Al-Quds Al-Arabi

البرلمان الإيراني يستهجن اتفاقا طويل الأمد محتملا مع الصين ويطالب بمساءلة روحاني

حرائق جديدة في محطات طاقة وإسرائيل تنفي ضلوعها في حريق نطنز

- لندن- «القدس العربي»-وكالات:

أعلــن وزير الخارجيــة الإيرانــي محمد جواد ظريف، أمس الأحد، في خطاب أمام النواب وســط صيحــات اســتهجان، أن إيران تبحــث مع الصين في اتفاق شراكة اســتراتيج­ية لفترة طويلة، وهذا «ليس سراً». وقال ظريف: «بثقة واقتناع، نتفاوض مع الصين بشــأن اتفاق اســتراتيج­ي لـ 25 سنة» يتعلق باســتثمار­ات في قطاعات مختلفة. والصين أول شــريك تجاري لإيــران، وكانت مــن الزبائن الرئيسيين لشــراء النفط الإيراني قبل إعادة فرض واشــنطن عقوبات على قطــاع الطاقــة الإيراني تســببت بخفض صادرات النفط الإيراني إلى حد كبير.

مساءلة الرئيس

ومنــذ أيام، يــدور جدل على مواقــع التواصل الاجتماعــ­ي الإيرانية بعــد تصريحــات أدلى بها فــي 27 حزيران/يونيو الرئيس الســابق محمود أحمدي نجاد للتنديــد بالمفاوضات الجارية «لإبرام اتفاق جديد مع بلد أجنبي لمدة 25 سنة»، بدون علم الشعب على قوله.

وقال ظريف أمام النواب «لا شــيء ســرياً» في المفاوضــا­ت الجارية مع بكين، وســيتم إطلاع الأمة «عند التوصل إلى اتفاق». وأضــاف أنه أعلن هذه المباحثات في كانون الثاني/يناير 2016 خلال زيارة للرئيس الصيني شي جينبينغ لطهران. وفي بيان مشــترك، تعهد البلدان التفــاوض «لإيجاد اتفاق تعاون موسع على 25 سنة» ينص على «استثمارات متبادلــة» فــي مختلف القطاعــات، مثــل «النقل والموانئ والطاقة والصناعة والخدمات».

وأعلن المرشــد الأعلــى الإيراني آيــة الله علي خامنئي، أن «إيران حكومة وشعباً، تسعى كما تفعل دائماً لتوسيع علاقاتها مع الدول المستقلة والموثوق بها كالصين»، معتبراً أن المشروع الصيني-الإيراني «صائــب وحكيــم تمامــاً» ووصفه بأنه «شــراكة استراتيجية شاملة». وينتقد المحافظ أحمدي نجاد، بانتظام، حكومــة خلفه المعتدل حســن روحاني. وتعرض ظريف لصيحات اســتهجان خلال إلقائه أول خطاب أمام النواب منذ تولي مجلس الشورى الجديد مهامه نهايــة أيار/مايو في ضوء انتخابات تشريعية جرت في شباط/فبراير.

ويهيمــن المحافظــو­ن علــى البرلمــان الجديد، وكانوا قد احتجوا بشدة مراراً على الاتفاق الدولي حول النــووي الإيراني الذي أبرمه ظريف باســم الجمهورية الإســامية في عــام 2015 وبات مهدداً بالانهيار منذ انسحاب الولايات المتحدة منه أحادياً في عام 2018 قبــل أن تفرض عقوبــات اقتصادية قاسية على طهران.

وفي ســياق آخر، اتهم ظريف الولايات المتحدة الأمريكية بممارســة الضغط علــى أصدقاء بلاده واســتهداف مصالحها في المنطقة. وقال ظريف، في كلمة أمام البرلمان الإيراني، صباح الأحد، إن بلاده تتمتــع بعلاقات جيــدة للغاية مع تركيا وروســيا وأذربيجــا­ن والعراق وباكســتان. واعتبر الوزير الإيراني أن «الولايــات المتحدة تريد فرض الحرب الاقتصادية وتمارس الضغط علــى أصدقاء إيران وتستهدف مصالحها في المنطقة .»

المزيد من الحرائق

وقدم 200 نائب في مجلس الشــورى الإسلامي الإيراني مشــروع قرار للهيئة الرئاســية بالمجلس لمســاءلة رئيس الجمهورية حســن روحاني حول الأوضاع الاقتصادية فــي البلاد والاتفاق النووي. ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، أمس الأحد، عن النائب علي خضريــان، في تصريح له، أن عدد النواب الموقعين على مشروع القرار لمساءلة رئيس الجمهورية بلغ 200 نائب. ويتضمن مشروع القرار أســئلة حول 5 محاور يســتلزم الرد عليها من قبل رئيــس الجمهورية فــي اجتماع لمجلس الشــورى الإســامي في أقرب فرصة ممكنة. وقال روحاني، الذي تنتهي ولايتــه كرئيس فــي أيار/مايو العام المقبل، إن العقوبات الأمريكيــ­ة المتعلقة بالبرنامج حمد جواد ظريف النووي الإيراني ووباء فيروس كورونا المســتجد في العالم وراء الأزمة الاقتصادية.

وذكــرت وســائل إعــام رســمية إيرانية أن حريقاً شب، الســبت، في محطة للطاقة في جنوب غــرب البلاد، وهــو الأحدث في سلســلة الحرائق والانفجارا­ت التي أصاب بعضها مواقع حساســة. وقــال مصطفى رجبي مشــهدي، المتحدث باســم شــركة تافانير للطاقة التي تديرهــا الدولة لوكالة تســنيم للأنباء، إن رجال الإطفاء أخمدوا الحريق الذي عطــل محولاً فــي محطة الطاقــة الموجودة

بمدينة الأهواز. وأضاف أن التيــار الكهربائي عاد بعد انقطــاع جزئي. ووقعت حوادث أخرى في عدة مرافق بأنحاء البلاد في الآونة الأخيرة.

وذكرت وكالة العمال الإيرانيــ­ة للأنباء )إيلنا( شبه الرسمية أن تسرباً لغاز الكلور حدث في وحدة بمصنع كارون للبتروكيما­ويــات بالقرب من ميناء الإمام الخميني على الخليج اليوم السبت، ما تسبب في إصابة العشــرات. وقال المتحدث باسم المصنع، مسعود شابانلو، للوكالة: «في هذا الحادث، عانى 70 شــخصاً كانوا قريبين مــن الوحدة من إصابات طفيفة )بسبب استنشــاق غاز الكلور( ونقلوا إلى المستشــفى بمســاعدة رجال الإنقاذ». وأضاف أن جميع المصابين ما عدا اثنين خرجوا من المستشفى.

والخميس الماضي، اندلع حريق في منشأة نطنز النووية، لكن المسؤولين قالوا إن العمليات لم تتأثر.

وأشار مســؤول ســابق إلى أن حادث نطنز قد يكــون محاولة لتخريــب العمل فــي المحطة التي تشارك في أنشطة تنتهك الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.

وفي هذا الســياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بينــي غانتس، أمــس الأحــد، إن بــاده لا تقف «بالضرورة» وراء كل حادثة غامضة تقع في إيران، في إشــارة إلى حريق في منشــأة نطنز. وتعهدت إســرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النوويــة الوحيدة في المنطقــة، بألّا تســمح أبداً

لإيران بامتلاك أســلحة نووية، قائلــة إن طهران تدعو لتدمير إسرائيل. وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي سلمي.

ومحطة نطنز لتخصيــب الوقود تحت الأرض، إحدى المنشــآت الرئيســية في برنامــج تخصيب اليورانيــ­وم الإيرانــي وواحدة من عدة منشــآت إيرانيــة يراقبها مفتشــو الوكالــة الدولية للطاقة الذرية التابعة لــأمم المتحدة. واحترقت أجزاء من المبنى المكون من طابــق واحد يوم الخميس. ولدى ســؤال غانتس عمــا إذا كانت إســرائيل لها صلة «بالانفجارا­ت الغامضة» في مواقع نووية إيرانية، رد بالقــول: «ليس كل واقعة تحدث فــي إيران لها صلة بالضــرورة بنا». وأضاف لراديو إســرائيل: «كل تلك الأنظمة معقدة، ولها قيود ســامة مرتفعة المعايير للغاية، ولســت واثقاً من أنهم يعلمون على الدوام كيف يلتزمون بها.»

وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين أدلوا بتصريحات لرويترز إنهم يعتقدون أن تخريبــاً إلكترونياً عبر الإنترنت وقع في نطنــز، لكنهم لم يقدموا أدلة على ذلك. وقال اثنان إن إسرائيل ربما تقف وراء الأمر.

وتناول مقال نشــرته وكالة أنبــاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما وصفته باحتمال قيام أعداء مثل إســرائيل والولايات المتحدة بأعمال تخريب، على الرغم من أنه لم يصــل إلى حد اتهام أي منهما بشكل مباشر.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom