Al-Quds Al-Arabi

تعقيبا على مقال د. ابتهال الخطيب: الجوكر

-

شراء الذمم

محاصرة حريــة التعبير والتضييــق على الصحافة المســتقلة والأصــوات المعارضة يثبت بلا يدع مجالا للشــك أن التطبيع المعلن من طــرف أنظمة الحكم الخليجية لم ينبعث أبدا من إرادة شــعبية، ولا هو نابع من مراعاة لمصالح إســتراتيج­ية لبلدان المنطقة بقدر ما هو سعي لإعلاء مصالح ضيقة لأمراء وشيوخ في محاولاتهم تثبيت هيمنتهم على الســلطة عبر اســتجداء دعم وتأمــن القوى العالمية الكبرى لهم كما شهدت على ذلك وقائع متتالية كتوسط نتنياهو لدى ترامب لصالح محمد بن ســلمان بعد فضيحة تقطيع المرحوم جمال خاشــقجي لمنع مواقف صارمة من مؤسسات رسمية أمريكية حسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست وقتها.

رغم تراكــم تقاريــر المنظمات الحقوقيــة الدوليــة التي تفضح إســتبداد وفســاد أنظمة حكم خليجية غير أن سياسة شراء الذمم والتمسح بالكيان الغاصب جنب هؤلاء صدور عقوبات أو مقاطعات من جانب الدول الغربية فالمال وتبــادل المصالح الخاصة مكنهم من شراء صمت الأقوياء وكسب تواطؤ الإنتهازيي­ن.

النرجسية البغيضة

خالد الزناتي

السؤال هو: هل حقا هناك اختيار لشــعوبنا البائسة بين السيئ والأسوأ، والأدنى والأدنى منه؟

شعوبنا لا تملك من أمرها شيئا، فقد وكلوا بها عملاء ليسوا لأهلهم منتمين. يحبون ذواتهم وتحكمهم النرجســية البغيضة. يسحقون كل شــيء في طريقهم ولو كانوا آباءهم أو أبناءهــم أو إخوانهم أو أنصارهــم. ارتدوا إلى ما قبــل الجاهلية الأولــى، فالجاهلية كانت تحمل بعض القيم الشريفة: مثل المروءة والنخوة والشهامة، وإكرام الضيف، وإغاثة الملهوف والوقوف مع المظلوم، وإجارة المســتجير.. أما هؤلاء فلا قيمة شريفة ولا خلق حميد ولا مسلك طيب.

ضحك الغرب على الوكلاء، وأوعز إليهم ليقتلونا نحن الشــعوب التعيســة. يقتلوننا إذا تكلمنــا، ويســحقونن­ا إذا تمردنا وطالبنا بالحرية والكرامة، ويسلطون علينا نخبا لا ضمير عندها ولا دين ولا أخلاق.. يلوثون سمعة كل شــريف، ويحاصرونه في لقمة العيش، ويتعاملون معــه كالقراصنة يخطفــون أهله وذويــه حتى يركع. وفي الوقت ذاته، يتساهلون في كرامة الوطن وثرواته ومصـــلحة أبنـائه.

أنعم الله على العــرب بموقع ممتاز، وثــروات هائلة، وإمكانات كبيرة، أيدي عاملة تهد الجبال إذا أحسن توجيهها، فضلا عن عقيدة دينية إنســانية تستطيع أن تهيئ مجتمعا إنسانيا لا مثيل له إذا قام عليه من يخافون ربهم ولا يخافون الكفيل في واشــنطن أو لندن أو باريس أو موســكو أو بكين. ولكنهم آثروا أن يفرضوا علينا خيارهم هم:

كونــوا عبيدا وإلا ســيكون مصيركــم باطــن الأرض أو المنافي والشــتات.. أما الكفيــل الأجنبي فله الثــروة المعدنيــة والغازية والنفطية والبشــرية أيضا. ومعظم هذه الثروة عائد لخبراء الكفيل ومستشــاري­ه وسلاحه الذي لا يعمل إلا ضد الأشــقاء أو الشعوب، ومــا يتبقى يوضع في البنوك الغربيــة والصهيونية، ليمول الكيان الصهيوني، وأســلحته وعدوانــه، ووصلت الحــال بالكفيل، وهو يشعل الفتن بين الوكلاء، ثم يفرض على السادة الوكلاء أن يشتروا منه كل شــيء بدءا مــن كيس الدقيق المســموم إلى قطع الســاح المنزوع الفعالية ضد الآخرين من الأعداء، وأدوات التعذيب المتقدمة )حاولــوا إحصاء المليارات التي أنفقها العرب في شــراء الســاح المســالم للأعداء( الشــركات والمصانع التي لدينا لا تنتج إلا سلعا ترفيهية لا تصنع اقتصادا حقيقيا.

نظارات سوداء

كل الأخطــار تكون مرحلية حســب زمانها ومكانهــا ولكن اليوم أصبحــت واضحة ولكن بعــض الطائفيين والعنصريين يلبســون نظارات ســوداء لكي لا يقولــوا الحقيقة، إســرائيل نعرف ما تريد وإلى أي مدى يمكن أن تصل وتسيطر على أراض تحتلها بسبب عدد نفوســها، وهي تريد أن تمتلك النوعية وليس الكمية فها هي تريد أن تضم ما هو أفضل من أراضي الضفة. المواقف والرؤى مؤشر واضح على التيه والعشوائية التي تعيشها الديبلوماس­ية الإماراتية بســبب ارتكازها على نزوات حاكم مستبد بدل الرجوع لمؤسسات راســخة تنبثق من تمثيلية شعبية حقيقية: حكومة منتخبة ديمقراطيا ومجلس شعب يعكس تطلعات الشعب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom