تداعيات كورونا تجبر مغاربة على هجرة ثانية نحو شمال أوروبا بعد تردي الاقتصاد الاسباني
بدأت جائحــة فيروس كورونــا بدفع بعض المهاجرين ومنهم المغاربة، الى مغادرة إســبانيا نحو دول شــمال أوروبا للبحث عن فرص عمل أفضل، نتيجة المســتقبل غير المريــح للاقتصاد الإســباني، لا ســيما وأن نســبة هامة تعمل في قطاعي السياحة والزراعة.
والــى جانــب بريطانيــا، يعتبــر الاقتصــاد الإسباني من اقتصاديات أوروبا الأكثر تضررا مــن الجائحة بحكــم اعتمــاده على الاســتثمار الأجنبي والزراعة والنشــاط الســياحي. وتقدر خســائر الاقتصــاد الإســباني الســنة الماضية بحوالــى 12%، وســيحتاج إلى خمس ســنوات
لاســتعادة نســب النمو التي كانــت حتى نهاية 2019. وكانت إســبانيا من الدول الأكثر تضررا خــال الأزمة الماليــة التي تعرض لهــا العالم ما بين عامي -2012، 2008 حيث فقد الناتج القومي الخام أكثر من 5% لكن الخســائر إبان الجائحة هــي أكثر بكثيــر، ويبقــى المقلق هو الســيناريو الأســود بحكــم وجــود تخــوف مــن صعوبــة استعادة الســياحة مســتواها الذي كانت عليه حتــى عــام 2025 على الأقــل، والأمر نفســه مع الاستثمارات الأجنبية وصادرات الزراعة.
وعنــد كل أزمة تتضرر الفئات الهشــة وعلى رأس هــؤلاء المهاجــرون، وفــي حالة إســبانيا تعتبــر الجاليــة المغربية ضمــن الجاليات الأكثر تضــررا. ويعود هذا الى عمــل الكثير من أعضاء الجاليــة بالســياحة لا ســيما فــي الســاحل المتوســطي من ماربيا إلى برشــلونة، ثم وجود متاجــر ومطاعم مرتبطة بالســياحة مثل متاجر الصناعة التقليديــة المغربية والمطاعم التي تقدم الأكل المغربي.
ويعد القطاع الزراعــي ضمن القطاعات التي تســتوعب نســبة هامة من المهاجريــن المغاربة، وكلما وقعت أزمة يعود الإســبان الى العمل في المــزارع والبناء، مما يرفع من نســبة البطالة في صفوف المهاجرين ومنهم المغاربة.
وأمــام هــذا الوضــع المقلــق اقتصاديــا وتداعياتــه الاجتماعيــة، بــدأت نســبة مــن المهاجريــن المغاربة مجددا تهاجــر نحو أوروبا الشــمالية. وشــهدت ســيناريو شــبيها ما بين عامــي 2008-2012 عندمــا هاجــر عشــرات الآلاف مــن المغاربة إلى هولندا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيــا. ويقول ف. عبد الرحيــم لـ"القدس العربي": "كنت أعمل في قسم الصيانة الخاص بالمــاء والكهربــاء في فنــدق كبير فــي ماربيا، اضطر إلــى إغلاق أبوابــه، وأخبرنا المســؤول باســتحالة عودتنــا خــال الســنتين المقبلتين، ومن حسن حظي، عثرت خلال شهر أغسطس/ آب الماضــي علــى العمــل في إقامة ســكنية في هامبورغ لمزاولة المهنة نفسها".