Al-Quds Al-Arabi

المزيد من الأمريكيين يتحولون إلى رواد أعمال مع تواصل إلغاء الوظائف

-

■ واشــنطن - أ ف ب: رغم الوضع الاقتصاد الجامــد وحالة عــدم اليقــن التي تســيطر عليه، شهدت الأسواق الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة نشوء عدد قياسي من الشركات، وهو توجه غذاه انتشار البطالة وسهولة التمويل.

وقــال جــون ديــري، مؤســس مركــز ريــادة الأعمــال الأمريكيــ­ة ورئيســه، في مقابلــة «الأمر ليس مفاجئا كما قد يعتقد المرء...فالناس يطلقون أعمالهــم الخاصة لأنهــم فقــدوا وظائفهم. ولأن لديهم المال للقيام بذلك.»

فأســعار الفائدة عند أدنــى ، والمصارف تميل إلــى الإقراض، فضــاً عن أن مســتوى المدخرات ارتفع جداً، ويعود الفضل الأساســي في ذلك إلى المساعدات التي تقدمها الحكومة.

وخلال الشهرين الماضيين تم إنشاء 1.6 مليون شركة في الولايات المتحدة، وهو رقم قياسي

وقال جيــه.دي لاروك، الذي يــرأس «نتوورك فور تيتشينغ أنتربرونور­شيب » وهي منظمة توفر تدريبــات لريادة الأعمال خصوصا بين الشــباب في 12 بلــدا «لقد شــجع الوباء الشــباب والكبار على الشــروع فــي أعمالهــم التجارية. والســبب بسيط جداوهو أنهم فقدوا وظائفهم.»

وتابع «يــرى الناس أن العالــم يتغير، وأن ثمة حاجــات جديدة» موضحاً أن هــذه الأفكار «تلبي الحاجات التي ولدت من أزمة كوفيد-19».

وقال أيضاً أنه منذ أن ضرب الوباء الاقتصاد، تمكّن «عدد كبير ومتزايد من البالغين» من ترجمة أفــكار كانت تتبلور في رؤوســهم منذ مدة طويلة «لــم يتمكنــوا فــي الســابق مــن إطلاقها بســبب افتقارهم إلى المال أو عدم وجود فرصة مناسبة».

وهــذه كانت حــال ليلاند لامبــرت )38 عاما(، المديــر الســابق للعمليات في مركز اســتقبال في ســولت ليك ســيتي الأمريكيــ­ة، الذي يقــول «في منتصــف يونيو/حزيــران، تم إبلاغــي بأننــي سأخســر وظيفتي. ومــع انعدام احتمــال العثور على وظيفة على المدى القصير، أتيحت لي الفرصة لإطــاق فكرة كانت تراودني منذ ســنوات، وهي إعطاء حصص في التدريب والتنمية الشخصية».

وتابع القول «كانت لدي وظيفة فقلت لنفسي: يمكننــي التفكيــر فــي الأمــر فــي وقــت فراغي، وبعدهــا فقدت هذه الوظيفــة )...( لذلك قررت أن أباشرها».

ومن أجل تحســن مشــروعه، عــاود لامبرت دراسته لمدة ستة أشهر، لكنه لا يستبعد الاضطرار إلى البحث عن وظيفة بــدوام جزئي إذا لم ينطلق عمله بالسرعة الكافية.

ومنــذ بدايــة الأزمــة، فقــد 22 مليــون أمريكي وظائفهــم. ومــا زال نصفهم عاطلين مــن العمل،

ناهيــك عــن أولئك الذين شــهدوا تراجــع دخلهم بشكل كبير.

وفــي حــن أن معانــاة قطاعــات معينــة مثل المطاعم والسياحة مســتمرة، فإن إنشاء مشروع تجاري هو أحيانا الطريقة الوحيدة لكســب لقمة العيش. غير أنه من الصعب معرفة القطاعات التي استفادت من هذه الظاهرة لأن البيانات الرسمية لا تحددها.

لكــن جــون ديــري تكلّم عــن نشــاطات معينة «مرتبطــة بأزمــة كوفيــد-1. على ســبيل المثال، خدمــات توصيــل الوجبــات» عبر خدمــة «أوبر» لسيارات التاكسي التي تشمل عدداً من الخدمات الأخــرى. وأوضــح جــون هالتيوانغـ­ـر، أســتاذ الاقتصــاد فــي جامعــة ماريلانــد، أن خدمــات التســليم عبــر «أمــازون» التــي تعمل علــى مبدأ «أوبر» نفسه، لديها مستقبل مشرق.

وأضــاف أن «كوفيــد-19 يعمل على تســريع التوجهــات الجاريــة أصلا فــي الاقتصــاد» مثل تطوير المبيعات عبر الإنترنت.

وبالنســبة إليــه، هنــاك «الكثير مــن الفرص» التــي يجب اغتنامهــا في هذا المجــال، لأن «بعض هذه التغييرات ســيصبح دائماً والشــركات التي ستســهل حــدوث ذلك، علــى ما أعتقد، ســيكون وضعها جيداً».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom