Al-Quds Al-Arabi

«الإنفاق الانتقامي» عند أثرياء العالم ظاهرة غريبة يكشفها كوفيد ـ19

-

■ نيويــورك ـ د ب أ: إذا كنت ممــن يعتقدون أن إجراءات الإغلاق التي تم اتخاذهــا حول العالم من أجل مكافحة انتشــار فيروس كورونا المســتجد، قد تسببت في إلحاق الضرر بسلع الترف المختلفة، فإنك مخطئ وعليك إعادة النظر في اعتقادك.

وفى هذا الصدد، تقول وكالــة «بلومبرغ» للأنباء إن المبيعات في قســم الأزيــاء والمصنوعات الجلدية بشــركة «لويس فيتــون» الراقية، ارتفعت بنســبة 12٪ دون احتساب تحركات أسعار الصرف - خلال الربع الثالث من العام، وذلك بنســب لا تختلف كثيراً عن النســب التي كانت تحققها في فترة ما قبل تفشي جائحة كورونا العالمية.

وكان هنــاك إجماع بشــأن توقعــات المحللين في وكالة «بلومبرغ» للأنباء فيما يتعلق بأداء الســوق خلال هذه الفترة، وهو تسجيل انخفاض في المبيعات بنسبة 9ر0 ٪ وليس ارتفاعها.

ويُظهر ذلــك الأداء في المبيعــات كيف عاد الطلب على الســلع باهظــة الثمن، والتــي تتضمن حقائب اليد والساعات والسيارات، بمجرد تمكن المستهلكين الأثرياء من الخــروج من منازلهم، كمــا يظهر حجم إنفاقهم لجزء من الأموال التــي ادخروها أثناء فترة الإغلاق.

ويشــار إلى أن أوروبا تعمل حالياً على تشــديد القيــود المفروضة علــى حركة المواطنــن من جديد، في ظل تســجيل بعض الدول لأعداد إصابات كبيرة

مرة أخــرى. أما في الصين، التي مــن الممكن أن يمثل المســتهلك­ون فيها نســبة 45 ٪ من زبائن الكماليات الفاخرة هذا العام، حســب بيانات شركة «جيفريز» فقد قام المتســوقو­ن بتدليل أنفســهم، عندما أعادت المتاجر فتح أبوابها.

وقد انتشــرت هــذه الظاهرة- التي تحمل اســم «الإنفاق الانتقامــ­ي» - لتصل إلى الولايات المتحدة، وحتى أوروبا، حيث يقوم الأثرياء من الأفراد بإنفاق الأموال التي كانوا يعتزمون إنفاقها خلال فترة قضاء الإجازات في الخارج، وتناولهم الطعام داخل صالات المطاعم، في المحلات الراقية، حســب ما ذكرته وكالة «بلومبرغ».

وحتى وقت قريب، انتعشــت أســواق البورصة بقوة، وهو الأمر الذي يعمل على تشجيع المستهلكين في الولايت المتحدة على الإنفاق. ونتيجة لذلك، يمكن أن تقدم النساء على شراء حقائب فاخرة تحمل اسم علامات تجارية راقية مثل «كريستيان ديور بوبي».

أما الرجال، فقد ينفقون الكثير من المال على شراء الساعات الثمينة. وكانت مجموعة شركات «ساعات سويســرا» الشــهيرة التي تقــوم ببيع الســاعات والمجوهــر­ات بالتجزئة في المملكــة المتحدة، أعلنت مؤخراً تحقيق مبيعات أفضل مما كان متوقعاً.

إلا أن تلك الإحصاءات غير المتوقعة لا تقتصر فقط على بيوت الأزياء وشركات الساعات الثمينة.

فمن ناحية أخرى، أعلنت شركة «دايملر إيه جي» المالكة لشركة «مرســيدس بنز» في الأسبوع الماضي، تسجيل تدفق نقدي صناعي حر، بلغت قيمته المذهلة 1ر5 مليار يورو خلال الفترة الربع سنوية الممتدة من تموز/يوليو وحتى أيلول/سبتمبر.

ويبــدو أن عمــاء الشــركة مــن ذوي الوظائف الاداريــة، كانــوا أقــل تأثــراً بالجائحة مــن قطاع الخدمــات الأكثر تضــرراً. وقد أصبحت الســيارات سهلة الاستخدام أيضاً في حال كان هناك قلق بشأن اســتخدام وســائل النقل العــام، أو إذا كانت هناك حاجة إلى الانتقال من المدينة إلى الريف، حســب ما ذكرته «بلومبرغ».

ويشار إلى أن انتشــار «مرسيدس-بنز» بصورة كبيرة في الصــن- حيث ارتفعت المبيعات بنســبة 23٪ على أســاس ســنوي خلال الربــع الثالث من العام - كان له ميزة كبيرة أيضاً.

مــن ناحية أخرى، قــد يكون هناك في المســتقبل القريب مســتفيد آخر من ذلك الانتعاش الذي شهدته حركــة البيع، وهو شــركة «أبل» التي صــار هاتفها الأفضل مبيعاً «آيفون 12 برو» متاحاً للطلب المســبق يوم الجمعة الماضي.

وبعد توفير بعــض المال أثناء فتــرة الإغلاق، قد يكون المستهلكون أكثر اســتعداداً للتفاخر من خلال حملهم هواتــف جديدة أغلى ثمناً، حيث يبلغ ســعر هاتف «آيفون 12 برو ماكس» 1199 دولاراً، بينما يبلغ سعر هاتف «آيفون 12 ميني» 649 دولاراً.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom