Al-Quds Al-Arabi

مجلس الإفتاء الفلسطيني: الزيارات التطبيعية للأقصى لا تختلف عن اقتحامات الاحتلال والمستوطني­ن

عقب تكرار زيارات وفود إماراتية بالتنسيق مع تل أبيب

- القدس ـ « القدس العربي»:

مع اســتمرار الزيــارات التطبيعية التي تقــوم بها وفود إماراتية وبشكل متلاحق لدولة الاحتلال، وتقوم خلالها أيضا بدخول باحات المســجد الأقصى، أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في فلســطين، بيانا، أدان فيــه تلك الزيارات التــي تقوم بها جماعات من المطبعين مع سلطات الاحتلال للمسجد، والصلاة فيه، تحــت حماية شــرطة الاحتلال، وبمرافقــة موظفين من الخارجية الإسرائيلي­ة.

واعتبر في بيان أصدره، عقب جلســة برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلســطين­ية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، أن هذه "الزيارات التطبيعية" لا تختلف عــن الاقتحامــ­ات المتكررة لجنــود الاحتلال ومســتوطني­ه، الذين يدنسون ساحات المســجد الأقصى تحت حماية جنود الاحتلال.

وبيّن أن المســجد الأقصى للمســلمين وحدهــم، وزيارته مرحب بها لمن شــد الرحال إليه بما لا ينزع الشــرعية العربية والإســامي­ة عنه، وليــس من خــال التطبيع مع ســلطات الاحتلال، محــذراً من "التبعات الخطيــرة" لزيارات الخذلان هذه وانعكاساته­ا الســلبية على أمن المسجد الأقصى المبارك، وحرمة المرابطين في أكنافه.

ومذ أن وقعت الإمارات اتفاقية التطبيع مع الاحتلال يوم 15 من الشــهر الماضي، قامت عدة وفود إماراتية بزيارة الأقصى، حيث قام مصلون مقدسيون بطردهم.

إلى ذلك ندد المجلس بخطط الاحتلال لعزل القدس والمسجد الأقصى، وحرمان آلاف المصلــن من الوصول إليهما، موضحاً أن سلطات الاحتلال تســتغل جائحة "كورونا" من أجل تفريغ المسجد الأقصى للسيطرة عليه، وتسهيل اقتحام المستوطنين المتطرفين له، محمــًا الاحتلال عواقب هــذا التخطيط، الذي يهدف للمس بالمســجد الأقصى المبارك، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه. كما اســتنكر المجلس قرار سلطات الاحتلال بناء آلاف الوحدات الاســتيطا­نية على الأراضي الفلسطينية، وقال إنها تعد محاولة لـ "فرض سياســة الأمر الواقع، وتهويد الأراضي الفلســطين­ية، وإفراغها من سكانها الفلســطين­يين الأصليين، ضمن مشروع إحلالي يســتهدف كامل الأراضي الفلسطينية، وتقطيــع أوصال المدن الفلســطين­ية بما فيهــا مدينة القدس، ليتسنى عزلها عن امتدادها الفلسطيني، في محاولة لتهويدها بالكامل".

وعلى الصعيد ذاته، شجب المجلس استعداد بعض العرب والمســلمي­ن للاســتثما­ر في المخطط الاســتيطا­ني الذي يُعد لتهويد أجزاء واســعة من الأحياء المقدسية، التي منها وادي الجوز والشيخ جراح والمصرارة، عبر تحويل مناطق شاسعة منها لمركز استثماري اســتيطاني في مشروع يعرف بـ"وادي السيليكون".

وأكد أن هذا المشــروع ما هو إلا "تجسيد لصفقة القرن على أرض الواقع، التي تتعارض مع إصرار الفلسطينيي­ن على رفض التنازل عن حقوقهم المشروعة وعن أرضهم ومقدساتهم".

وحمل المجلس ســلطات الاحتــال المســؤولي­ة كاملة عن حياة الأســرى كافــة، يتعرضون لـ "أبشــع أنــواع التنكيل والقمع والاعتداء علــى حريتهم، بما يتعارض مع الشــرائع الســماوية والقوانين الدولية" لافتا إلــى ما يتعرض له حاليا الأســير ماهر الأخرس، وطالب المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان العالمية، بالتدخل السريع والفوري للإفراج عنهم، وإنقاذ حياتهــم. ودعا إلى "مواجهة ظلم الاحتلال الذي ينتهك أبســط حقوق الأسرى المكفولة في القوانين والاتفاقات والقرارات الدولية".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom