Al-Quds Al-Arabi

«جماعة الأنصار»... الفكرة العربية في مصر: من النشأة إلى الهجرة

-

على عكس ما هو شــائع ومتداول من ارتباط الفكرة العربية في مصر بثورة يوليو/تمــوز1952 ومن ثم بجمال عبد الناصــر، نقول إن الفكرة العربية هنــاك أقدم بكثير، ومــرّت بمواقف ومحطات متعددة، تشــكل الناصرية مرحلة متميزة فيها، لكنها لــم تكن الوحيدة، ولا الأولى، وفي ما يلي ســنحاول التعريف بإحدى محطات العروبة وهي «جماعة الأنصار» شبه المجهولة الآن.

تاريخ مجهول

تشــكل «جماعــة الأنصــار» و«مجلة الأنصــار» التي أصدروهــا محطة من المحطــات الفكرية المهمــة في تاريخ الفكرة العربية في مصر والمشــرق العربي، لكنها مجهولة بشكل شــبه تام من قبل الباحثين والقراء، على حد سواء. ويغيب ذكرها سوى بعض الفقرات المتناثرة عند من كانوا منضمــن لها، في كتــب المذكرات التي كتبوها، ســواء في سوريا أو العراق، وبشــكل خاص في البحرين، فيما كتب عن سيرة عميد شعراء البحرين الراحل إبراهيم العريض، أو في مذكرات الكاتب تقــي محمد البحارنة. كما تطرق لها بعض الكتاب اليمانيين في مذكراتهم.

بلغ من انتشــار مشــروع الأنصار في العالــم العربي حــدا يمكننا معه القول، إن كل مثقف كان في ســن اليفاعة أو الشــباب في أربعينيات القرن العشــرين قد انتمى إلى هذا المشــروع، أو تأثر، أو على الأقل ســمع بــه. ولعل ذكر أســماء من وزن شوكت الشطي أســتاذ كلية الطب، ووالد وزير الصحة السوري الســابق إياد الشطي. وكل من فهد الريماوي والمؤرخ الســوري ذوقان قرقوط، والشخصية السورية الشهيرة والإشــكال­ية في ما بعد، سعيد العرفي. ولعل ما ذكرنا كاف للدلالة على حجم انتشــار وتأثير هذا المشــروع في تكوين وعــي النخبة العربية المشــرقية في أربعينيات القرن العشرين. أما لم اندثر سريعا فهذا أمر في حاجة لبحث طويل.

النشأة

في ظرف بالغ الاضطراب، حيث كان العالم يعيش الأجواء الســابقة للحــرب العالمية الثانية، ظهرت فــي القاهرة عام 1941 م مجلة اســمها «الأنصار» ناطقة باســم جماعة تسمى باســمها «الأنصار». خير تعريف للمجلــة ما كتبه المحرك الأساســي لهــذه الجماعة، والمحرر الأساســي للمجلة. كتب في العدد الأخير منها مقالا بعنوان «هذه المجلة المهاجرة في عربيتها وإسلامها» بتوقيع حسام. في هذا المقال يشرح الكاتب كل شيء عن الجماعة والمجلة بدءا من نشأتها عام 1359هـ )1940- 1941( وحتى آخــر أعدادها بتوقفها الطوعي للانتقال مــن «مرحلة التبليغ إلى مرحلة الهجرة .»

يتحــدث حســام الذي هــو )أحمد صبري شــويمان( عــن تجربته الشــخصية في الحياة قبل الوصــول إلى الأنصار، «لــم تكن تجربتي لأحــوال هذه البلاد، التي هــي عنوان غيرها من أمثالهــا، قليلة في ذلك العهد، فقد اختبرت بنفســي من قبل خدعة التعليم الجامعي، فنبذته من أول لقائي به، ثم دفعتني ظروف غير مقصودة إلى أن ألج باب «الســلطة الرابعة» التي هي الصحافة، منبر «الرأي العام» فكشــفت وراء ستارها الخارجي عن ألوان مــن الأحابيل والمناورات والأكاذيب، هي واحدة من أســباب هذا الشــقاء الحاضر والمدخر لهذا الرأي العــام الوهمي، الذي أحاطوه بصور براقة، وعبارات تمثيلية!

ثم يتحدث عن كيفية نشوء الأنصار «بحثت حولي وكان العمــل الصحافي قد ألقى فــي طريقي كثيرا من رجــال اللغــة والأدب والفن والإصــاح والصحافة، الضاربــن في الســوق علــى غير هــدى، ينتظرون الفرصة التي تزيدهم علــوا في الأرض، أو»المصادفة» التي تجعلهم «أبطالا» في غمضة عين! فاخترت من بين هؤلاء من توســمت فيهم سمة الخير، بعد أن عزّ الخير نفسه! وكانوا أربعة هم، حسن عبد المقصود المحرر في جريدة «الأهرام» ومحمد محيي الدين أســتاذ العمارة في المعهــد العالي للفنــون، ومحمد أبوبكــر إبراهيم مفتش اللغة العربية في وزارة المعارف، وشــاعر ظهر في ذلك الحين بقصائــد ومحاضرات أذاعها في العرب والأدب العربــي. وقــد عرضت على هؤلاء مشــروع هيئة ثقافية إســامية، أســاس عملها تقريب الثقافة الإسلامية الحقيقية لأذهان المثقفين، وتوحيد صورها ومظاهرها عندهم، ومكافحة الشــك الذي أخذ من كل جانب يغزوهم، حيث كانت مصر في ذلك الوقت قلقة، تتقاذفها الفكرة الفرعونية، والفكرة المتوسطية ورياح التغريب تهب عليها من كل حدب وصوب.

الأفكار والهيكل التنظيمي

يتحدث الكاتب عن نظام هذه الهيئة، فيشــير إلى إلغــاء نظــام الرئاســة، وأن لا يزيد عدد أفــراد هذه الهيئة في أي وقت من الأوقات عن خمس وعشــرين، وأن لا تقبل المشــهوري­ن من الأدباء والكتاب الذيــن تحددت ميولهم فلا يمكنهم العدول عنها. ثم صدرت مجلة «رسائل الأنصار» عن هذه الهيئة، وحرصــت على أن تكون المجلة بعيدة عن الهيئة التي توســعت إلى أحد عشــر عضوا، بانضمام أحمــد فكري الحاصل على دكتــوراه الدولة في تاريخ الفنون من باريس، وحامد عبد القادر أستاذ علم النفس واللغات السامية في دار العلوم.

ثم يتحدث عــن الخلافات الداخليــة بين أعضاء هــذه الهيئة، الذي انفجر بعد نشــر مقال يهاجم طه حسين تحت عنوان «في مجاهل وزارة المعارف». وتبعه مقــال قناع الفرعونية، الذي يعتبره الكاتب أساســيا في الخلاف الذي نشــأ في الهيئة. «وبدأ الانقسام يشتد على الفرعونية وبلغ غايته عندما رفضت قبول عضوية خمســة من المؤهلات من أشــهر جامعات أوروبــا، وكان أحدهم يشــغل منصبا تفويضيــا في الخارج، لأنهم لم يســلموا برأي الأنصار في الفرعونية». حيث أن الجماعة شنت هجوما عنيفا على الفرعونية، واعتبرتها فكرا معاديا للعروبة والإسلام. ويفصّــل الكاتب في الخطوات التــي اتخذها لحماية مشــروع الأنصار «ولما كان من الضروري للأنصار مــن حماية في المرحلة الموقوتة، إلى أن تستطيع اتمام منهجها، وإيقاظ دعاتها، ثم الخروج بدعوتها فقد أحطتها بمشروع )أسرة الأنصار( وهم حلقات متقاربة تتحلق حولها كدوائر الماء حول النبع، تقوم كل حلقة منها بمعونة هذه المجلة حســب طاقتها وأول

ســياج هو )القراء المؤيدون( ثــم )القراء المشتركون( ثم )أصدقاؤنا الشــخصيون( ثم )أبناء القبائل العربية في مصر( ثم الأنصار الحقيقيون. وقد أقامت الأنصار ثلاث حفلات تعارفية في ثلاث سنوات شــهدها كثير من أصدقائنا الشــخصيين هؤلاء، وهم صفوة من الرجال المعروفين في المجتمع بالأمانة والجهود الثقافية.

أبحاث وغايات المجلة

يفصّــل الكاتب في المنهج الذي وضعه لمجلته قبــل إصدارها، فقد قرر أن تبدأ المجلــة بالترتيب التالي «الفرعونية في الســنة الأولى» «القصة في السنة الثانية» «التصوف في الســنة الثالثة» «حقائق التوحيد عند العرب في الســنة الرابعة». على أن تكون هذه الموضوعات مستمرة منذ بدايتها حتى تتلاقى كلها في )ضوء التوحيد( عند حقيقة واحدة ختامية هــي «الهجرة». وعند هــذه الحقيقة تبدأ الدعــوة الصحيحة للأنصار. ويتابع المؤلف حكاية دعوته فيشــير إلى أنه كاتــب لأغلب مقالات هذه المجلــة. وفي الســنة الثانية بدأ يظهــر الأنصار الحقيقيــو­ن أولهم فهد الريماوي «هو من خير عرب فلسطين» ثم تكاثر الأنصار.

في نهاية الســنة الرابعة يقرر صاحــب الدعوة الهجــرة إلى بادية ســيناء، لذلك يوقف مجلته «وكذلك فإن هذه المجلة العربية الإسلامية لا تملك هي الأخرى إلا الهجرة معنا، لتتحقق لها صفة عربيتها وإســامها، فلو عادت مجلة بهذا الاسم إلى الظهور بعد ذلك، فإنها تكون غريبة عنا، ولا صلة لنا بها، ولا يمكن أن تنــادي بمثل دعوتنا، فإن دعوتنا هذه لنا، وللصادقين من بنــي أخلاقنا». فالهجرة إلى الصحــراء ضرورية لأنهم اعتبــروا العروبة الحقة هــي عروبة الصحراء، قبــل أن يتلوث العرب والإســام بما دخله من فكر أعجمي. ويمكن فهم هذه النظرة في ظروف أربعينيات القرن الماضي. فكلما زاد تلوث ميــاه النهر، برزت أكثر فأكثر فكرة العودة إلى المصدر الأساسي إلى النبع.

ما بعد الهجرة

توقفت المجلة بعد إصدار العدد الثالث عشــر بعد هجرة الأنصار إلى سيناء. وعانيت صعوبات بالغة في تتبع بقية القصة، إذ أن هناك ظلاما دامسا حول الأمر. حتى وجدت على موقع أدباء الشام مقالا كتبه الكاتب عبد الله طنطاوي يروي قصة لقائه الوحيدة مع الكاتب «حســام» أحمد صبري شويمان، فنعرف أنه غيّر اســمه إلى «أحمد موسى سالم» وكان هــذا اللقاء في منتصف الســبعيني­ات من القرن العشــرين. يقول «بعد لحظات دخل الأســتاذ أحمد، وهو شيخ في الستينيات من عمره، مربوع القامة، حنطي اللون، ممتلئ الجســم، يرتــدي )الصاية( والصاية ثوب عربي مفتوح من أمام، يحوطه بحزام، وعلى رأسه منديل أبيض، وعقال مقصَّب.. رحَّب بنا .»

تحدث في ذلك اللقاء ــ حســب الطنطاوي ــ عن اجتماعه في دمشق بكل من ميشــيل عفلق وصلاح الدين البيطار في الأربعينيا­ت من القرن الماضي لتوحيد جهود نشر فكر العروبة، إلا أن ذلك لم يسفر عن اتفاق.

 ??  ?? يعترف الشــوك بهشاشــته أمام آلة التعذيب، مبديا إعجابــه بالرفاق الذين لم تلــن إرادتهم ويذكر أســماء مــن تمت تصفيتهــم، وما كادت أن تنجــح المحاولات لإطلاق ســراحه من معتقل خلف الســدة حتــى يتدخل أحد أقاربــه مخبرا جهات نافذة في نظام الحكم بأن هذا الســجين الشيوعي عنصر خطير على الدولة. وفي الســياق ذاته يقول علي الشوك بأن إبنة خالته كانت ســببا في اعتقاله واقتياده إلى قصر النهاية. ما يعطي السلاســة لأســلوب الشــوك في الكتابة هو، الاعتماد على الحوار القائم بينه وبين صديقه الطبيب علي الســعدي، فيكون صوت الأخير مجاورا لما يســرده الكاتب عن تجربته في الســجن، كما يــدور النقاش بين الاثنين بشــأنِ مفهوم البطل، أكثر من ذلك ينسحب علي الشوك في بعض الفقرات، تاركا زمام الحديث لعلي الســعدي وآرائه الصريحة عن السياســيي­ن العراقيين، واصفا إياهم بالارستقرا­طيين والســطحيي­ن، لافتا إلى أن عبدالكريم قاسم كان شخصية غامضة. فيما يكن إعجابا شديدا للسياسي المغربي مهدي بن بركة، مشيرا إلى أن عملية اختطافه كانت بتواطؤ شــبكة من الأجهزة الاستخبارا­تية. يفهم مما يقدمه على الشــوك عن الأجواء الســائدة عشــية انقلاب 1963، وما تبعه من المجازر ضد اليسار والشــيوعي­ين بأن هناك سوء التقدير للأوضاع لدى قادة الحزب، وتفاؤلا غير مســوغ بالتطــورا­ت. أخذ الأمل الــذي كان يلوح في فكر صاحب «الموســيقى والميتافيز­يقــا بالانطفــا­ء وتوصــل إلى القناعــة بأن الشــيوعية العالميــة حلم لن يتحقــق، وما أنجز في كوبا لم يكن إلا اســتثناء قد لايتكرر. ويرى أن الســوفييت لم يدعمْوا قيام الثورة الاشتراكية في العراق سنة 1959، حتى لا يصل الصراع مع القطب الرأسمالي إلى حافة الانفجار.
وفي نظر علي الشــوك كان تحقيق الاشتراكية أيسر من شرب قدح ماء آنذاك. وعن مدّ الفكر الماركسي وقوته المعنوية، وانضواء جماهيرية عريضة تحت مظلته تقول الكاتبة العراقية فاطمة المحســن فــي مذكراتها «الرحلة الناقصة» بأن مكانة الحزب الشــيوعي في الشــارع، كانت أكبر بكثير من أعداد منتســبيه بعد انقلاب البعث الثاني، وذلك يعود حســب رأيها إلى تعاطف العراقيين مع التيار اليساري، كما أن تجدد الفكر الماركســي عالميا دفع الشــباب والمثقفين في العالم العربي إلى تبنيــه، لكن هــذه الانطلاقة على ما يبدو لا ترافقها مشــاريع فكريــة لقراءة الواقع العراقــي وأزماتــه السياســية، ونمط الإنتــاج الاقتصــاد­ي، على ضــوء مفاهيم الفلســفة الماركســي­ة، وبالتالي لم يتمخــض عن هذه الحــراكات مدونة فكرية ولا تحــول على الصعيد السياســي. تحمّل المحســن من تســميهم باليمين الشــيوعي مســؤولية انتكاســة الحــزب، والاســتها­نة بتضحيــات قاعدته. لا تغيــب النبرة الانتقادية في سيرة علي الشوك، غير أنه ينصرف إلى داخل المعقل السوفييتي.
كانت الديكتاتور­ية وسياســة التخويف ثغرة في المعكسر الاشتراكي .وهذا ما يؤكده غائب طعمة فرمان لصديقه علي الشــوك. وينقل الكاتب على لســان عادل حبة واقع اغتصاب لافرانتي بيريا لرفيقة شــيوعية لأنها انتقدت صناعة الأحذية في الاتحاد السوفييتي.
يعترف الشــوك بهشاشــته أمام آلة التعذيب، مبديا إعجابــه بالرفاق الذين لم تلــن إرادتهم ويذكر أســماء مــن تمت تصفيتهــم، وما كادت أن تنجــح المحاولات لإطلاق ســراحه من معتقل خلف الســدة حتــى يتدخل أحد أقاربــه مخبرا جهات نافذة في نظام الحكم بأن هذا الســجين الشيوعي عنصر خطير على الدولة. وفي الســياق ذاته يقول علي الشوك بأن إبنة خالته كانت ســببا في اعتقاله واقتياده إلى قصر النهاية. ما يعطي السلاســة لأســلوب الشــوك في الكتابة هو، الاعتماد على الحوار القائم بينه وبين صديقه الطبيب علي الســعدي، فيكون صوت الأخير مجاورا لما يســرده الكاتب عن تجربته في الســجن، كما يــدور النقاش بين الاثنين بشــأنِ مفهوم البطل، أكثر من ذلك ينسحب علي الشوك في بعض الفقرات، تاركا زمام الحديث لعلي الســعدي وآرائه الصريحة عن السياســيي­ن العراقيين، واصفا إياهم بالارستقرا­طيين والســطحيي­ن، لافتا إلى أن عبدالكريم قاسم كان شخصية غامضة. فيما يكن إعجابا شديدا للسياسي المغربي مهدي بن بركة، مشيرا إلى أن عملية اختطافه كانت بتواطؤ شــبكة من الأجهزة الاستخبارا­تية. يفهم مما يقدمه على الشــوك عن الأجواء الســائدة عشــية انقلاب 1963، وما تبعه من المجازر ضد اليسار والشــيوعي­ين بأن هناك سوء التقدير للأوضاع لدى قادة الحزب، وتفاؤلا غير مســوغ بالتطــورا­ت. أخذ الأمل الــذي كان يلوح في فكر صاحب «الموســيقى والميتافيز­يقــا بالانطفــا­ء وتوصــل إلى القناعــة بأن الشــيوعية العالميــة حلم لن يتحقــق، وما أنجز في كوبا لم يكن إلا اســتثناء قد لايتكرر. ويرى أن الســوفييت لم يدعمْوا قيام الثورة الاشتراكية في العراق سنة 1959، حتى لا يصل الصراع مع القطب الرأسمالي إلى حافة الانفجار. وفي نظر علي الشــوك كان تحقيق الاشتراكية أيسر من شرب قدح ماء آنذاك. وعن مدّ الفكر الماركسي وقوته المعنوية، وانضواء جماهيرية عريضة تحت مظلته تقول الكاتبة العراقية فاطمة المحســن فــي مذكراتها «الرحلة الناقصة» بأن مكانة الحزب الشــيوعي في الشــارع، كانت أكبر بكثير من أعداد منتســبيه بعد انقلاب البعث الثاني، وذلك يعود حســب رأيها إلى تعاطف العراقيين مع التيار اليساري، كما أن تجدد الفكر الماركســي عالميا دفع الشــباب والمثقفين في العالم العربي إلى تبنيــه، لكن هــذه الانطلاقة على ما يبدو لا ترافقها مشــاريع فكريــة لقراءة الواقع العراقــي وأزماتــه السياســية، ونمط الإنتــاج الاقتصــاد­ي، على ضــوء مفاهيم الفلســفة الماركســي­ة، وبالتالي لم يتمخــض عن هذه الحــراكات مدونة فكرية ولا تحــول على الصعيد السياســي. تحمّل المحســن من تســميهم باليمين الشــيوعي مســؤولية انتكاســة الحــزب، والاســتها­نة بتضحيــات قاعدته. لا تغيــب النبرة الانتقادية في سيرة علي الشوك، غير أنه ينصرف إلى داخل المعقل السوفييتي. كانت الديكتاتور­ية وسياســة التخويف ثغرة في المعكسر الاشتراكي .وهذا ما يؤكده غائب طعمة فرمان لصديقه علي الشــوك. وينقل الكاتب على لســان عادل حبة واقع اغتصاب لافرانتي بيريا لرفيقة شــيوعية لأنها انتقدت صناعة الأحذية في الاتحاد السوفييتي.
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom