Al-Quds Al-Arabi

65 نائباً سمّوا الحريري و53 امتنعوا وباسيل رفض «إعادتنا إلى الوصاية السورية»

الطاشناق والقومي والصمد وطرابلسي وطالوزيان رفعوا العداد... و«حزب الله» تمسك بامتناعه

- بيروت - «القدس العربي» من سعد الياس:

رئيس الوزراء المكلّف من بعبدا: سأشكّل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين وهذه هي الفرصة الأخيرة

أفضت الاستشــار­ات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلّف بتشــكيل الحكومــة اللبنانية إلى تكليف الرئيس سعد الحريري ب 65 صوتاً نيابياً من أصل 120 نائباً يشكّلون العدد الحالي لأعضاء مجلس النواب بعد اســتقالة 8 نواب. وإمتنع 53 نائباً عن التســمية وغاب النائبان طلال أرسلان وميشال المر فيما أرسل عضو «اللقاء التشاوري» الســنّي النائب عدنان طرابلســي كتاب تفويض بتســمية الحريري ولذلك جرى بداية احتســاب الأصوات على أســاس 64، وخالف نواب الحزب الســوري القومي الاجتماعي رأي رئيس حزبهم ومنحــوا أصواتهم الثلاثــة إلى الحريــري بعد اتصال تمّ بالنائب أسعد حردان.

وكان جدول الاستشــار­ات بــدأ بلقاء الرئيس نجيــب ميقاتي الــذي قال «انســجاماً مع الموقف الذي أعلنته بعد اعتــذار مصطفى أديب بإعلاني ترشيح ســعد الحريري لتشــكيل حكومة سمّيت اليوم ســعد الحريري» آملاً «أن تتضافر الجهود لإنجاح الحريري بتشــكيل حكومــة فاعلة قادرة على القيــام بالاصلاحات المطلوبــة لاعادة الثقة داخلياً وخارجيــاً «، مضيفاً «تمنيت على الرئيس عون أن يكون حَكَماً كما ينص الدستور وألا يكون طرفاً بأي شكل من الأشكال.»

«حزب الله»: التفاهم ممر إلزامي

وبعــد الرئيس الحريري حضــر الرئيس تمام ســام الــذي رأى «أننا أمام محاولــة جديدة في ظــل متابعــة ورعاية دوليــة وخاصــةً من قبل الرئيس ماكرون والمبادرة الفرنســية التي تحمّل الرئيس الحريري مســؤولية كبيــرة في مواجهة الاســتحقا­ق. ونتمنى من الجميع المســاعدة في تشــكيل الحكومة بعيدًا عن المناكفات لأن الوضع لا يحتمل التأخير، فاللبنانيو­ن ينتظرون حكومة تنقــذ البلد، لذا أتمنــى للحريــري التوفيق وأنا ســمّيته لتكليف الحكومة المقبلة، وأكد «أن نادي رؤســاء الحكومات الســابقين لن يكون إلّا داعماً لأي حكومة تريد النهوض بلبنان.»

ورشّــح نائب رئيــس مجلس النــواب إيلي الفرزلــي الحريــري، وقــال «هكــذا أرى صورة لبنان التعايشــيّة على أمل أن يُصــار إلى تأليف حكومة تحقق الغاية الرئيســة في عملية إنهاض البلد ومنعه من الاســتمرا­ر فــي الانهيار». وعن تأثير تمايزه على علاقتــه بالرئيس عون وتكتل لبنان القــوي أجاب «الرئيس عون هو الأخ الأكبر

وعلاقتي معه لا يســتطيع أحد أن ينال منها لا من قريــب ولا من بعيــد، والعلاقة مــع التكتّل ودّية مبنيّة على احتــرام متبادل، وتعدّدية الآراء يجب أن تكون من صلب كلّ حركة سياســية في البلد». وبعد مشــاركة «كتلة المستقبل» قال النائب سمير الجسر»نسمّي الحريري لتكليفه بتأليف الحكومة العتيدة، ونحن مع كلّ كلام طيّب يســاهم في قيام البلد ويساعد في رفع الآلام عن الناس».

وأعـلـن رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمـــد رعـد «لم نسـمِّ أحـــداً لرئـاسة الحكومة علّنا نســهم في ذلك في إبقاء مناخ إيجابي يوسّع ســبل التفاهم المطلوب» وقال «لن نتعب ولن نملّ ولن نيــأس، ونرى أن التفاهــم الوطني هو الممرّ الإلزامي لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه ونجــاح العمليــة السياســية وتحقّــق مصالح اللبنانيين عمومــاً يتوقّفان على هــذا التفاهم». وسمّى «التكتل الوطني» بعد لقاء عون الحريري، وتحدّث باسمه النائب طوني فرنجية معتبراً أنه «في هذا الظرف الصعب والدقيق من تاريخ لبنان لا بدّ من الإســراع في التكليف والتأليف، ونتمنى أن تُكلّف الحكومة بعيدًا عن المناكفات فنحاســبها على إنجازاتها».

مفاجأة حردان

وعن تأمين فرنجية الغطاء المســيحي للتكليف أوضح «أن جزءاً من المســيحيي­ن لا يريد القتال مع الشــيعة ولا الدخول في حرب تحجيم مع السنّة، ومع احترامي للجميع نحن جزء من هؤلاء ونمثّل مسيحيين بما فيه الكفاية لتأمين الغطاء». واكتفى رئيس » اللقاء الديمقراطي » النائب تيمور جنبلاط بالقول» لمحاولة إنقاذ البلد والمبادرة الفرنســية، كتلة اللقاء الديمقراطي تســمّي الحريري». وقال النائــب جان عبيد باســم «الوســط المســتقل» «رشّــحنا الحريري والأهــم في المرحلــة المقبلة تحقيق وحدة الموقف لمواجهة الصعاب والعمل في سبيل الوطن .»

وبعدما ســاد الالتبــاس حول موقــف نواب «الكتلة القومية الاجتماعيـ­ـة» فقد جاء اللقاء مع الرئيس عون ليحســم الامر بحيث ســمّى رئيس الكتلة النائب أسعد حردان الحريري بعد مطالعة اعتبر فيها «أن المواطن يئنّ من الوضع الاقتصادي في لبنان ونحن شبعنا من توصيف الوجع ونريد حلولاً والبلد في فراغ ،ومطلبنا حكومة في أســرع وقت ممكن «، مشيراً إلى «أن الإصلاحات ضرورية لكن الأمن الاجتماعي ضــرورة أكثر لذلك.وبعدما ســألنا رئيس الجمهورية عن المرشــحين لرئاسة الحكومــة قال هناك مرشــح وحيد هــو الرئيس الحريري ولذلك سمّيناه لتحمّل المسؤولية.»

أما «اللقاء التشــاوري» الذي يضمّ سنّة 8 آذار فامتنع عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة خصوصاً كما قال النائب الوليد سكرّية «هناك مرشح وحيد وموقفنا ليس شــخصياً وســنحكم على الأفكار والمشــاري­ع والأعمــال» واعتبر «أن السياســة الاقتصاديـ­ـة منعتنا من التســمية ونحــن أبلغنا ذلك لمستشــاري الحريري أنهم إذا اتبعوا سياسة اقتصادية تحمي الشعب كما طرحته حكومة دياب سنسمّي الحريري ولكن لم نلقَ جواباً».

القوات لحكومة مستقلّين

كذلك، امتنــع «تكتّل الجمهوريــ­ة القوية» عن التســمية وذكّر النائب القواتي جــورج عدوان «بأننــا كتكتــل منذ أيلــول 2019 وقبــل المبادرة الفرنســية والثورة في 17 تشرين وخلال اجتماع في بعبــدا عبّــر رئيس الحــزب ســمير جعجع بوضوح بأننا إذا لم نشــكّل حكومة مستقلين من أصحاب اختصاص وإذا لــم تطبّق هذه الحكومة المــداورة وجاءت بدعم كل القوى السياســية لن نخرج من هذه الورطة». وقال» احتراماً للميثاقية نحن لم نسمّ أحداً إنما اليوم اللبنانيون يسألون إلى أين نحن ذاهبون بعد تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري؟ الســؤال هو هل تعلّمت أكثريــة القابضين على الســلطة؟ هــل تعلم من يأخذ الناس رهينة على مدى ســنوات؟» معتبراً أنه «بعد 17 تشــرين/أكتوبر كل الموازين تغيّرت، واللي بيجرّب المجرب بيكون عقلو مخرّب».

ومن النــواب الذين ســمّوا الحريــري نائب زحلة إدي دمرجيان والنائب ميشال ضاهر الذي شــدّد «على وجوب الابتعاد عن النكد السياسي» متخوّفاً «أن تكون هــذه الحكومة آخر الحكومات في لبنــان الــذي نعرفــه». كذلك النائــب نهاد المشــنوق رغم خلافــه مع الحريري الذي ســبق وإتهمّه بالمزايدة عليه وقلّة الوفاء. ورأى المشنوق «أن الخلاف مع الحريري سياســي والاتفاق أيضاً وأتمنى أن يكون التأليف أقل تعقيداً مما أعتقد».

ومن النواب الذين إمتنعوا عن التسمية أسامة سعد الذي أشار إلى «أن لبنان هو من دون سلطة وطنية ولا جدوى من حكومــة ملفاتها في ملاعب الأمم» والنائب فؤاد مخزومــي الذي رأى أنه «لا يمكن أن نقنــع الناس بجديد بعــد الطريقة التي رشّح نفســه بها والاداء بعد 17 تشرين» وكذلك النائب شــامل روكز الذي لاحــظ «أن التفاهمات تــؤدي إلــى محاصصــات والمحاصصــ­ات إلى الفساد».

وشــنّ النائب اللواء جميل الســيد حملة على الحريري وســأل «هــل رئيس الحكومــة المكلّف مستعد لطرد الموظفين الفاســدين التابعين له من الدولة؟» وقال «لدى الحريري خطة صندوق النقد الدولي التي تبــدأ برفع الدعم وتحرير الليرة فهل في استطاعة الناس تحمل فاتورة السرقات على مــدى 30 عاماً؟» مضيفاً «عيــب على الحريري أن يكــذب في موضوع الـ 30 مليــون دولار التي قيل إنها وجدت في بيتي.»

فــي المقابل، فــإن النائب جهــاد الصمد الذي انفصل عن «اللقاء التشــاوري ســمّى الحريري» لأننا لا نملك ترف المنــاورة ولأن المرحلة تقتضي تجاوز الخلاف السياسي» كذلك فعل النائب جان طالوزيان الذي تمايز عن «تكتل القوات اللبنانية، وأوضــح «هناك اختلاف في الــرأي مع «القوات» بموضوع تســمية الحريــري وهــذا لا علاقة له ببقائي أو خروجي من التكتل وأنا لست حزبياً.»

وكمــا كان معروفــاً لــم يســمّ «تكتــل لبنان القوي» الحريري حســب ما أعلن النائب جبران باســيل الذي قال «موقفنا مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وبرنامجها. وهذا الموقف سياســي ولا خلفيات شخصية له وحصل تحوير لموقفنا في الإعــام وكأنه مرتبط بلقاء أو اتصال وهذا الأمر لم نطرحــه أبداً». وأضاف «لم نتحدث أبداّ عن الميثاقية بالتكليف ومن قام بذلك هو الحريري نفســه عندما رفض أن يُكلف سابقاً من دون دعــم الكتل المســيحية الوازنة». وختم «بعــد تكليف الحريــري بتنا امــام حكومة تكنو سياســية وهنا يجب مراعــاة الميثاقية» ملاحظاً «أن هذا التكليف مشــوب بضعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام وغيــاب الدعم من المكوّنات المســيحية الكبرى، ومن يحــاول التغاضي عنه يحاول إعادتنا إلى الوصاية الســورية وهذا لن يحصل .»

تنفيذ الورقة الإصلاحية

وفيمــا غاب الأمير طلال أرســان فــإن «كتلة ضمانة الجبل» لم تســمّ أحداً. أمــا «كتلة النواب الأرمن» فإرتأت كما أعلن رئيســها النائب أغوب بقرادونيــ­ان تســمية الحريــري، وتمنــت عليه «الانفتــاح وتشــكيل حكومــة انقاذيــة جامعة ومتعاونة مع الكتل النيابية».

ختــام الاستشــار­ات كان مع «كتلــة التنمية والتحرير» التي ســمّت الحريري لتشكيل حكومة تنفّذ الورقــة الإصلاحية، معطيــة بذلك الغطاء الشيعي للحريري. بعد ذلك، تمّ استدعاء الحريري إلى قصر بعبدا وتمّ تكليفه بتشكيل الحكومة حيث أعلن بعد اجتماعه بالرئيس عون أنه «سيشــكّل حكومــة اختصاصيين من غيــر الحزبيين» وقال «سأنكب على تشكيل الحكومة بسرعة لأن الوقت داهم وهذه هي الفرصة الأخيرة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom