Al-Quds Al-Arabi

«بوليتكو»: بومبيو يستهدف منظمات حقوق الإنسان ويتهمها بمعاداة السامية

-

ذكــر موقع «بوليتكــو» أن وزيــر الخارجية الأمريكي مايــك بومبيو يدرس خططــاً لقطع الدعم عــن منظمات حقوقيــة دوليــة وغير حكوميــة مثل «هيومــان رايتس ووتــش» و«أمنســتي انترناشــو­نال» و«أوكســفام» وتصنيفهــا كمنظمات معادية للســامية. ونقلت ناحال توســي عن مســؤوليْن قولهمــا إن القرار ســيصدر عن وزارة الخارجيــة في أقرب وقت من هذا الأســبوع. ولو صدر فســيؤدي إلى شجب من منظمات المجتمع المدني، وقد يؤدي إلى دعاوى قضائية. ويخشى نقاد المحاولة مــن وزارة الخارجيــة أن يدفع الحظــر حكومات أخرى لكي تقوم بالخطوات نفسها. وتنفي المنظمات المذكورة أي تهم بمعاداة الســامية. وقالت المجلــة إن بومبيو هو نفســه الذي يدفع في اتجاه القرار، في محاولة منه كما يقول مســاعد في الكونغرس لزيادة حظوظه لو رشــح نفسه للانتخابات الرئاسية في المستقبل.

وقــام بومبيــو بخطــوات عــدة مؤيــدة لإســرائيل والناخبــن الإنجيليــ­ن المؤيديــن لها والذين يشــكلون القاعــدة الكبرى من أنصار دونالــد ترامب. لكن الخطة تحظــى بمعارضة من الموظفــن البارزين في الخارجية. ومــن بين المعارضــن، محامــون حذروا مــن أن الخطة ليســت قوية مــن الناحية القانونيــ­ة، خاصة أنها تمس حريــة التعبير وقــد تقود إلــى قضايا فــي المحاكم، بل تنقصها الأسس الإدارية القانونية.

ولم يرد متحدث باســم الوزارة مباشــرة على أسئلة الموقع. وأكد مســؤول سابق في الخارجية لا يزال على اتصــال معها الإعلان وأنه ســيصدر قريباً. وســيكون الإعلان على شــكل تقرير من مكتــب إيلان كار، المبعوث الخاص الذي يرصد ويحارب العداء للسامية. وسيذكر التقريــر منظمــات دوليــة مثــل «أمنســتي» و«هيومان رايتــس ووتــش» و«أوكســفام». وســيؤكد التقرير أن سياسة الولايات المتحدة هي عدم دعم هذه الجماعات، بما في ذلــك الدعم المالــي، وحث الحكومــات على رفع الدعم عنها.

ويقــوم اتهــام المنظمــات هــذه بمعــاداة الســامية علــى أســاس دعمهــا لحركــة المقاطعة لإســرائيل )بي دي إس( والتــي تطالــب بمعاقبــة إســرائيل بســبب توسعها الاســتيطا­ني في مناطق الفلسطينيي­ن المحتلة. وسيشــتمل التقريــر على بيانــات أصدرتهــا المنظمات والتــي تحدثــت فيهــا عن أثــر الاســتيطا­ن علــى حياة الفلســطين­يين ودعمهــا لقاعــدة البيانات التــي أعدتها منظمة الأمم المتحدة للشــركات التــي تعمل في المناطق المحتلة.

ولا يُعــرف الأثــر المادي علــى هذه المنظمات بســبب الإعــان لو تم. وســيعتمد على الفــرع أو الفرقة التابعة

للمنظمــات التــي تم ذكرهــا فــي التقريــر. فـ«رايتــس ووتش» و«أمنستي انترناشونا­ل» في الولايات المتحدة لا تتلقيان الدعم المالي من الحكومة الأمريكية، وكذا فرع أوكســفام في أمريكا. وربمــا حصلت بعض الجماعات المرتبطة بها فــي الخارج علــى دولارات أمريكية، ولكن هذا يعتمد على الظروف.

ولا تدعــم المنظمــات المذكــورة حركــة المقاطعــة أو لديهــا مواقــف محــددة. ولكنهــا كانت ناقــدة لحد ما للتوســع الاســتيطا­ني في الضفــة الغربيــة ومعاملتها للفلســطين­يين. لكن الجماعات المؤيدة لإسرائيل ترى أن موقفها يعتبر دعماً لحركة المقاطعة، ولهذا فهي معادية للســامية. ولم يكن المســؤولو­ن في المنظمــات المذكورة على علــم بخطة بومبيــو إلا عندما اتصلــت بهم المجلة. وقــال بوب غودفيلو، المدير التنفيذي المؤقت لأمنســتي في أمريكا، إن أي اتهامات بمعاداة الســامية «لا أساس لها» وقال إن «أمنســتي أمريكا ملتزمة مكافحة معاداة الســامية وكل أشــكال الكراهية في العالم وسنواصل حمايــة الناس فــي أي مــكان حرمــوا فيه مــن العدالة والحريــة والكرامــة» و«ســنرفض بقــوة أيــة اتهامات بمعــاداة الســامية ونتطلــع لمواجهــة هجمــات وزارة الخارجية وبالكامل».

وقــال نوح غوتشــولك مديــر السياســة الدولية في أوكسفام أمريكا، إن اتهامات الخارجية لمنظمة بمعاداة السامية «غير صحيحة» و«مؤذية» و«لا تدعم أوكسفام حركة المقاطعة لإســرائيل أو تدعو لمقاطعة إسرائيل أو أية دولة». وقال إن «أوكسفام وشركاءنا الإسرائيلي­ين والفلسطيني­ين عملوا معاً ولعقود لنشر حقوق الإنسان وتقديم الدعم للفلســطين­يين والإســرائ­يليين. وتاريخنا يشهد بحمايتنا لحقوق الإنسان والحياة ومستقبل كل الفلسطينيي­ن والإسرائيل­يين».

وقال المســؤول في منظمة «هيومان رايتس ووتش» إريك غولدستاين إن إدارة دونالد ترامب تعتمد على عمل منظمتــه لإثبات موقعــه، و«نقاتل التمييز بكل أشــكاله بما فيه معاداة الســامية». وأضاف: «انتقاد سياسات حكومة ليس مثل اســتهداف جماعة بعينها من الناس، وانتقادنا مثلاً لسياسات الحكومة الأمريكية لا يجعلنا معاديــن للأمريكيين». ولاحظت المجلــة أن التقرير الذي ستنشــره وزارة خارجية أمريكا اســتقى كل معلوماته من منظمة الرصد المؤيدة لإسرائيل التي تتابع نشاطات منظمــات حقوق الإنســان وتتهمها بمعاداة إســرائيل. وفي العام الماضي طردت إسرائيل عمر شاكر، الباحث فــي «هيومــان رايتــس ووتــش» واتهمته بدعــم حركة المقاطعــة لإســرائيل. ونفــى شــاكر المواطــن الأمريكي و«هيومان رايتس ووتش» الاتهامات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom