أحزاب سودانية تطالب بـ«تحقيق فوري» في عنف الشرطة ضد المتظاهرين

■ الخرطــوم ـ الأناضول: تجــددت، أمس الخميس، المظاهــرات في الســودان لليــوم الثاني علــى التوالي، احتجاجا علــى تدني الأوضــاع الاقتصاديــة والمطالبة بـ«تصحيح» مســار الثورة في البلاد، فيما أدانت أحزاب سياســية ما قالــت إنه عنف مفــرط مارســته «القوات النظامية وكتائب الظل الأمنية» بحق مواطنين ســلميين، تظاهروا، الأربعاء، وطالبت بإجراء «تحقيق فوري.»

ووفق شهود عيان، أغلق مئات المحتجين جسر المنشية الرابــط بين الخرطوم ومنطقة شــرق النيــل، وأضرموا النيران في إطارات السيارات في الشوارع الرئيسية.

كما وضع المتظاهرون متاريس وحواجز إسمنتية أمام مداخل ومخارج الشوارع الرئيسية في الخرطوم، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور وتكدس السيارات.

وأعلنت الشرطة، في بيان فجر الخميس، وفاة مواطن جراء «إصابة قاتلة» خلال مظاهرات الأربعاء.

وكانت لجنة أطباء الســودان المركزية )غير حكومية( أعلنت، الأربعاء، مقتل شــخص، هو محمــد عبد المجيد، وإصابة 14 آخرين برصاص الشرطة، في مظاهرات باسم «إصلاح المسار».

وفرقــت الشــرطة الأربعــاء، احتجاجات فــي مدن الخرطوم الثلاث، الخرطوم وبحــري وأم درمان، بالغاز المسيل للدموع.

ودعــا إلى هــذه المظاهــرات كل من «تجمــع المهنيين الســودانيين» أحــد أبرز مكونــات قوى إعــان الحرية والتغيير، إضافة إلى «الحزب الشيوعي».

وطالب المحتجون بإسقاط الحكومة الانتقالية، برئاسة عبد الله حمدوك، ونددوا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وأمس، قال حــزب الأمة القومي )من الائتلاف الحاكم( في بيان : «ندين الجهات التي أطلقت النار ضد المتظاهرين، ونطالب الأجهزة العدلية بالتحقيق الفوري لمعرفة الجناة وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت ممكن.»

وأضــاف: «الأوضاع فــي بلادنا هشــة ودقيقة، وأي تحريك للشــارع في أعمال الاحتجاج يتيــح لقوى الردة المتربصة الكيد للثورة وأهدافها.»

فيمــا أوضح حزب المؤتمر الســوداني )مــن الائتلاف الحاكــم( في بيــان: «نحمــل القــوات النظاميــة كامل المســؤولية عن كل هذه الانتهاكات، وفي مقدمتها اغتيال الشهيد محمد عبد المجيد.»

ودعا الحزب «الجهات العدلية إلى إجراء تحقيق فوري

يفضي لتقديم مرتكبيها للمحاكمات وفق نصوص القانون دون تراخ أو تسويف».

وأدان حزب المؤتمر الشــعبي )معارض) «كافة أشكال العنف المفرط التــي تعرض لها المتظاهرون الســلميون والصحافيــون مــن القــوات النظامية وكتائــب الظل الأمنية».

وأكد في بيان، على «دعواه إلى نهج الحريات، وضمان حقوق التعبير دستورا وحمايتها قانونيا».

وشــدد على أن «نهج الأنظمة الديكتاتورية في القمع والتنكيل بالمواطن لن يزيد الثورة إلا اشتعالا».

وقالت «لجان المقاومة» التي نظمت الاحتجاجات ضد نظام البشير: «ردت حكومة الثورة على الثوار السلميين بإغلاق الشــوارع والكباري وكبت الحريات، ولم تكتف

فقط بذلك بل أطلقت البمبان )الاسم المشهور في السودان للغاز المسيل للدموع( بشــكل مفرط وطاردت الثوار عبر الأحياء».

وتابعت في بيان» أنه «تم أيضا إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين راح منهم ضحية الثائر محمد عبد المجيد».

وبدأت في الســودان في 21 أغسطس/ آب 2019 فترة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات أواخر 2022 ويتقاســم الســلطة حاليا الجيش وقــوى إعلان الحرية والتغيير، قائدة الاحتجاجات الشعبية.

ويعاني الســودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق غير الرسمية إلى أرقام قياسية.