Al-Quds Al-Arabi

الرئيس الجزائري يحذر من انزلاق الأزمة الليبية إلى النموذج الصومالي

-

الجزائر- د ب أ: حذر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، من انزلاق الأزمة الليبية إلى النموذج الصومالي إن استمر الاقتتال الداخلي، مجدداً استعداد بلاده لاستضافة الحوار بين الفرقاء الليبيين.

وقال، في مقابلة: "الأمور في ليبيا قد تنزلق إلى ما يتجاوز النموذج الســوري أو ما يحدث في سورية حالياً، إذا لم يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ووضع أسس لإعادة بناء الدولة على أسس الشرعية الشعبية". وأضاف: "نفس الفاعلين ونفسهم والمناهج نفسها المتبعة في ســوريا موجودة في ليبيا، ومن حسن الحظ أن القبائــل تحلــت بالحكمة عكس ما يظنــه الكثيرون، المرتزقة هــم من ارتكبوا الانتهاكات". وتابــع الرئيس الجزائري قائلاً: "لقد طفح الكيل، والقبائل ســتبدأ بالدفاع عن نفســها وتســليح نفســها، وحينها لن يكون الحديــث عن النموذج الســوري بل النموذج الصومالي، ولا يمكن لأحد فعل أي شيء.... البلد يمكن أن يتحول إلى ملاذ للإرهابيين والجميع سيرسل إرهابيه إلى ليبيا حتى يطهر بلده".

وذكر تبون أن الجزائر تقف على مســافة واحدة من جميــع الفرقاء في ليبيا، مشيراً إلى أن رؤية بلاده لحل الأزمة الليبية تتوافق مع فرنسا وإيطاليا، وأن الكر والفر بين الجيوش ليس هو الحل النهائي.

واســتطرد بالقول: "الحــل النهائي يتطلب استشــارة الشــعب الليبي من خلال تنظيماته كالقبائل مثلاً، وتنظيم الانتخابات لمؤسســات تضم كل مكونات الشــعب الليبــي.... إذا طلبوا منا، فالجزائر على اســتعداد لاســتضافة الحوار الليبــي- الليبي". وقد نفى الرئيس الجزائري خــال المقابلة أن يكون في بلاده أي نوع من أنواع التضييق على الحريات، مشــيراً بالقــول: "ليس هناك تضييق على حرية التعبير في الجزائر بل على ســلوكيات الشتم والتحريض التي يعاقب عليها القانون".وأوضح تبون أنه مستعد للعفو عن قائمة جديدة من المساجين في بلاده، قائلاً: "كلما استحق الأمر يمكن أن أعفو عن آخرين".

وأضــاف في حواره: "كرئيس للجمهورية ســأطبق صلاحياتــي فيما يتعلق بالعفو عن المساجين كلما كان ذلك ضرورياً".

وعــن العلاقات مع المغــرب، قال الرئيــس الجزائري: "نرحب بــأي مبادرة لتحســن العلاقات الجزائرية المغربية"، رافضاً الرد بالسلب ولا بالإيجاب عما تم تداوله مؤخراً حول إنشاء قواعد عسكرية جزائرية على الحدود مع المغرب.

وفــي هذا الصدد، قال الرئيس الجزائري: "لن أؤكد ولن أنفي شــروع الجزائر في بناء قواعد عســكرية قبالــة الحدود المغربية"، مردفاً: "ليس لدينا أي مشــكل مع شــعب المغرب الشــقيق ولا مع الملك، بل هناك في المغرب من لديهم مشــكل مع الجزائر". ونوه تبون إلى أن اعتذار فرنســا عن جرائمها الاستعماري­ة في الجزائر

سيساهم في تلطيف العلاقات بين البلدين.

كما أبدى ارتياحه من التعامل مع نظيره الفرنسي، مشيراً بالقول: "مع الرئيس ماكرون يمكــن التقدم كثيراً في ملف الذاكرة"، في إشــارة منه لاعتراف فرنســا بجرائمها الاستعماري­ة ببلاده بحسب ما تطالب به الجزائر منذ سنوات.

وأكد تبون في الحوار أنــه "يتم التحضير لزيارة إلى فرنســا وأخرى مماثلة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر لولا أجندتنا المكثفة".

كما نفى دعمه العهدة الخامسة التي ترشح فيها المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، مشيراً بالقول: "اســتغربت حينما تم ترشيحه لأنني كنت على اطلاع على وضعه الصحي الذي لم يكن يســمح له بقيادة البلاد ولم أدعم بأي شكل من الأشكال تلك العهدة، وقتها كنت في بيتي".

وقد لّمح لإجراء الاســتفتا­ء على تعديل الدســتور الذي تم طرح مسودته قبل فترة علــى الأحزاب والمجتمع المدني، مع الدخول الاجتماعي الذي تشــهده البلاد بين شهري أيلول/ســبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر المقبلين. وفي هذا السياق، قال الرئيس الجزائري: "نتوقع استفتاء تعديل الدستور بين أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبــر"، وواصــل تبون: "نتوجه نحو نظام شــبه رئاســي بصلاحيات واسعة للبرلمان وغلق المنافذ أمام الحكم الفردي".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom