق بحرب أســعار نفط جديدة حالة لم تلتزم بخفض الإنتاج. وحسب وفود إلى أوبك فقد كان التهديد واضحا أن استمرارهم بالإنتاج فوق الحد المسموح به يعني أن السعودية ستبدأ ببيع نفطها الخام بسعر مخفض في أسواق هذه الدول الرئيســية. وفي عبارة تذكّر بمسلسلات الجريمة الشهيرة أخبر عبد العزيز بن سلمان آل سعود وفدي أنغولا ونيجيريا «نعرف من هم زبائنكم».

وانخفض إنتاج منظمة أوبك لأدنى حد منذ 30 عاماً وبمســتوى 22.69 مليــون برميل في اليوم. لكن أنغولا ونيجيريا والعراق لم تلتزما بالحصة المخصصة لها، وحقق العراق التزاما بنسبة 70 أما نيجيريا فقد وصلت إلى 77 وأنغولا إلى 83 ولم يكن هذا كافياً. ومن المفهوم أن الســعودية لم تعد تحتمل لأنها وافقــت على خفض عميق لإنتاجها، فقد تطوعت لخفــض مليون برميل في اليوم إلى جانــب مليوني برميل وافقت على تخفيضها مما يعنــي أنها تتحمل الجزء الأكبر من خفض الإنتاج لأوبك بنســبة 9.7 مليون برميل في اليوم. والتزمت السعودية بهذا، ففي الشهر الماضي ضخت السعودية 7.53 مليــون برميل في اليوم، مع أنها وضعــت حصة 8.5 مليون برميل في اليوم مثل روســيا التي كانت بطيئة للالتزام بالحصة المخصصة لها.

وحاول الســعوديو­ن ما بوســعهم دعم أســعار النفط التي ظلت ضعيفة وهو ما أثار إحباط المنتجين الذين اتســموا بالصبر. وكان سعر خام برنت 55 دولاراً في بداية آذار/مارس، أي قبل أيام من إعلان السعودية حرب أسعار على روسيا التي رفضت الموافقة على اســتمرار جولة خفض الإنتاج، بشــكل أدى إلى انخفاض سعر خام برنت إلى أقل من 35 دولارًا للبرميل. وبعد انخفاض آخر في نيسان/إبريل بســبب حالات الإغلاق العام لمواجهة فيروس كورونا استعاد خام برنت جزءًا من قيمته ووصل البرميل إلى 40 دولاراً. ولو نفذت السعودية تهديدها فسيخفض سعر خام برنت وويست تكساس المتوسط.

وترى الكاتبــة أن التهديد يظل نظرياً، وربما كان كافياً لدفع العراق ونيجيريا وأنغولا لتصحيح مســارها، ولو حدث يمكن للســعودية أن تبيع النفط بأســعار مخفضة لأن لديها نفطاً أكثر. ولكن ماذا لو رفضت هذه الدول المتخلفة الإلتزام؟ والجواب أننا ســنواجه انهيارا جديدا في الأسعار وربما كان أسوأ من الانهيار الأول. وربما جاء وسط تزايد مخاوف من موجة جديدة لفيروس كورونا. وفي الوقت نفســه لا يزال الطلــب متدنياً رغم وجود بعض الأدلة على انتعاش في انتاج البنزين في الولايات المتحدة. ولكن المحللين يحذرون من تردد الناس حول العالم بالتنقل والســفر مما يعني تراجعاً في الطلب العالمي على النفط. ولو قررت الســعودية وفي هذا المناخ تنفيذ تهديدها فســتنخفض الأسعار بشكل حاد. ولا أحد يعرف مدى ما ستنخفض إليه الأســعار، ولكن تحركا كهذا لن يفيد أحدا، بما فيها السعودية. وربما استطاعت السعودية زيادة الصادرات لإضعاف الأســواق للنفط العراقي والنيجيري والأنغولي في الصين والهند، ولكنها لا تستطيع مواصلة هذا لوقت طويل، فلديها عجز تجب معالجته. وربما فعلت هذا لفترة قصيرة كي ترســل الرسالة، وبعدها تواصل نيجيريا والعراق وأنغولا عدم الإلتزام لأن الســعودية ليس لديها ما تعملــه لكي توقفها. وليس هذا كل الأمر. فقد قال وزير الطاقة الروسي هذا الأسبوع أنه لا توجد نقاشات مع أوبك+ لمواصلة التخفيض العميق بعد نهاية تموز/يوليو. وحسب الإتفاقية فســيتم تخفيف التخفيض من 9.7 مليون برميل في اليوم إلى 7.7 مليون برميل في اليوم. ولا نزال في بداية الشهر. وربما قدم الســعوديو­ن مقترحا جديدا لتمديد التخفيض لأن أسعار النفط لا تزال رخيصة. وسنواجه دراما جديدة في أوبك+، وفي حالة نفد صبر السعوديين، ستكون هناك حرب أسعار جديدة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom