Al-Quds Al-Arabi

الأغوار بعد ضمها

-

كنت أتمنــى، ومن قلبي علــى الزملاء في محطة «رؤيــا» الأردنية تجنب تحفيز ذاكرة سياســيين متقاعدين يصــرون على البقاء على محطة إستفزاز الناس وبدون مبرر.

طبعا من حق شخصية من وزن الدكتور فايز طراونة - شفاه الله وعافــاه - أن يدلي برأيه، خصوصا بعد غياب يــراه البعض حميدا عن مواقع القرار لعدة سنوات.

لكــن شــريطة أن لا يتبــع هــدي الطريقة الســعودية فــي «تفهم» الاحتلال والعزلة على الشقيق الفلسطيني.

يقول الطراونة أثناء ملاحقة المذيع النشــط محمد الخالدي له إن «الأغوار»، التي تريد إسرائيل ضمها «فلسطينية وليست أردنية»، ثم يسأل: شو دخل الأردن؟!

طرح الســؤال الأخير، بعد مقدمة تقول «كبرها بتكبر... وصغرها بتصغر»، وعبارة «مفيش خطر على الأردن».

مــن قمة الهرم إلى أدناه في الأردن يصــرح الجميع، بدون مواربة أن مسألة «الضم» أردنية بامتياز، لكن صاحبنا له رأي مختلف، كنا نتمنــى أن لا تتــاح له ظرفيا فرصة العرض على شاشــة واضح أنها تتحرش وتناكف.

علــى كل حال هــذا تماما مــا قصدنــاه عندما طالبنــا المفاوضين ســابقا وبعض المثقفين العرب ورموز «الاعتــدال العربي» على الأقل بـ«الصمت» والتوقف عند سلوكهم في «تغليف» الغبار الإسرائيلي .

بصراحة كنت أفضل أن لا يتحدث دولة الأخ بما تحدث به ويقيني راســخ كمواطن أردني أن العدو الاحتلالي الإسرائيلي، وفي اللحظة التي يحصل فيها على «مجرد شريط في الأغوار الفلسطينية» سيبدأ بتحقيق أطماعه التوسعية والتخطيط لشرق النهر، باسم ليس فقط الوطن البديل بل على الأرجح «الدولة البديلة» أيضا.

الأغــوار، بعــد ضمهــا لــن تعــود لا أردنيــة ولا فلســطينية، بــل «إســرائيلي­ة» في تموضع يخالف بندا مباشــرا فــي نصص اتفاقية «وادي عربة»، التي كان الدكتور طراونة من مهندسيها الأساسيين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom