Al-Quds Al-Arabi

بعنوان «الاستطلاع المفاجئ»: بن سلمان... بين ملك عجوز و«تطبيع شفاف» وغالبية تؤكد «لا نثق بإسرائيل»

- سمدار بيري ■ يديعوت 2020/10/22

هاكم معطى ســيفاجئ القارئ الإســرائي­لي: 9 فــي المئة فقط من عموم ســكان الســعودية يؤيدون اتفاقات التطبيع مع إسرائيل. 3 في المئة أعلنوا بأنهم «لا يعرفون» والباقي، الأغلبيــة العظمى، يوضحون بالقطــع بأنهم يعارضــون. في جواب على الســؤال لماذا أعلن 60 فــي المئة بأن الجانب الفلســطين­ي أهم من إســرائيل، وادعى 30 في المئة بأنه «لا يمكن الثقة بإســرائيل» وأعلن 10 في المئة بأنهم يرفضون تعليل موقفهم.

من المهم أن نفهم بأن استطلاعات الرأي العام نادرة جداً في الســعودية. فالجمهور يرفض المشــاركة، فلا يغضب ولا يقف ضد الســلطة. والأهم: رأيه لا يعد به

في القصور. ومع ذلك مرة أخرى، حتى الجيل الشاب الذي دعي ممثلوه وممثلاته للمشاركة في الاستطلاع، أجاب «لا» على كل الأسئلة المتعلقة بمستقبل العلاقات مع إسرائيل.

جيلان يمثلان الأســرة المالكة فــي الرياض: الملك العجوز ســلمان الذي يصر على الحفاظ على مبادرة الســام الســعودية من العــام 2002، والتي توضح بالعبــارة الأوضــح بأن حــل النزاع الإســرائي­لي ـ الفلســطين­ي أولاً ثم الســير إلى خطوة سلام عربية عامة، وولي العهد بن سلمان الذي يفضل العلاقات من تحت الطاولة مع خبراء الأمن الإســرائي­ليين ويعطي مباركة الطريق لمملكة البحرين للســير نحو اتفاقات التطبيــع. دون موافقته ما كان لهــذا أن يحصل. ولا يزعج ولي العهد أن نتائج الاستطلاع تثبت لإسرائيل والولايات المتحدة كم من الصعب تســويق الســام داخل السعودية.

الصــورة معقدة: المفتي الأكبر لمدينة مكة يســتغل خطبة الجمعة في المســجد كي يكشــف لأول مرة عن العلاقــات الطيبة التي نســجت على حــد قوله في السعودية بين اليهود والمســيحي­ين. فيلم عن الكارثة كان يفتــرض أن يبث لأول مرة فــي مهرجان الأفلام السعودي الذي ألغي تماماً في اللحظة الأخيرة بسبب كورونا. أما الآن فإن جهاز التعليم في السعودية أيضاً يعمــل على تغيير كتب التعليم: فــا يوجد بعد اليوم «قردة» و«خنازير» كاســم رديف لليهود. يشطبون، ويغيــرون، ويعتزمون إضافة اســم دولة إســرائيل لخريطة الشرق الأوسط. طالما بقي الملك سلمان يؤدي مهام منصبه في القصر، وطالما ظل مســتقبل الرئيس ترامب في البيــت الأبيض غير واضح، فلا يمكن توقع تغيير في موقف السعودية. يمكن لولي العهد، الحاكم الفعلي، أن يغيــر دفعة واحدة عندما تتضح الصورة. فما بالك أن الســعودية تنسجم مع إسرائيل في رؤية الخطــر الإيرانــي. اتفاقــات التطبيع، أو كل شــبكة علاقات علنية مع إسرائيل، ستساعد السعودية على تحسين صورتها الإشكالية في الولايات المتحدة.

ثمة مكان واحد في الســعودية في بؤبؤ عين ولي العهــد: المدينــة الصحراوية المتطــورة «نيوم» التي تحاذي حدود مصــر والأردن، ومدينة إيلات جنوباً. في قصر بن ســلمان أقاموا اتصالات سرية مع خبراء في الزراعة، مهندسين إسرائيليين ورجال تكنولوجيا عليا. ولكن ما يحصل الآن فــي «نيوم» وما يدور فيها بالضبــط يصعب الكشــف عنه. هنا يجــري تطبيع شفاف.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom