Al-Quds Al-Arabi

امتداد لمرحلة جمال مبارك

- ٭ صحافي من مصر

والحقيقة إنه لم يأت بفلســفته من الفراغ، فهو امتــداد لمرحلة جمال مبارك، وقد قاموا بالسطو على مشروع نجل الرئيس الراحل، الذي كان يهدف إلى صناعة بديل باهت، يستولي به على الحزب الحاكم، بعيداً عن نفوذ الحرس القديم، وكان السطو كاملاً علــى انتاج هذه المرحلة، وقد قال أحد رجال السيســي إنه عندما جاء للحكم وجد برنامجاً للنهوض بمصر حتى سنة 2050، فهتف الصحافي أنور الهواري، هذا برنامج لجنة السياسات!

ولتقريب الصورة، فإن فلســفة السيســي في الاختيار يمكنــك الوقوف عليها بتشكيل مجالس الصحافة والاعلام مؤخراً، ففي بلد توجد فيه مؤسسات صحافية كبــرى، أقدم من الكثير من الدول، يتم اختيار مهندس مطابع، رئيســا لمجلس إدارة مؤسســة صحافية، ولأول مرة في التاريخ، ثم يصبح هو المســؤول عن المؤسسات الصحافية القومية جميعها، ونائباً عن المالك الصوري وهو الشعب، وفي زمن انهار فيه توزيع الصحف فإن الطباعة تمثل الحلقة الأضعف في صناعة الصحافة، التي لا يعرف منها المهندس المختار سوى أسعار الورق، وأنواع أحبار الطباعة!

وفي بلد فيه ســناء البيســي، وصلاح منتصــر، وإبراهيم حجــازي، وفاروق جويدة، ومحمد عبد اللاه، ومرســي عطالله، ويوسف القعيد، وحمدي رزق، وكلهم معه فلم أقل فهمي هويدي مثلاً، ومنهم من له ســابقة في تولــي المناصب العليا في الصحافة، أو العمل النقابي، فإنه يختار أســماء باهتة فــي الهيئات الإعلامية مثل سامية زين العابدين، وفاطمة ســيد أحمد. ومع أن من المؤيدين له أسماء اعلاميين مثل درية شرف الدين، وايناس جوهر، وسناء منصور، وحمدي الكنيسي، وسلمى الشماع، ونيهال كمال، فيترك كل هؤلاء ويختار رانيا متولي، ونشأت الديهي، وعزة مصطفى!

ومــن الواضح أن مشــروع صناعة أذرع إعلامية قد فشــل، ولهــذا كان البديل هــو «إعادة تدوير» من تم الاســتغنا­ء عــن خدماتهم، ولم يجد السيســي أن فكرة حياة المعســكر قابلة للتنفيذ، مع وجود قنوات المعارضــة في تركيا التي ذهب اليها الناس، ولأنها الحرب، فقد كانت دعــوة قوات الاحتياط للعودة لحياة الجندية من جديد!ومــن عجب أن من بين القــوى الرافضة للانقلاب من تضييــق ذرعاً بقنوات «مكملين» و»الشرق» ويتهمونها بالفشل، مع أنها تؤرق مضاجع القوم، حد الاضطرار إلى تدوير ما اعتبروه نفايات لزمن ولى.

لو نجح توفيق عكاشــة بعد عودته، فسوف تنجح قوات الاحتياط المحمولة جواً في المهمة التي تم استدعاؤها لها.أرض- جو:بعد استضافته لمهندس البترول طارق حجي للهجوم على الأزهر، قال خالد أبو بكر: لا توجد مؤسســة فوق النقد. الحقيقة كل المؤسســات في مصر فوق النقد ما عدا الأزهر، وهــذا الكلام لا يقال بعد أن كانت الكنيسة سبباً في مصادرة عدد من مجلة «روزاليوسف» ووقف رئيس تحريرها.

تبين أن الضريبة الأخيرة على الســيارات ستذهب لاتحاد الإذاعة والتليفزيو­ن. والحقيقة أن على من أفشــل «ماســبيرو» بســوء الاختيار واختيار السوء تحمل ضريبة ذلك بدلاً من أن يتحملها الشعب.

إذاعة مسلسل «ساكن قصادي» وحلقات بعينها من برنامج «طارق حبيب» على قناة «ماسبيرو زمان» بعد أن عرضت منذ فترة قليلة كاشف عن عمليات النهب التي حدثت لتراث التلفزيون المصــري لصالح قنوات خليجية بعينها، ولن يفتح تحقيق في ذلك أبداً، لأن حاميها حراميها.

أتابع الآن بمتعة كبيرة مسلســل «الوتد» على «ماسبيرو زمان» لم أكن شاهدته في العرض الأول قبل ربع قرن. المسلســل قصة وسيناريو وحوار خيري شلبي. يا له من عمل رائع.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom