ألمانيا توفد مساعد وزير الدفاع لعرض دعمها لموريتانيا ولبلدان الساحل
بينما وسعت نطاقات دعم دول جوار بحيرة تشاد
إلى جانب الصراع الخفي المســتمر بين الولايات المتحــدة وفرنســا للســيطرة علــى الشــأن الأمنــي والعســكري فــي منطقة الســاحل، تخــوض ألمانيا هــي الأخرى المعركــة ذاتها بدبلوماســيتها الهادئة المؤسسة على البعد التنموي.
ذلك ما أكدتــه تصريحات أدلى بها أمس توماس سيلبور هورن، وزير الدفاع الألماني، في نهاية زيارة لموريتانيــا التقى خلالهــا الرئيــس الغزواني وكبار مساعديه.
وأكد لدى خروجه مــن المقابلة، أن «هناك تعاوناً قوياً قائماً منذ أمد بعيد بين ألمانيا وموريتانيا».
وقال: «نحن عازمون على توسيع تعاوننا ليشمل الإطارين الثنائي ومتعدد الأطراف في إطار التعاون بــن الاتحــاد الأوروبــي ومجموعة دول الســاحل الخمس».وأوضــح ســيلبور أن «زيارتــه لموريتانيا تأتــي بالتزامــن بــن رئاســة موريتانيــا لمجموعــة الخمــس فــي الســاحل ورئاســة ألمانيــا للمجلــس الأوروبــي المســتمرة حتى نهاية هذه الســنة. ولهذا الســبب، يضيــف المســؤول الألمانــي، نحــن نولــي اهتمامــاً كبيراً للتنســيق مع شــركائنا كلما أتيحت لنــا فرصــة ذلــك، وينصــب تعاوننا علــى أولويات شركائنا في الســاحل على الصعيد المحلي، وكذلك في الإطــار الإقليمي ضمن مجموعة دول الســاحل الخمس».
وأضــاف: «لهــذا الســبب، مــن الأهميــة بمــكان بالنســبة لألمانيا الاســتماع إلى اهتمامات شركائنا في الساحل، ونحن مســتعدون للإسهام في تنمية هــذا الفضاء، وقد ســاهمنا في الماضــي في المجال التنمــوي من خلال عمــل متنوع اســتهدف التكوين العســكري ومجالات أخرى، وقد أتيحــت لي اليوم فرصــة زيارة كليــة الدفــاع العليا للضبــاط التابعة لمجموعة دول الساحل الخمس».
وعقد المسؤول الألماني لقاءات مع الجنرال حننه ولد ســيدي، وزير الدفاع الموريتانــي، وكذا مع قائد الأركان العامــة للجيوش الموريتانيــة الفريق محمد ولد مكت.
وتزامنت زيارة مساعدة الدفاع الألماني لموريتانيا مــع تقــديم الحكومــة الألمانية، عبــر برنامــج الأمم المتحدة الإنمائــي وضمن محاربة حركة بوكوحرام، دعمــاً مالياً بمبلــغ 15 مليون أورو لــدول الكاميرون
ونيجريا وتشــاد والنيجر المطلة على حوض بحيرة تشاد.وســتوجه هــذه المســاعدة لتمويــل مجموعة من المشــاريع الخاصة في منطقة بحيرة تشاد التي حولتهــا حركــة بوكوحــرام الإرهابيــة إلــى منطقة صراعات واغتيالات غير آمنة.
وينضاف هذا الدعم لمساعدة مالية ألمانية سابقة بمبلغ 25 مليــون أورو مخصصــة للنواحي الأمنية، ولإعــادة بناء البنــى التحتية المدمــرة بفعل عمليات محاربة مســلحي بوكوحــرام، ولتوفير مســاعدات غذائيــة لســكان منطقــة بحيــرة تشــاد المتأثريــن بالإرهاب.
وتنــدرج هــذه المســاعدات ضمــن صنــدوق الاستقرار الجهوي، وهو آلية تمويل ميسرة أسسها برنامــج الأمم المتحــدة الإنمائــي بدعــم مــن ألمانيــا والاتحــاد الأوروبي وهولندا والســويد وبريطانيا. ويهدف تأســيس هذا الصندوق إلــى وضع وتنفيذ خطة جهوية تضمن اســتقرار منطقة بحيرة تشــاد التي مزقها الإرهاب.
وتشــمل الخطــة المذكــورة عمــاً منســقاً بــن المجالات المدنية والعسكرية والأمنية، يضمن إرساء إعــادة وتثبيــت الاســتقرار الكامل في هــذه البؤرة المشتعلة منذ عقود.