Al-Quds Al-Arabi

الأمم المتحدة: الوضع في لبنان يخرج بسرعة عن السيطرة

وقفة احتجاجية قرب السفارة الأمريكية خلال لقاء رئيس الوزراء بالسفيرة

- جنيف ـ بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس ووكالات:

حــذّرت مفوضــة الأمم المتحدة الســامية لحقوق الإنسان، ميشــيل باشليه، الجمعة، من أن الوضع في لبنان الذي يواجه أســوأ أزمة اقتصادية في تاريخه «يخرج بسرعة عن السيطرة.»

وجاء في بيان لباشليه أن بعض اللبنانيين الأكثر ضعفاً «يواجهون خطر الموت بســبب هــذه الأزمة،» مضيفة «علينا التحرك فوراً قبل فوات الأوان.»

ودعــت باشــليه الحكومة والأحزاب السياســية اللبنانيــ­ة إلى الشــروع فــي «إصلاحــات عاجلة» تستجيب لـ «احتياجات الشعب الأساسية على غرار الغذاء والكهرباء والصحة والتعليم».

وذكّرت باشليه بأن «الأزمة الاقتصادية، مصحوبة بجائحة كوفيد -19، طالت المجتمع بأســره. كثيرون فقــدوا عملهم وتبخــرّت مدّخراتهم من أمــام أعينهم وخسروا منازلهم». وشــددت باشليه على أنه «غالبا في هذا النــوع من الأوضاع، الأكثر فقراً والأكثر ضعفاً هم أكثر من يعاني».

وأشــارت إلى أن مــن بين الأكثر ضعفــاً في لبنان نحو 1.7 مليون لاجئ غالبيتهم من الســوريين، و250 ألف عامل من المهاجرين، خسروا وظائفهم وباتوا بلا

مأوى.

علــى خط آخر، نظّم عدد من الشــبان بناء لدعوة المنظمات الشــبابية والطلابية، وقفة احتجاجية في محيط الســفارة الأمريكية في عوكر، احتجاجاً على التدخلات الأمريكية بشــؤون لبنان الداخلية، شارك فيها مناصرون لحزب الله والحزب الســوري القومي الاجتماعــ­ي والمؤتمر الشــعبي اللبنانــي والتنظيم الشعبي الناصري، وأطلقوا هتافات مندّدة بالسفارة التي وصفوها بـ«الصهيونية»، وعندما حاول الشبّان اختراق الســياج الشــائك ورشــق القــوى الأمنية بالحجارة عملــت الأخيرة على اســتخدام خراطيم الميــاه لتفريق المحتجين أمام الســفارة، وذلك بعد أن عمــد عدد من المحتجين إلى إزالة الســياج الشــائك، ورمي الحجارة على القوى المولجة بحماية السفارة، ثــم وصلت تعزيــزات من قوى مكافحة الشــغب إلى محيط السفارة وعملت على إبعاد المحتجين.

وجــاء التحــرك على طريــق الســفارة في وقت كانت الســفيرة الأمريكية دوروثي شيا تلتقي رئيس الحكومة حســان دياب، حيث تمّ البحث في الأوضاع العامة في لبنان والجهود التي تبذلها الحكومة والدعم الذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لمساعدة لبنان.

وذكرت المصادر «أن دياب أبلغ السفيرة الأمريكية أن وزارة الخارجية تعد رســالة بشأن تطبيق قانون «قيصر» والإعفاءات المطلوبة .»

نشرت صحيفة «واشنطن بوســت» مقالاً افتتاحياً قالت فيه إن مصر تقــوم بتوظيف قضية أخذ الرهائن للتدخل في العدالة الأمريكية. مشــيرة إلى أن رئيــس الوزراء المصري حــازم الببلاوي اعتــرف بأنه أمر في آب/أغســطس 2013 بالهجوم على المتظاهرين في ميدان رابعة في القاهرة.

وأدى ذلــك الهجــوم إلــى مقتل «مــا يقارب الـــ 1000 شــخص». وكان من بــن الجرحى الذين قبــض عليهم في ذلك اليوم المواطن الأمريكي محمد ســلطان الذي كان يعمل مترجماً لصحفايين غربيين. وتم احتجازه ما يقارب العامين، وتعذيبه بوحشية في السجون المصرية قبل إطلاق سراحه للعودة للولايات المتحدة بضغط من إدارة أوباما.

وفي الشهر الماضي قام ســلطان، الذي يعمل الآن مدافعاً عن حقوق الانســان ويعيــش في ولاية شــمال فيرجينيا، برفع قضية ضــد الببلاوي، الذي يعيش فــي الولاية أيضاً ويعمل كعضو مجلــس إدارة صندوق النقد الدولي. وأصدر الكونغرس قانون حماية ضحايــا التعذيب في العام 1992 لتوفير نــوع من الإنصاف ضــد مرتكبي انتهــاكات حقوق الانسان بموجب الصلاحية القضائية الأمريكية.

وبالطبع، فمن حق الببلاوي الدفاع عن نفسه في المحكمة وهو يقوم بذلك بقوة، حيث وظــف فريقاً كبيراً من المحامين الذين يسعون الى إلغاء الدعوة.

وتشــير الصحيفة إلى أن الدفاع الذي يقوم به الببلاوي ليس الوحيــد. حيث احتجــز نظام عبد الفتاح السيســي ونيابــة عنه خمســة من أبنــاء عمومة ســلطان، وقد أبلغ عائلاتهم بأنه لن يطلق ســراحهم ما لم يتم إسقاط الدعوة. وفي الوقت نفســه طالبت الســفارة المصرية في واشنطن وزارة الخارجية الأمريكيــ­ة بالتدخل في الدعوى القضائية ودعم جانب الببــاوي، محذرة من أنها إن لــم تفعل ذلك، فإن «العلاقة الاســترات­يجية» الأمريكية - المصرية ستكون معرضة للخطر. وتعلق الصحيفة أن السيســي يستخدم في الواقــع احتجاز الرهائن والابتزاز فــي محاولة للتدخل في النظام القضائي الأمريكي.

وتقول إن كل هذا من شأنه ان يحفز لإعادة النظر في تلك العلاقة الإستراتيج­ية، والتي تتكون في هذه المرحلة من 1.3 مليار دولار من المســاعدا­ت الأمريكية الســنوية الروتينية للجيش المصري. وأضافت الصحيفة ان حكومة السيســي، التي تعتبر فعلياً الأكثر قمعاً في تاريخ مصر الحديث، كثفت مؤخراً عمليات اعتقال الصحافيين، نشطاء حقوق الانسان، وحتــى الأطباء الذين شــككوا في طريقــة معالجتها لوباء كوفيد-19. فبالإضافة الى اعتقال أبناء عم سلطان، يحتجز النظام المصري شقيق ريم الدســوقي، الأمريكية التي أفرج عنها من الســجن بعد اعتقال تعسفي في أيار/ مايو من أجل «منعي من الحديث عما حدث»، كما قالت للصحيفة.

وأردفت الصحيفة أنه بلا شــك فنظام السيســي يعتقد أنــه يســتطيع المضي في هذا الترهيب الخســيس بســبب

إعجاب الرئيس ترامب بزعيمه، الذي وصفه بـ»ديكتاتوري المفضل». وفيما يبدو أنها محاولة لإرضاء الرئيس الأمريكي، أفرجت القاهرة هذا الأسبوع عن محمد عماشة، وهو مواطن أمريكي آخر كانت تحتجزه ظلماً بتهم سياسية. وكما يعرف السيســي، فإن ترامب يحب التباهي بتحرير الأمريكيين من السجون الأجنبية.

واختتمــت الصحيفة بــأن وزير الخارجية رد بالشــكل المناسب، فرحب بالإفراج عن عماشــة لكنه أضاف أن مصر «يجب أن تتوقف عن المضايقة غير المبررة لمواطني الولايات المتحدة واســرهم الذين لا يزالون هناك». وقالت إنه يجب علــى بومبيــو الآن رفض طلب مصــر التدخل فــي قضية الببلاوي وترك المعتدي المشتبه به للدفاع عن يدافع نفسه.

 ??  ?? جانب من مواجهات ميدان رابعة عام 2013
جانب من مواجهات ميدان رابعة عام 2013

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom