الشباب الضائع
الأنظمة القمعية
الجالية المســلمة في أوروبــا وخاصة العربية منها هــي في الغالب ضحية الأنظمة القمعية الاستبدادية في بلداننا العربية والإسلاموفوبيا الأوروبيــة والاهمــال والتهميش الاجتماعــي، وفي المقابــل الجالية نفســها التي ساهمت في تراكم المشاكل بســبب الانعزال عن المجتمعات الأوروبيــة، وعدم الاســتثمار فــي التعليم، والانخــراط الحقيقي في الأحزاب السياســية وتأسيس لجيل إســامي اوروبي له دور مؤثر في ترسيم السياسات الاجتماعية والاقتصادية والروحانية.
غيــاب العدالة الاجتماعية وتغــول الأنظمة الاســتبدادية والنظام العالمي الرأســمالي المتوحش أنتجت ظاهرة الإرهاب، عبر توليد صورة محدّدة عن الإســام والمســلمين وتثبيتهــا لدى الشــعوب الأوروبية والأمريكيــة التــي عليهــا أن تبقى في حالــة تعبئة عامة ضــدّ العرب والمســلمين، من أجل تبرير النفقات العسكرية والحرب ما وراء الحدود للتصدي للعدو الذي هو في الوقت نفسه في حالة دفاع عن النفس.
الإرهاب «الإسلامي» صناعة أمريكية صهيونية إيرانية بتمويل عربي خليجي، واســعة الانتشار وســط الشــباب الضائع والحائر ومرضى العقول والســاديين فكريا وعقائديا، صناعة فاســدة تؤدي إلى الموت كالخمر والسجائر والمخدرات، محرمة شرعا .
دور العدالة
تقمص دور العدالــة وإصدار فتوى لقتل النــاس، أي ناس وفي أي مكان كان ، هذا إجرام وليس من الدين السمح في شيء، وعلى السلطات المعنية أن تجر المفتي إلى المقصلة ليكون عبرة للسفهاء من المتسلقين في الدين . فصل الدين عن الدولة شــيء جميل جــدا، وهذا يعني دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر، أو بعبــارة أخرى ترك الدين لحاله وللمتدينين، لا تمدحــه ولا تقدح فيه، أما أن لا تحترم قدســية الديــن ، أي دين وأي معتقد ، ثم تســتفز الأتباع ، هذا لا علاقة لــه بفصل الدين عن الدولة ولا بالعلمانية.
صب الزيت على النار
كان على الرئيس الفرنســي ايمانويل ماكرون ان يمتلك الشــجاعة ويصــدر قانونا يجرم المس بالديانات الســماوية بدل صب الزيت على النيران المشتعلة واتهام الإسلام بالإرهاب وهو يعلم جيدا أن هذا الدين الحنيف لم يكن يوما مند مجيئه مند اربعة عشر قرنا من دعاة العنف أو قطع الرؤوس.
الإســام قد حرم قتل النفس وجعل قتلها كقتــل الناس جميعا ومن أحياها كمن أحيا النــاس جميعا، فلماذا يجتهــدون في الغرب لإصدار القوانين لتجريم من ينتقد الصهيونيــة ويتهمونه ظلما وزروا بمعاداة الســامية، في الوقت نفســه الــذي يعتبــرون التهجم على الإســام ونبيه الكــريم عليه الصلاة والســام حرية تعبيــر؟ ألا ينبغي إيجاد صيغة جديدة وسياســات بديلــة تعتمد الاحترام للأديان الســماوية لقطع الطريق أمام مــن يحاولون الصيد في المــاء العكر من الإرهابيين والمتطرفين والسياسيين أصحاب المصالح؟