Al-Quds Al-Arabi

زيادة المخزونات وإصابات كورونا تواصل الضغط على أسعار النفط

-

■ ملبورن/سنغافورة/موســكو - رويترز: تراجعت أسعار النفط شــكل طفيف أمس الخميس بعد خســائر ثقيلة خلال الليل، وذك في ظــل تراكم لمخزونات البنزين بالولايات المتحدة يشــير إلى تراجع توقعات الطلب على الوقود مع زيادة وتيرة الإصابات بفيروس كورونا في أمريكا الشمالية وأوروبا.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت سنتاً واحداً، بما يعادل 0.02 في المئة، إلى 41.72 دولار للبرميل بعد أن خسرت 3.3 في المئة أمس الأول.

وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكســاس الوسيط أربعة سنتات، أو 0.1 في المئة، إلى 39.99 دولار للبرميل بعد نزولها أربعة في المئة في الجلسة السابقة.

قالــت «إدارة معلومات الطاقة» الأمريكيــ­ة أن مخزونات البنزين في الولايــات المتحدة ارتفعت 1.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول مقارنة مع توقعات لانخفاض 1.8 مليون برميل.

وقالت الإدارة أن متوســط إجمالي المنتجات الُموَردة، وهو مؤشر على الطلب، بلغ 18.3 مليون برميل يومياً في الأســابيع الأربعة حتى 16 أكتوبر/تشرين الأول، بانخفاض 13 في المئة عن الفترة المقابلة قبل عام.

وتتفاقم المخــاوف على صعيد الإمدادات بفعل التســارع الكبير لصادرات النفط الليبية في الشــهر الحالي مع اســتئناف التحميل بعد تخفيف حصار تضربه قوات منشقة من الشرق على الحقول النفطية وموانئ التصدير.

شــهدت ليبيا تعافي الإنتاج إلى 500 ألف برميل يومياً وتتوقع الحكومــة في طرابلس تضاعف ذلك بحلول نهاية العام.

من جعــة ثانية قال متعاملون فــي قطاع النفط أمــس أن بعض مصافي التكريــر الصينية الخاصة اقتنصت ملايين البراميل من النفط الخام للتســليم في أواخر ديســمبر/كانون الأول وفي يناير/كانون الثاني المقبلين، إذ تعيد ملء المخزونات قبل حصص واردات 2021.

وأضافوا أن شــركتي تكرير على الأقل اشــترتا نحو 20 مليون برميل من النفط الخام. وكانت مصفاة «رونغ شــينغ» للبتروكيمي­ائيات أكبر مشترٍ للخام في وقت تستعد فيه لبدء العمليات في وحدة جديدة للتقطير.

وجاءت عمليات الشــراء بعد أشهر من خفوت في الطلب الصيني في السوق الفورية، مما كبح أسعار النفط من الشرق الأوسط وروسيا والبرازيل وأنغولا. وجرى أيضا تقليص الخصومات الفورية على الخام العُماني إلى أدنى مستوياتها منذ أغسطس/آب. وقال مصدر من شــركة تكرير في مدينة شــاندونغ «أغلب المصافي اشــترت الخام الكافي لمخزونات تستمر حتى أواخر ديسمبر أو أوائل يناير... والآن حان الوقت للشراء ليناير من العام المقبل».

وجــاءت الخطوة قبل أن تعلن الصين عن حصص واردات النفط الخام لعام 2021 والمتوقع أن يجري في نهاية ديسمبر/كانون الأول.

لكن المصادر أشارت إلى أن احتمالات اســتمرار تعافي أسعار الشحنات الفورية لم تتضح، إذ لا تزال هوامش أرباح التكرير الصينية تحت ضغط بسبب انخفاض أسعار المنتجات النفطية في السوق المحلية وزيادة المخزونات.

على صعيد آخر قال إيغور سيتشــن، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية العملاقة «روسنفت» أمس أن التعاون بين منتجي الطاقة ســيضمن أمن القطاع والاقتصاد في مواجهة تبعات جائحة فيروس كورونا وزيادة الإجراءات الحمائية.

وحــذر في خطاه ألقاه عبر الإنترنت أمام مؤتمر فيرونا الاقتصادي من مغبة العقوبات الغربية، وقال أن تلك القيود تعرقل التعافي الاقتصادي العالمي.

ولم يأت سيتشــن على ذكر منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» رغم أنه كان في الســابق من أشد منتقدي التعاون معها، إذ حذر من زيادة التنافس على الحصص السوقية.

وأشار في المقابل إلى مثال توقف مشروع «نورد ستريم2» وهو خط أنابيب غاز تنشئه روسيا بسبب عقوبات فرضتها الولايات المتحدة.

وقال سيتشــن الحليف المقرب للرئيس فلاديمير بوتين «عزل الاقتصادات وإقامة الحواجز ليس أمرا قابلا للتطبيق في قطاع الطاقة وسيؤدي لعواقب وخيمة لمنتجي الطاقة والمستهلكي­ن».

وأشــاد سيتشن أيضا بالصين، المســتهلك الأساسي لنفط شــركته، فيما يتعلق بإدارتها لاحتياطات النفط الإســترات­يجية، وقال أن الصين عززت وارداتها النفطية في الأسابيع القليلة الماضية وبالطريقة التي تعاملت بها مع تفشي فيروس كورونا المستجد.

كمــا حذر في خطابه من أثر تطوير موارد الطاقة المتجددة قائــا أنها عمليات مُكلفة قد تؤدي لارتفاع أسعار النفط والغاز.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom